أعلنت السلطات في هايتي أن عددا كبيرا قد يصل إلي200 ألف شخص قد قتلوا في الزلزال الذي دمر البلاد, وأنه سيتعين إعادة بناء ثلاثة أرباع العاصمة بورت أوبرينس بسبب ما حدث. وقال وزير الداخلية في هايتي انطوني باين إنه قد تم بالفعل انتشال نحو50 ألف جثة, وتوقع أن يكون هناك في الإجمالي ما بين100 ألف و200 ألف مازالوا تحت الأنقاض. ومن جانبه قال أراميك لويس وزير الدولة للأمن العام أن نحو40 ألف جثة قد دفنت في مقابر جماعية حتي الآن. وإذا ثبت صحة عدد القتلي فإن هذا الزلزال الذي بلغت قوته سبع درجات والذي هز هايتي يوم الثلاثاء الماضي سيكون واحدا من بين أخطر عشرة زلازل سجلت حتي الآن. وفي غضون ذلك, تزور وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون هايتي للوقوف علي حجم معاناة الناجين هناك. ووافقت حكومة هايتي علي منح الولاياتالمتحدة سيطرة مؤقتة علي المطار الرئيسي للبلاد من أجل الإسراع في عمليات الإغاثة في الزلزال. وقال بي جيه كرولي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن رئيس الوزراء جان ماكس بيليرفي وقع مذكرة تفاهم تمنح السيطرة علي المطار للولايات المتحدة. وأعلنت الأممالمتحدة أن أمينها العام بان كي مون سيزور هايتي اليوم, وأضافت في بيان أن بان سيقيم جهود الإغاثة الإنساينة وحجم الكارثة بنفسه. وفي غضون ذلك تعتزم الأممالمتحدة إعادة نشر خمسة آلاف من جنودها موجودين حاليا خارج بورت أوبرينس في اتجاه عاصمة هايتي. وعلي الصعيد نفسه, وصف رينيه بريفال رئيس هايتي الدمار الذي لحق بالبلاد بأنه شبيه ما تخلفه الحروب, وأضاف بريفال الذي انتقل إلي مركز شرطة قرب المطار بعد أن انهار القصر الرئاسي, أن ما رآه هو نفس ما يمكن أن ينتج من قصف شامل للبلاد لمدة15 يوما, وقال بريفال الذي اذهلته فداحة الكارثة مثل كثيرين من أبناء بلاده أنه لم ينم منذ يومين منذ وقوع الزلزال. وأضاف بريفال وقد علت وجهة ابتسامة ساخرة مشيرا إلي مقر الشرطة القضائية حيث يقيم حاليا ليس لدي بيت وليس لدي تليفون هذا هو قصري الآن. وتجنب رئيس هايتي الإجابة عن أسئلة بشأن عدد الضحايا, وقال لن أجازف بتخمين عدد الضحايا علي الرغم من إعلان السلطات الوطنية والدولية المختلفة بأن عدد الضحايا سيصل إلي عشرات الآلاف, وقال بريفال لا توجد بشكل فعلي تليفونات عاملة حاليا فمن الصعب حتي الاتصال أو لقاء رئيس الوزراء. وأضاف بريفال أن علينا أن نعيد بناء كل شيء فقد انهار القصر الرئاسي والبرلمان وقصر العدالة, وقال إن برنامج الأممالمتحدة للتنمية تحدث بأن هناك حاجة لأكثر من500 مليون دولار. وكشفت مصادر حكومية أيضا أن ستة آلاف معتقل فروا من سجون هايتي التي أصيبت بدمار جزئي وتركت دون مراقبة بعد الزلزال. ومن اصل هذا العدد, كان نحو أربعة آلاف معتقلين في سجن العاصمة بورت أو برينس علما أن عددا كبيرا منهم كانوا محكوما عليهم بالسجن مدي الحياة. وتبدي فرق المساعدة الإنسانية الدولية قلقا حيال انعدام الأمن في عاصمة هايتي, واستمرار التذمر بين السمان لبطء وصول المساعدات علاوة أن عددا كبيرا من سكان بورت أو برينس تعرضوا لأعمال وسرقة ونهب بعد ثلاثة أيام من وقوع الزلزال. وحذر علماء من أن الزلزال العنيف الذي ضرب هايتي ينذر بوقوع هزات أرضية أخري في المنطقة وأكدوا ضرورة إعادة اعمار بورت أو برينس الواقعة علي طول خط الزلازل بمواد مقاومة لها.