لقي خمسة عمال تتراوح أعمارهم بين19 و25 سنة. مصرعهم داخل بالوعة للصرف الصحي بمصر القديمة, وكعادتنا القديمة أيضا تشكلت لجان هندسية وغير هندسية للبحث والدراسة واتخاذ اللازم. والحقيقة أن هذا الخبر المؤلم الذي طالعتنا به الأهرام أحزنني شأنه في ذلك شأن جميع الأخبار المماثلة التي تنم عن الاهمال والاستهتار بأرواح البشر, والتي تذهب دماؤهم رخيصة وهي لو تعلمون غالية جدا عند خالقها. والسؤال الأكثر إيلاما ماذا يضير الهيئة أو الشركة أو المقاول أو الجهة المشرفة علي أعمال الصرف الصحي في استخدام وسائل الأمن الصناعي لتأمين هؤلاء العمال الفقراء, وهي وسائل بسيطة وبعضها بدائي يتلخص في حبل يربطه العامل حول وسطه في حالة هبوطه في بئر أو وقوفه علي سقالة! ماذا يكلف ذلك مقابل روح بشرية ازهقت في بالوعة الصرف الصحي. اننا جميعا في مصر مسئولون عن هؤلاء الخمسة ومئات غيرهم ومن العار أن نشكل كل يوم لجنة أو لجانا لبحث الأسباب والمسببات والمسئول المعروف أو المجهول, وهو في جميع الأحوال واحد لاتصفية دماء البشر ولا آلامهم ولا أحزانهم ولا أسرهم ولا زوجاتهم ولا أطفالهم. د.مدحت ابراهيم مسعد وكيل الجهاز المركزي للمحاسبات سابقا