في سابقة ليست الأولي من نوعها وهي اختفاء زوجة احد الآباء الكهنة بدير مواس بمحافظة المنيا, ومنذ ان اذيع ذلك الخبر وامتلأت جميع وسائل الإعلام بالأخبار والتصريحات, وهو امر طبيعي ولكن من المؤسف اننا وجدنا الكثير من تلك الاخبار مليئة بالشائعات والاقاويل غير الصحيحة حول حقيقة هذا الاختفاء. فهناك من أشار إلي انه اختطاف لتغيير ديانة تلك السيدة, والحقيقة وبعد مرور عدة ايام توصلنا إلي ان هذا الموضوع ماهو إلا حادث عابر نتج عن خلافات زوجية بين الكاهن وزوجته ادت إلي قيام الزوجة بالاقامة عند احد اقاربها حتي اذ ما لبثت وان هدأت الامور عادت الزوجة مرة اخري. تلك الحادثة جعلتني اود ان اشير إلي نقطتين غاية في الأهمية وهما دور الاعلام الهدام في اشعال نيران الفتنة, والثانية هي عتاب إلي بعض الاقباط الذين اعتادوا علي وضع العاتق الكبير في اية احداث علي انها تعود إلي اغفال دور الأمن وتقصيره. ودعوني ابدأ بدور الاعلام فلا احد يستطيع ان يذكر دور الاعلام والذي لاغني عنه في جميع المجتمعات وذلك لما يشمله من اخبار وانباء لجميع الاحداث المصرية والاقليمية والعالمية, بالاضافة إلي وجود مهام اخري منها التثقيف والتوعية والتسلية ايضا, وكما نعلم جيدا ان هناك اعلاما بناء, ولكن في المقابل ايضا هناك اعلام آخر هدام. وهنا اود ان القي بعض الضوء علي ذلك الجانب الهدام خاصة فيما نشر عن تلك الحادثة العابرة السالفة الذكر, ذلك الامر الذي أوشك للوصول إلي إشعال فتنة طائفية, لولا تدخل وحكمة أصحاب القرار. إنني لا اوجه اللوم هنا إلي حرية الاعلام الذي سمح به السيد الرئيس محمد حسني مبارك فضلا, عن الجو الديمقراطي الذي نعيشه الآن في ذلك العصر الذهبي, حيث من حق أي مصري اينما كان موقعه صحفيا كان أو مذيعا.. الخ, في حرية تداول المعلومات ونشر الافكار والآراء, ولكن بشكل بناء ودقيق بالرجوع إلي مصدر تلك المعلومات واستشارة المختصين في ذلك كل في موقعه, فلا احد يملك الحقيقة المطلقة, ذلك حفاظا علي قيم الصدق والدقة والموضوعية والنزاهة. وانتقل إلي النقطة الثانية وهي عتابي علي بعض الاقباط الذين فور سماعهم أية اخبار تخص حدثا مشابها للسابق سرده, يقومون بالاحتشاد والمظاهرات ملقين كل اللوم علي دور الأمن واغفاله وربما تواطؤه في تلك الاحداث, علي الرغم انها قد تكون اخبارا غير سليمة يسعي في نشرها بعض من ضعاف النفوس لضرب وحدة ونسيج هذه الامة, كما أود ان اطرح علي هؤلاء القلة بعض الاستفسارات والتي من اجابتها سيتضح لهم كم المجهودات الكبيرة التي تقوم بها اجهزة الأمن من اجل سلامتهم وحمايتهم ولنبدأها: ماهي الفائدة العائدة لتلك الاجهزة وراء اختفاء زوجة احد الاباء الكهنة! اليست تلك الاجهزة هي التي تسعي دائما علي حمايتنا كمصريين, فنحن الآن لانعاني من اعمال إرهابية تهدد أمننا وسلامتنا مثلما كان يحدث من قبل؟ وايضا اليست تلك الاجهزة هي من قامت بالقبض علي مرتكبي احداث نجح حمادي الاخيرة؟ فإذن اين هو التواطؤ الذي تتحدثون عنه؟ انني أؤكد ان تلك الاجهزة في ظل المنظومة التي ارساها السيد اللواء حبيب العادلي هي الأحرص دائما علي تحقيق امن وسلام هذا الوطن وحمايته من اي سوء. إنه علينا دائما ان نقف مع حرية الرأي والتعبير وتأكيد حرية الاعلام بجميع وسائله المرئية والمقروءة والمسموعة, ولكن مع التأكيد في الوقت نفسه علي مسئولية من يمارس هذا الحق..