الاهتمام بالمرأة المعيلة وأسرتها في المناطق العشوائية هو محور اهتمامنا في جمعية نهوض وتنمية المرأة منذ عشرين عاما. جاءت هذه الجملة علي لسان د. ايمان بيبرس رئيس جمعية تنمية ونهوض المرأة في الاحتفالية التي أقامتها الجمعية بمناسبة مرور3 سنوات علي مشروع( المرأة أيضا تستطيع) الذي نفذته منذ3 سنوات في عرب وعزبة الوالدة بحلوان بالتعاون وبتمويل من مؤسسة دروسس السويسرية. وأضافت د. إيمان بيبرس إن العمل مع المرأة في المناطق العشوائية في جمعيتنا بأء بمنشية ناصر ثم في مصر القديمة ثم بعض المحافظات: الغربيةالقليوبية وجنوب سيناء.. تم خلال هذه الاحتفالية تكريم السيد قدري أبو حسين محافظ حلوان وتسليمه درع الجمعية لتعاونه مع هذا المشروع وتقديم جميع المساعدات والخدمات لإنجاحه.. كما تم أيضا تكريم مجموعة من المهندسين والموظفين من محافظة حلوان.. لماذا تم اختيار منطقة عزبة وعرب الوالدة في حلوان لتنفيذ مشروع المرأة أيضا تستطيع؟!.. تقول د.إأيمان بيبرس إن هذه المنطقة معظم سكانها من محدودي الدخل وترتفع فيها نسبة المرأة المعيلة إلي30%, كما تنتشر فيها أمية النساء مما يؤدي الي معاناتهن وصعوبة دخولهن سوق العمل. ما هي أهم أهداف هذا المشروع؟ أهدافه تنبعث من احتياجات نساء وفتيات هذه المنطقة العشوائية.. فالنساء الفقيرات والمعيلات يرغبن في قروض متناهية الصغر لتعليم أولادهن ومساعدة أزواجهن وطالبن أيضا باستخراج البطاقات الشخصية لهن حتي يستطيعن العمل.. ومحو أميتهن حتي يعرفن الشوارع ومحطات المترو والأوتوبيس.. أما الفتيات الشابات اللاتي تسربن من التعليم فطلبن تعلم حرفة أو مهارة حتي يعملن بها. وأعلن رغبتهن أن يكون لهن خبرة في الحياة من خلال التوعية وزيادة ثقتهن بأنفسهن بالنسبة للنساء صاحبات المشاكل الأسرية فكن في حالة من اليأس من أوضاعهن فطلبن الحماية القانونية ومساعدتهن في أخذ حقوقهن من أزواجهن الذين طلقوهن أو تزوجوا بأخريات.. ولذلك جاء مشروع( المرأة أيضا تستطيع) ليستهدف المرأة المعيلة, والفقيرة والفتيات المهمشات والمطلقات.. مجموعة السيدات المستفيدات من هذا المشروع تحدثن وبرهن بالفعل إن المرأة المصرية عندما تتاح لها فرصة التعلم والتدريب والتوجيه والمساعدة تستطيع إن ترفع من شأن أسرتها وتزداد ثقة بنفسها وهذه بعض النماذج منها:( إيمان جمال) فتاة صغيرة لم يتجاوز عمرها12 عاما صعدت بكل ثقة علي المنصة أمسكت بالميكروفون. وقالت أبي أقعدني من المدرسة بعد ستة أبتدائي لأنه خايف علي من المعاكسات في الشوارع خصوصا بعد ان تم اغتصاب فتاة في المنطقة.. ولما سمعت إن في الحي بتاعنا جمعية نهوض وتنمية المرأة عاملة فصول اسمها( أحلام البنات).. جريت عليها واتعلمت فيها الثقة بالنفس وعلمونا النظافة الصحية وأخطار الختان والزواج المبكر وكل النصائح دي رجعت وقلتها لأمي بالفعل اقتنعت بها.. حتي أبويا بيفكر أرجع المدرسة تاني.. صفق الحضور لأيمان.. وعانقتها الدكتورة إيمان بيبرس لشجاعتها وثقتها بنفسها.. ومني زكي سيدة عمرها44 سنة متزوجة من موظف بسيط ولها ثلاثة ابناء في مراحل التعليم المختلفة.. تجيد الطهو.. وذاع صيتها في المنطقة بمهاراتها في هذا المجال ولكنها كانت تحتاج الي تمويل لمشروع اعداد الوجبات الجاهزة, توجهت إلي( مشروع المرأة أيضا تستطيع) وأعطاني قرض500 جنيه استطعت أن أشتري المواد الخام وصار لي الآن دلوقتي زبائن في المعادي ومدينة نصر. إن القروض الجماعية للنساء بدأتها جمعية نهوض وتنمية المرأة منذ25 عاما وهي قروض متناهية الصغر تقدم للمرأة الفقيرة بدون ضامن أو ضمان, علي أن تقوم خمسة سيدات من المنطقة باختبار أنفسهن ليضمن بعضهن البعض علي ان يكون لكل منهن مشروع خاص بها. أما حكاية رشا حسن وعمر29 سنة فهي مأسوية إلي حد بعيد فترويها قائلة تزوجت لمدة عام واحد فقط وأنجبت ولد عمره الآن8 سنوات.. كان زوجي يضربني كل يوم علي أسباب تافهة بقسوة شديدة حتي تسبب لي فقد البصر في عيني اليسري.. وسيبت البيت.. روحت عند أهلي..ولكنه رفض أن يطلقني.. وتلاعب المحامون بي.. حتي وصلت بالصدفة إلي البرنامج القانوني في مشروع( المرأة أيضا تستطيع) ورفع لي قضية خلع وحصلت عليه مؤخرا كما حصلت علي حضانة ابني والنفقة وأجر السكن. وإذا كانت مني زكي قد حصلت علي قرض لرفع المستوي الاقتصادي لأسرتها فقد تمكن هذا المشروع من اعطاء3500 سيدة قروضا مثلها, أما البرنامج القانوني فقد نجح في رفع قضايا قانونية لعدد150 سيدة واستخراج شهادات ميلاد لحوالي6915 سيدة وفتاة و11030 بطاقة رقم قومي, وتتعلم الفتاة في أحلام البنات أيضا العزف والغناء والرسم والاشغال اليدوية التطريز وصناعة الاكسسوارات ونذهب الي رحلات داخلية لتعرف معالم بلادها.. هذه القيادات الطبيعية وأغلبها من النساء أستطعن بالتعاون مع محافظة حلوان إضاءة308 كشافات نور في المنطقة وإنشاء حديقة مكان مقلب زبالة وزراعة54 شجرة وتحولت المنطقة إلي منطقة صحية وآمنة.. فعلا المرأة أيضا تستطيع عندما نضعها علي الطريق الصحيح.