رغم انه شهر الصوم والعبادة إلا ان الطعام في هذا الشهر الكريم يحتل المرتبة الأولي في اهتمامات الأسرة المصرية, والسؤال الذي يفرض نفسه يومياهتفطر إيه النهاردة. وتجيب عليه بالطبع ربة البيت آخذة في اعتبارها ضرورة التنوع والتميز في اختياراتها في حدود إمكاناتها المادية ولكن من الملاحظ انه مهما كانت هذه الإمكانات بسيطة إلا ان مايحدث لايخلو من الاسراف في الطعام في رمضان.. والسؤال هنا كيف يمكن ترشيد استهلاك الأسرة المصرية في الطعام حتي لاتصاب البطون بالتخمة والجيوب بالإفلاس؟!.. ولنترك المختصون يتكلمون. د. مصطفي السعيد رئيس اللجنة الاقتصادية بمجلس الشعب ووزير الاقتصاد الاسبق يؤكد ضرورة ترشيد الاستهلاك وعدم الاسراف وذلك من خلال الشراء بقدر احتياجات الأسرة فقط وبكميات قليلة للحفاظ علي الصحة العامة لأفراد الأسرة. اما د. يمن الحماقي أستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس ووكيل اللجنة الاقتصادية بمجلس الشوري فتقول ان الطعام يفرض نفسه بالفعل علي الصائم ويظل طوال اليوم يفكر فيما سيأكل علي الافطار.. وللتوفير والترشيد في الوقت نفسه علي حد تعبيرها تقترح علي ربة البيت ان تعد وجبة الافطار وتقسمها إلي جزءين مطهيةلإستخدامها في يوم آخر وبهذا ستوفر جهدها وستقلل الانفاق باعتبار انها تعلم جيدا احتياجات افراد أسرتها من نوعية هذه الوجبة, فالتقدير مهم جدا في مسألة ترشيد الاستهلاك.. وفي حالة الولائم تنصح بالتقليل منها بقدر الإمكان نظرا لغلاء المعيشة وحتي لايتضاعف العبء علي رب الأسرة في الانفاق كما تنصح بضرورة الاستفادة من الطعام الزائد عن احتياجات الافطار بتعبئته في علب بلاستيكية وتوزيعه علي المحتاجين القريبين من مقر الأسرة حتي يتم الاستفادة منه ولايضيع هباء. وتلفت أستاذة الاقتصاد نظر الأسرة المصرية إلي متابعة مايتم طرحه في الأسواق من عروض تتميز بانخفاض الأسعار لكثير من السلع وذلك من خلال السوبر ماركت أو الجمعيات الاستهلاكية اذ يمكن للأسرة ان تستفيد من هذه العروض بشرط ألا تنساق وراء شراء سلعة ما بكميات كبيرة تحظي بتخفيض ملحوظ في العرض وتسرف أكثر بدلا من ان ترشد في استهلاكها. و عن دور المجتمع المدني في مسألة ترشيد الاستهلاك يتحدث عنه د. حسام شوقي الشنشوري عضو الجمعية المصرية المركزية لحماية المستهلك قائلا: ان دور الجمعية يقتصر علي مراقبة ومتابعة الاعلانات المضللة والتي تسهم بشكل كبير في الاسراف الاسري علي الطعام والحد من هذا الاعلان من خلال إجراءات معينة.