يقدم هنا الشاعر الكبير فاروق شوشة لونا مختلفا من الشعر, هو أشبه بالقصيدة النثرية.. أو ربما القصة الشعرية إذا جاز لنا هذا التعبير. فلوحاته التي رسمها بقلمه الرشيق وكلماته الرقيقة الحانية, وكل تلك التفاصيل الصغيرة التي يعرض لها تكسب قصائده خصوصية ومعاني عميقة, وتجعلنا نعيش في رحاب ذكرياته وحكاياته ونتنسم من عبير تلك الأيام الجميلة.. أيام الخوالي, حينما كان البال رائقا والنفس صافية والقلب لايزال ينبض بالحب العذري. ولا يذكر شاعرنا هنا أسماء وشخوصا بعينها.. بل يترك لنا فقط مشاعر دافقة وإحساسات يانعة وكأنه يسعي لأن يقبض بين يديه علي ذلك الزمن الجميل الذي مضي وولي ولن يعود ثانية أبدا.. ها هو يسترجع أيامه ولحظاته ووجوهه.. ها هو يستدعي تفاصيله وحصاد حياته بقلمه العذب, ويجعلنا نعيش معه ذكرياته العزيزة الغالية. الحب.. الإحساس بالامتنان.. سنوات الطفولة والصبا.. البيت القديم.. الأسرة والعائلة.. المدرسة والكتاب.. الموت والفراق.. كلها معان يجدها القارئ عبر قصائد ولوحات شوشة الجميلة, وهي قصائد أحسب أنها قريبة من قلب القارئ, لسهولة مفرداتها وكلماتها من ناحية, وعمق وأصالة معانيها من ناحية أخري. صدر الكتاب عن الدار المصرية اللبنانية.