البابا شنودة: الكنيسة لا تستقوى إلا بالله‏

رفض البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، فكرة استقواء الأقباط بالخارج، مؤكدًا "هذه تهمة لا أساس لها من الواقع، فنحن لا تربطنا علاقات لا بحكومات ولا برؤساء ولا برلمانات ولا شعوب، ومصلحتنا فى مصر وقوتها تصب فى قوة ومصلحة كل مصرى، ونحن لا نستقوى إلا بالله"‏، لافتاً إلى أن الله هو قوتنا ولا نطلب غيره، فلدينا آية فى الإنجيل تقول (‏ملعون كل من يتكل على ذراع بشر).
وأكد البابا فى حواره مع جريدة "نداء الوطن" القبطية، أن القس الأمريكى "تيرى جونز"، الذى دعا إلى حرق نسخة من القرآن الكريم لا علاقة له بالمسيح والمسيحية، مشيرًا إلى أن ذلك القس تصرف بجهالة وحماقة،‏ لأنه لا يحسب رد الفعل لهذا الإجراء الطائش.
وأضاف البابا، أن المسيحية لا توافق إطلاقاً على جرح شعور الناس خاصة فى دينهم، ولا تقبل العداوة والكراهية والعنصرية، لافتاً إلى أن هذا القس لو كان محاطا بعقلاء سيمنعونه من هذا الأمر، لأن فكرته شريرة، أما إذا لم يجد حكماء يمنعونه، فسيجد من يصدونه ولو بالقوة‏.‏
وعن المظاهرات التى شهدتها الفترة الماضية، قال البابا: أرى أن الحرية التى أعطيت للناس استغلت بطريقة خاطئة، فكل موضوع يحاول البعض أن يعالجه بمظاهرة،‏ ومن حق الإنسان أن يمارس حرية التعبير، ولكن بغير عنف.
وأشار البابا إلى أن هناك أشياء كثيرة ظهرت فى المجتمع لم تكن معروفة وموجودة، منها كثرة الاعتصامات والاحتجاجات على رصيف مجلس الشعب وفى النقابات، وأن هناك الكثير من الناس الذين يحاولون أخذ حقوقهم بالعنف، ليس بالضرب، وإنما بعنف الاحتجاج والمظاهرة والتى وصلت بهم إلى حد خلع ملابسهم أو الظهور بملابس غير لائقة.
وأضاف: النقطة الثانية المتعبة فى المجتمع هى ارتفاع الأسعار وعجز المرتبات عن الوفاء بالاحتياجات المادية، ومن هنا طالب الكثيرون بوضع حد أدنى للاجور حتى يستطيعوا أن يعيشوا حياة معتدلة.
وعن تأييد الكنيسة لجمال مبارك، أكد البابا أن صفوت الشريف يقول إن الدولة لم تجد شخصاً يحل محل الرئيس مبارك، والكنيسة لم تبد رأياً فى هذا، و تترك الشعب يختار من يراه مناسبا، أما من جهة أحقية جمال مبارك ومدى تأييدنا له فهذا يرجع إلى سياسة الرئيس مبارك الهادئة والمعتدلة ومن المتوقع أن السيد جمال مبارك سيسلك نفس الطريق ونفس المنهج، لكن حتى الآن لم تتضح الرؤية ولم تظهر الترشيحات بعد.
وعن كوتة للأقباط قال البابا إن الكنيسة لا ترشح أحداً فى الانتخابات ولا تتدخل إطلاقا فى هذا الأمر، فكل من يرشح نفسه هو حر فى ذلك، فنحن واجبنا واجب روحى، ونهتم بالروحانيات، أما الناحية السياسية فهذا عمل الدولة،‏ ولكن نطلب أن يتواجد الأقباط فى البرلمان لصالح البلد فغيابهم يسىء لسمعة مصر ويستغله البعض فى الخارج فى غير مصلحة مصر، ووجود عدد قليل من الأقباط فى البرلمان لن يغير السياسة العامة، لأن الغالبية هى المتصرفة‏.‏