- هلت علينا نفحات شهر رمضان المبارك.. ذلك الشهر الذي أنزل فيه القرآن الكريم.. ويتفرد بعبادة سامية هي الصيام.. والتي قال عنها الله سبحانه وتعالي: »كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فهو لي وأنا أجزي به« وفي هذا الشهر نحتفل بليلة من أفضل الليالي الإسلامية وهي ليلة القدر وهي ليلة خير من ألف شهر.. ولعل أجمل ما في أيام وليالي رمضان هذه الأجواء الأسرية الرائعة التي تجمع العائلات والجيران والأقارب والأصدقاء علي مائدة طعام واحدة في وقت واحد سواء عند المغرب أو عند السحور.. وتلك الوجبات تمثل العيش والملح والتي يعمل لها ومن أجلها المسلمون ألف حساب وحساب.. وكثيراً ماتزداد هذه الروعة الأسرية عندما نجد الإخوة المسيحيين يشاركون في تلك الموائد الرمضانية لتزداد الوحدة الوطنية بين عنصري الشعب الواحد قوة وأصالة .. ومن أجمل ما تشهده الأسر المسلمة في هذا الشهر الكريم تلك الرحلات اليومية إلي المساجد لقضاء شعائر الصلوات الخمس لتزداد سعادة الجميع صغاراً وكباراً بأداء صلاتي التراويح والتهجد والتي يتسابق إليهما النساء قبل الرجال لنيل الثواب الذي يخص بها الله سبحانه وتعالي عباده في شهره المعظم .. وتزيد الفرحة في معظم الأحياء السكنية بنشر الزينات والمصابيح الكهربائية الملونة والأعلام ليتحول الشارع في ليالي رمضان إلي مزيج من التألق والسرور .. وتظهر فاترينات بيع المكسرات وياميش رمضان ومحال صناعة القطايف والكنافة ويسهر الجميع حتي ساعات الفجر من كل يوم في سعادة وبهجة خاصة عندما يظهر المسحراتي بطبلته الشهيرة وأغانيه المميزة ليدعو النائم لتناول السحور ورغم هذه المظاهر الإيجابية إلا أنني حزين لهذا الجشع والتلاعب في الأسعار للتجار والتي جاءت فتاوي علماء الإسلام بأن رفع الأسعار للسلع الرمضانية بدون مبرر حرام.. حرام.. حرام!. محمد عرفة [email protected]