هند رستم نجمة لعصرها وكل العصور

نحن لانهتم بمن حولنا من الأحياء الذين شاركوا في صنع حياتنا إلا إذا اختفوا منها‏,‏ عندئذ نستخدم الكلمات الفخمة‏,‏ ونقيم المهرجانات تقديرا لهم لكن بعد فوات الأوان. ولكن تكريم الاحياء أهم وهذا الأسبوع أكتب عن هند رستم نجمة النجوم‏.‏ نجمة لاتنسي تميزت بالملامح الغربية فضلا عن الاسلوب الذي كان يميل للطابع الغربي‏,‏ حيث تأثرت بالسينما الغربية مما ساعدها كثيرا علي ان تتميز بين نجمات جيلها حيث لم تقدم فيلما يشبه الآخر وبعد فيلم العقل زينة تنقلت هند بين شخصيات متباينة ومتناقضة فهي شفيقة القبطية وهي هنومة باب الحديد وهكذا لم تعد اسيرة للون واحد في الأداء بل كل فيلم لون جديد فمن ينسي فيلم بنات الليل وغدا يوم اخر وفطومة ونساء وذئاب وست البنات والملاك الظالم وانت حبيبي ولا أنام رغم ان الدور كان صغيرا والجسد واعترافات زوجة والحب العظيم وباب الحديد‏.‏
وقد تميزت هند بانها لم تقدم الاغراء مثل من سبقها ولكن قدمت أسلوبا مصريا متحفظا فكانت أقرب إلي شخصية المرأة الدلوعة ورأت انه كلما كانت الملابس حشمة كانت الإثارة والاغراء اكثر وكما قال عنها بعد مشاهدة باب الحديد ناقد صحيفة هوليود روبرتر‏:‏ ان الأداء المميز لهند دون عناء أو تكلف وببساطة الممثلة الواثقة من قدراتها الموهوبة بلا حدود جعل دورها في الفيلم والذي يعتمد كثيرا علي الأداءالجسدي المثير والأداء بالعينين واحدا من أهم الأدورار التي تؤديها ممثلة قديرة‏.‏
ورغم انها اشتهرت بأنها ممثلة الإغراء الا انها تدافع عن نفسها بقولها‏:‏ إنها ظلمت في هذا الموضوع وإنها لم تقم من بين نحو ثمانين فيلما إلا بثمانية أفلام فقط يمكن أن يقال عن أدارها فيها ادوار إغراء وتردد‏:‏ إن تمثيل أدوار الإغراء يعتبر من أصعب الأمور فهو ليس سهلا كما يتصور البعض وأعتقد انه اصعب من ادوار الدراما‏..‏ المأساة والكوميد فأداء الدراما تسنده الحادثة وأدوار الكوميديا تسندها النكتة ولو اعتمدت ممثلة الاغراء علي العري فقط فإنها تصبح ممثلة رخيصة لأن المتفرج في هذه الحال يترك تعبير الوجه‏,‏ وهكذا لم يكن اغراء هند رستم في التعري بل في فهم فلسفة الاغراء فالاغراء‏,‏ عندها نظرة والصمت عندها مثير وهي بذلك ابتعدت عن سذاجة عرض الجسد‏.‏
وتضيف قائلة لقد كنا في الزمن الجميل لانهتم بالمال فادوار المجاملة وضيف الشرف كان يقوم بها كبار النجوم وقدمت في فيلم‏..‏ واشاعة حب مجاملة لجمال الليثي وعمر الشريف ولم آخذ منه ولامليما رغم ان الفيلم كان قائما علي هند رستم محور الفيلم ورغم هذا كنت سعيدة بهذا الدور جدا كما ان السينما كانت نظيفة ويجب ان ننقل الصور الايجابية ولانضخم الفساد فكرامة مصر فوق كل شيء كما ان هند رستم لم تهتم بمساحة الدور إنما كل مايهمها موضوع الفيلم والدليل علي ذلك انها فرضت نفسها علي فريد شوقي في فيلم كلمة شرف عندما علمت ان الدور له هدف اصلاحي وبالفعل تسبب الفيلم في صدور قانون جديد وكذلك في فيلم جعلوني مجرما وهذا هو دور السينما ايضا في فيلم باب الحديد كان رسالة الفيلم انشاء نقابة للعمال لم تكن موجودة من قبل‏..‏ هند رستم تلك الفنانة الاستثنائية التي انجبتها بلاتوهات السينما المصرية حيث لم تدخل معهد سينما أو غيره بل كانت موهبتها هي التي جعلته منها رائدة من رواد الفن العربي اثرت ارشيف السينما بافلام عديدة والتي حفرت بها اسمها فالسينما تخلد ابطالها وتبقيهم معها علي امتداد الاجيال وهند اضاءت الشاشة الفضية والصغيرة باعمالها ورغم اعتزالها فهي لاتزال بيننا بإبداعاتها المتميزة التي تركتها لنا لنشاهدها ونتمتتع بها طوال الحياة وكما