رمضان له ذكريات جميلة في طفولتي.. وارتبطت بطقوسه الخاصة ومنها أطباق القطايف والكنافة, والفول في السحور بأطباقه المتنوعة ورائحته التي مازلت أتذكرها وأحسها حتي الآن.. والمكسرات بأنواعها. وحكايات ألف ليلة وليلة وصوت زوزو نبيل الرائع الذي مازال صداه حتي الآن في أذهاننا وقلوبنا والتي أطلقت عنان خيالنا مع سحر حكاياتها. .. وتكمل د. يمن الحماقي رئيس قسم الاقتصاد بكلية التجارة جامعة عين شمس ووكيل اللجنة الاقتصادية بمجلس الشوري حكايتها مع شهر رمضان فتقول: منذ طفولتي كان الصيام بالنسبة لي شيئا مقدسا.. وكنت أبكي بشدة لأن أهلي كانوا أحيانا يضغطون علي حتي أفطر لأنه كان أيامها في الشتاء أيام المدرسة فكانوا يخافون علي من الارهاق والاستيقاظ المبكر والمذاكرة, خصوصا اني كنت مجرد طفلة صغيرة.. لكني أتذكر أيضا أن أبي وأمي علماني أن رمضان هو شهر الزكاة والطيبات وأن الفرحة لا تكتمل إلا بمساعدة الفقير, وهذا ما أتمني أن نغرسه في نفوس أولادنا منذ الصغر. .. ودائما الصوم هو متعة لي ولا يرهقني وأعتبره شهر عمل وانجاز حتي أنني انتهيت من أبحاثي للترقية للأستاذ المساعد والأستاذ خلال شهر رمضان أيضا.. وأذكر أني كنت أسهر للفجر في اعداد أبحاثي ثم استيقظ في السابعة والنصف صباحا لأصطحب طفلتي للحضانة ثم أذهب لعملي في الجامعة وأعود بعدها لأمارس مهام منزلي.. لأنني أعتبر أن العمل هو عبادة أيضا.. ورغم أنني أري الكثيرين الآن يتصورون أن أداء الصلوات وقراءة القرآن هو العبادة ويتناسون أن الدين معاملة أيضا بمعني: هل ينفع أن أقرأ القرآن ولا أقضي مصالح الناس في عملي بحجة انشغالي بالعبادة من صلاة وتلاوة القرآن؟.. لذا أرجو من رجال الدين التوعية بأهمية المعاملات في الدين الاسلامي. فانوس رمضان هو أحد طقوس رمضان التي أحبها وأحرص عليها منذ طفولتي واستمرت في طفولة ابنتي وابني... كنت أكره المطبخ في طفولتي.. ولكني دخلته مضطرة بدافع مساعدة أمي والعمل علي راحتها لأنها كانت رحمها الله تعشق اعداد الولائم للأهل في جميع المناسبات وخصوصا في رمضان.. والآن أدخله أيضا وأطبخ من أجل اسعاد أسرتي.. لكن مازلت حتي الآن أفتقد حرفنة أمي في المطبخ, ونفسها الحلو في الأكل.. وكانت مشهورة باعداد أصناف معينة مثل الكشك بالفراخ, وقالب المكرونة الملفوف بالرقاق الذي كانت أمي لها بصمتها المتميزة في اعداده علي مستوي الأسرة. وأنا أحببت اعداده أيضا لأسرتي في رمضان وطريقته سهلة كالآتي: تدهن الصينية بالزيت وخصوصا حواف جوانبها, ثم نضع بعض طبقات من الرقاق المبلل بالمرق يبطن بها الصينية وجوانبها من الداخل.. ثم نضع طبقة من المكرونة المقصوصة المسلوقة وعليها صوص الطماطم واللحم المفروم ثم طبقة أخري من المكرونة ونغطيها بصوص المكرونة واللحم المفروم ثم تغطي بطبقات من الرقاق ويحكم قفله من الجوانب ثم يوضع بالفرن حتي يحمر وجه الصينية ثم نقلبها علي الوجه الآخر حتي يحمر أيضا.. ويصبح مقرمشا.. ويقدم ساخنا.