يحرص الدكتور اسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الاسكندرية علي عقد مؤتمر سنوي يجمع فيه النخبة من مثقفي مصر والمهمومين بالقضايا اليومية, وهو المؤتمر الذي يتم فيه إثراء الحوار والنقاش حول القضايا الثقافية وأحيانا يعرج الحوار حول القضايا التعليمية والصحية والسياسية المطروحة علي الساحة, وفي هذا اللقاء يقدم كشف حساب.. أو رصيد الأنشطة الثقافية وحصاد جهد عام كامل هو ورجاله الأكفاء, وهدفه بالطبع تفعيل مشاركة الصفوة في طرح رؤي لتحديث المجتمع من الناحية الثقافية, وحديث الدكتور اسماعيل دائما يدعمه بالأرقام, وقد تجاوز عدد زوار المكتبة في العام الماضي المليون ونصف المليون زائر, وكان للأطفال رصيد رائع, ويدخل موقع المكتبة سنويا300 مليون زائر, وازدحمت القاعات باللقاءات والحفلات ومعارض للكتب ومتاحف ثرية بالمخطوطات والآثار والقبة السماوية وصالات الاستكشاف ومنتديات الحوار ومراكز توثيق الآثار, لتتجاوز50 ألف مخطوط ومعامل ترميم متقدمة. وذكرت إحصائية لها دلالة مهمة وهي أن الكتب العلمية في مكتبة الكونجرس وهي المكتبة التي تسعي مكتبة الاسكندرية لمنافستها نسبتها20% من مجموع الكتب, بينما هذه النسبة لاتتعدي8% في مكتبة الاسكندرية! والدلالة الثانية أن نسبة الكتب الدينية في مكتبة الاسكندرية هي الأعلي.. وتحسر علي وضع العلم وحاله في مصر. وتحدث بعد ذلك عن أكبر هدية في التاريخ حصلت عليها مكتبة الاسكندرية وهي نصف مليون كتاب ومرجع ودائرة معارف فرنسية سوف يسلمها الرئيس ساركوزي إلي الرئيس مبارك رسميا في مكتبة الاسكندرية في مارس المقبل لتصبح المكتبة هي الرابعة في العالم من حيث الكتب والمراجع الفرنسية, وبمجرد أن فرغ مدير المكتبة من سرد حصاد عام زاخر بالنشاط الثقافي والمعرفي فتح الأسئلة للحاضرين 250 من الصفوة المثقفة وكانت الأسئلة تحمل في باطنها أناة بالوضع التعليمي والصحي والديموقراطي, وكان كل سؤال يحمل الرغبة في قدرة المكتبة علي حلها.. وشعرت وقد أكون مخطئا ان مكتبة الاسكندرية تحولت إلي حائط مبكي أو حائط البراق كما يسميه أهل الشام وتجاوزت الاسئلة الخمسين طرحا في القاعة الرئيسية, والكل يتمني أن تتولي المكتبة الاصلاح برغم المنتديات الستة التي عقدت بها للإصلاح العربي, ورغم أن المكتبة حققت كل هذه النجاحات في ظل الظروف التي كان يري الآخرون انها تعيق نشاطه, مكتبة الاسكندرية مبهرة, وأصبحت منارة العرب, وغيرت من ثقافة السكندريين الذين كانوا يطفئون أنوارهم في الشتاء مبكرا.. وأصبح كورنيش الاسكندرية يمتلئ حيوية بأضواء المكتبة, ونشاطها, الذي أصبح يمثل أمواجا متعاقبة من العرس الثقافي, ويحدث به كل يوم أنشطة ثقافية بلغ عددها في السنة700 حدث ثقافي, وأصبحت مصدر جذب مثقفي العاصمة.. بل والعواصم العالمية.