في الوقت الذي قرر فيه مجلس الأمن الدولي تمديد مهمة قوات حفظ السلام الدولية الأفريقية المشتركة في إقليم دارفور غربي السودان التي كان من المقرر أن تنتهي أمس لمدة عام واحد إضافي , أفادت تقارير من دارفور بأن عشرات الآلاف من اللاجئين فروا من الإقليم بسبب صدامات وقعت بين مؤيدين لمحادثات السلام ومعارضين لها. و في نيويورك, جدد المجلس مطالبته لأطراف النزاع في إقليم دارفور غربي السودان بوقف أعمال العنف فورا, مناشدا جميع الحركات المتمردة الانضمام إلي مباحثات السلام. و قال المجلس الدولي في قرار شديد اللهجة إن الحركات المتمردة ترفض رفضا قاطعا الانضمام إلي المباحثات السياسية. كما تطرق البيان إلي الدور المنوط بقوات حفظ السلام الأفريقية الدولية المشتركة( اليوناميد), و قال إن هذه القوات يجب أن تعطي الأولوية لحماية المدنيين و ضمان وصول المساعدات الإنسانية إليهم بصورة آمنة. و في دارفور, كشف مسئول حكومي في ولاية الجنوب عن فرار عشرات آلاف اللاجئين من معسكر كلمة للنازحين في غضون الثمانية و أربعين ساعة الماضية بسبب صدامات نشبت بين مؤيدين لمحادثات السلام ومعارضين لها, و أسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص علي الأقل وجرح العشرات. وقال المسئول إن70% من سكان المعسكر الذي يبلغ تعداد سكانه من النازحين90 ألف شخص فروا بسبب صدامات بين نازحين شاركوا في مفاوضات الدوحة وآخرين يرفضونها من أنصار حركة تحرير السودان جناح عبدالواحد نور, وقتل فيها خمسة وأصيب150. كما أفادت يوناميد عن وقوع حادث مساء الأربعاء للأسباب نفسها في بلدة زالنجي غربي دارفور, وقتل فيه ثلاثة من أنصار أو أعضاء حركة التحرير والعدالة التي وقعت هدنة مع الخرطوم, مشيرة إلي أن الأمن السوداني اعتقل أربعة يشتبه في قتلهم الأشخاص الثلاثة. يأتي ذلك في الوقت الذي اتهمت فيه حكومة جنوب دارفور بعثة يوناميدبالاقليم بالمساعدة علي إدخال السلاح إلي معسكر كلمة والتباطؤ في تقديم المساعدات للمتأثرين, بجانب تحميلها مسئولية الأحداث التي وقعت بالمعسكر, في وقت طالب فيه المؤتمر الوطني الحاكم بالسودان بإعادة النظر في توصيف مهمة البعثة بعدما وقع من أحداث. ووجه عبد الحميد موسي كاشا والي جنوب دارفور بعثة يوناميدبالخضوع إلي توجيهات الحكومة بالبدء من إجراءات المطار وإلي سيرهم في طرقات الولاية, وتحديد مسارها في الفترة المقبلة, بجانب تسليم المتهمين الستة في أحداث( كلمة) لحكومة الولاية, الذين فتحت ضدهم بلاغات, خلال ست ساعات من نهار أمس, حتي لا تضطر حكومة الولاية للتدخل. ووصف كاشا في تصريحات صحفية بنيالا تدخل البعثة في سياسات الحكومة بالسافر, وقال إنها تتعامل وكأنها دولة داخل ولاية, مطالبا البعثة بتحديد موقفها خلال الأيام المقبلة خاصة في معسكر( كلمة), وأكد الوالي مقدرة الحكومة علي توفير الحماية وبسط هيبتها ومساعدة النازحين. وحسب أرقام كشفت عنها يوناميد هذا الشهر, فقد لقي221 شخصا مصرعهم في صدامات قبلية و اشتباكات في دارفور في يونيو الماضي, مقابل600 قتيل في مايو.