عارض البرلمان المحلي في ولاية سكسونيا الألمانية إقامة نصب تذكاري للصيدلانية المصرية مروة الشربيني التي قتلت في حادث مأساوي داخل قاعة محكمة في مدينة دريسدن الألمانية العام الماضي. وتقف وراء إقامة هذا النصب جمعية "شجاعة المواطن" الأهلية للتذكير بالطعنات ال 18 التي تلقتهاالشربيني (التي تعرف بشهيدة الحجاب) من ألماني من أصل روسي معاد للأجانب . وبدأت الجمعية المعادية للعنصرية بهذه المبادرة المسماة (18 طعنة) عن طريق جمع التبرعات والمساعدات، بنصب أعمدة على شكل خناجر في أماكن مختلفة من مدينة دريسدن للتذكير بالجريمة . وبما أن هذه الأعمدة كانت ستقام في الشوارع وفي الأماكن العامة، كان لابد من الحصول على موافقة نصب كل عمود على حده. وقالت جوزفين كوخ الناشطة في الجمعية إن الحصول على الموافقات لم يكن غاية في الصعوبة بالنسبة لأغلب الأعمدة، التي تم نصبها في الشوارع" ولكن عند محاولة وضع أعمدة أمام مبنى البرلمان المحلي في سكسونيا، كان لا بد من التقدم بطلب إلى مديرية إدارة المباني في ولاية سكسونيا، باعتبارها مسؤولة عن هذا الأمر. وقد قامت المؤسسة بدورها بتحويل طلبها إلى البرلمان. لكن الطلب لم يحظ بموافقة البرلمان. فقد عارض نواب الولاية إقامة أحد أعمدة هذا النصب أمام مبنى البرلمان في مدينة دريسدن. وبهذا الرفض لن يكتمل المشروع. وجاء رد البرلمان على غير ما تشتهيه كوخ وجمعيتها" فبالرغم من أنه رحب بالمشروع، إلا أنه رفض الموافقة على نصب الأعمدة وذلك "للمحافظة على مبدأالحيادية". وقد أعربت كوخ عن استغرابها من هذا الرد متسائلة: "كيف يمكن للمرء أن يحافظ على حياديته أمام العنصرية؟ كما أننا لسنا جمعية سياسية،فكل ما نقوم به هو مشروع ضد معاداة الأجانب، ومن المستغرب أن تعارض هيئة ديمقراطية أمرا كهذا". وأعربت كوخ عن اعتقادها بأن "القرار اتخذ بشكل سريع بسبب العطلة الصيفية".
وفي حين تعامل القضاء الألماني بحزم مع قاتل مروة الشربيني، وحكم عليه بالسجن المؤبد، وبالرغم من إقامة لوحة تذكارية للضحية في مبنى المحكمة، إلاأن مظاهر معاداة الأجانب لا تزال تتكرر في هذه القضية. فقد تعرض النصب التذكاري لمجموعة من الاعتداءات. فبعد قيام مجهولين، يرجح أنهم من المتطرفين اليمينيين، بتحطيم بضعة أعمدة من هذا النصب التذكاري الأسبوع الماضي، قام مجهولون آخرون بإسقاط عمود آخر وسط المدينة. وردا على ذلك قامت الجمعية المعادية للعنصرية بإعادة نصب أحد هذه الأعمدة أمام محطة القطار الرئيسية، وأبقت على حطام الأعمدة الأخرى التي تعرضت للتخريب، وذلك للتذكير ب"الأعمال العنصرية التي قام بها بعض المواطنين في دريسدن"، حسب قول كوخ. يشار إلى أن النصب التذكاري المسمى "18 طعنة"، ليس نصبا دائما،وإنما مشروع مؤقت قامت به الجمعية وأرادت له أن يستمر حتى نهاية شهرسبتمبر المقبل. إلا أن الجهات، التي وافقت على إقامته، لم تسمح ببقاءالأعمدة إلا لمنتصف أغسطس الجاري.