المتمردون يتهمون الجيش السوداني بقتل مئات المدنيين في زالنجي نساء دارفور ضحايا الاقتتال الداخلي أدت صدامات بين مؤيدين لمحادثات السلام ومعارضين لها في دارفور إلي فرار عشرات الآلاف من اللاجئين من معسكر «كلمة» للنازحين خلال اليومين الماضيين، وهي صدامات قتل فيها ثمانية أشخاص علي الأقل وجرح العشرات. وقال مسئول سوداني إن 70% من سكان المعسكر الذي يعد 90 ألف نازح فروا بسبب صدامات بين نازحين شاركوا في مفاوضات الدوحة وآخرين يرفضونها من أنصار حركة تحرير السودان جناح عبد الواحد نور، وقتل فيها خمسة وأصيب 15. يأتي ذلك في الوقت الذي شن فيه والي ولاية جنوب دارفور عبد الحميد موسي كاشا هجوماً عنيفاً علي قوات حفظ السلام الدولية الأفريقية في دارفور، متهماً إياها بعدم توفير الحماية لسكان مخيم «كلمة». وتساءل في مؤتمر صحفي في مدينة نيالا عن جدوي وجود هذه القوات في المنطقة إذا لم تتدخل لوقف الهجوم علي النازحين، وأمهل كاشا هذه القوات ساعات فقط لتسليم مجموعة من المتهمين في تلك الأحداث مهدداً باتخاذ حكومته قرارات لم يفصح عنها. واتهم متمردون الأربعاء الماضي الجيش السوداني بقتل مدنيين علي الأقل في غارة علي معسكر نازحين في زالنجي في منطقة ينتمي إليها زعيم حركة تحرير السودان التي ترفض حضور محادثات السلام في قطر. وينظر إلي مخيم «كلمة» ومعسكرات تنتشر حول زالجني عادة علي أنها معاقل لجيش تحرير السودان. وانسحبت حركة العدل والمساواة أيضاً من المفاوضات في وقت سابق من العام وتذرعت بهجمات القوات الحكومية. وكان وسطاء قد أحضروا أكثر من 400 من ممثلي المجتمع المدني إلي الدوحة للمشاركة في المفاوضات، وتفجّرت الأحداث بعد عودتهم من المحادثات التي لم تحقق تقدماً كبيراً في غياب أهم فصيلين متمردين. في الوقت نفسه، مدد مجلس الأمن الدولي فترة بقاء قوات حفظ السلام في إقليم دارفور بغرب السودان لعام آخر وطلب من القوة التركيز بشكل أساسي علي حماية المدنيين وتأمين عمليات توزيع المساعدات. ووافق المجلس بالإجماع علي تمديد تفويض قوة الأممالمتحدة في قرار انتقد أيضاً التصاعد الذي حدث مؤخراً في العنف في دارفور ودعا الخرطوم إلي التوقف عن تعطيل عمل القوة المشتركة بين الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي. وتضم القوة حالياً حوالي 21700 جندي وشرطي وتكافح منذ ثلاث سنوات وسط أزمة دارفور التي اندلعت عندما حمل متمردون أغلبهم من غير العرب السلاح في أوائل عام 2003 ضد الخرطوم متهمين إياها بتهميشهم. وردت الحكومة السودانية بحشد ميلشيات يتكون أكثرها من العرب يتهمون بارتكاب حملة اغتصاب وقتل ونهب مما تسبب في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم. ويقول مسئولون في الأممالمتحدة إن الصراع تسبب في مقتل 300 ألف شخص في حين تقول الخرطوم إن عدد القتلي في دارفور لا يزيد علي عشرة آلاف شخص. ويمتد تفويض القوة المشتركة من الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في دارفور إلي 31 يوليو 2011، ودعا مجلس الأمن الدولي القوة إلي إعطاء الأولوية لحماية المدنيين وضمان وصول ما يقرب من مليوني نازح إلي المساعدة الإنسانية بسلام وفي الوقت المناسب ودون عوائق. من ناحية أخري، قالت سوزانا مالكورا الأمين العام المساعد للأمم المتحدة للصحفيين إن الأممالمتحدة تستعد لزيادة وجودها في جنوب السودان شبه المستقل للمساعدة في الإعداد لاستفتاء يجري العام المقبل بشأن احتمال انفصال الجنوب عن السودان. وأضافت أن أفراد الأممالمتحدة سيساعدون أيضاً في تدريب قوات الأمن المحلية ومراقبة الاستفتاء.