تقوم المراكز الثقافية المصرية بالخارج بتوثيق العلاقات بين الدول, ومنها المركز الثقافي المصري في طرابلس الذي يقوم منذ سنوات بدور فعال في نشر الثقافة المصرية. حيث شارك مؤخرا في الاحتفال بالدورة العاشرة لعيد الموسيقي العالمي. بالتعاون مع العلاقات الثقافية الخارجية والذي نظمه المعهد الثقافي الفرنسي بالعاصمة الليبية طرابلس وبالتعاون مع المؤسسة العامة للثقافة بالجماهيرية. وقد قدمت هذه التظاهرة الثقافية والفنية ألوانا موسيقية متنوعة منها الشرقية والغربية والكلاسيكية من مصر وليبيا والعراق وألمانيا وفرنسا وإسبانيا وكندا وإندونيسيا. وكانت هذه الاحتفالية فرصة لأن تلتقي صفحة أدب مع د. حسن الغزولي المستشار الثقافي ومدير المركز الثقافي المصري في طرابلس للتعرف منه علي أنشطة المركز ومايقدمه للجالية المصرية؟ والدور الذي يقوم به للتعريف بالثقافة المصرية؟ وكذلك خطته المستقبلية؟. فأوضح د. حسن الغزولي أن المركز الثقافي المصري في طرابلس منذ إعادة افتتاحه عام2002 يقدم خدمات ثقافية متعددة ومتغيرة, ويعد من أنشط المراكز الثقافية في ليبيا فتقدم المحاضرات والأمسيات الشعرية والمعارض الفنية والندوات الثقافية. وقد دأب المركز علي إقامة لقاء الثلاثاء من كل أسبوع والذي يجمع فيه رواد الأدب والثقافة من كل الجنسيات وعلي سبيل المثال ندوة الرواية وعلاقتها بالأجناس الأدبية الأخري للأديب أحمد ابراهيم الفقيه, وندوة هوامش نقدية علي مسائل قديمة ومعاصرة في الأدب واللغة والتاريخ للدكتور محمد أحمد وريث, ومحاضرة عن أسباب عزوف الشباب عن القراءة التي شارك فيها نخبة من الأدباء والمثقفين والشباب. وذلك إلي جانب تقديم المركز خدماته للجالية المصرية والتي تعد أكبر جالية مصرية في الخارج حيث قدرها البعض بمليون ونصف المليون والبعض الآخر يقول انها تجاوزت ال2 مليون نسمة. فيقدم الانشطة الثقافية ويقيم دورات تدريبية لتعليم الكمبيوتر والانترنت ويقيم الحفلات. ويضيف الغزولي: ولدينا أيضا مكتبة متميزة تجمع أمهات الكتب مفتوحة للكبار والصغار وجميعها مهداة من الأزهر الشريف ومكتبة الأسرة وهيئة الكتاب وجريدة الأهرام ومجمع اللغة العربية, وقمنا في الفترة السابقة بإعادة هيكلتها ونسعي ليكون لدينا متخصص مكتبات لوضع برنامج وعمل حصر للكتب وفهرستها وتصنيفها, ونحتاج أيضا لترميم وعلاج وتوثيق العديد من هذه الكتب القيمة. ونتمني أيضا وصول الجرائد والمجلات المصرية لأننا في أشد الحاجة إليها وحاولنا مرارا مخاطبة بعض الجهات لإرسالها ولكن دون جدوي. واستكمل د. الغزولي قائلا: وللمركز أيضا دور كبير في التعريف بالثقافة المصرية بكل أنواعها فاستضفنا الأسبوع الثقافي المصري الذي أقيم بالتعاون مع المؤسسة العامة للثقافة بالجماهيرية والذي تضمن حفل تسليم الناقد د. جابر عصفور جائزة القذافي العالمية للآداب والتي فاز بها في دورتها الأولي, بالاضافة إلي العديد من الفعاليات المصاحبة لهذا الأسبوع والتي لاقت حضورا كبيرا من مثقفي العالم العربي. وأقمنا للعام الثالث علي التوالي معرض الفن المصري المعاصر الذي استضافه معرض دار الفنون وافتتحه السفير المصري محمد ابراهيم النقلي وأحدث رواجا وإقبالا شديدا من الجانب الليبي. بالاضافة لاستضافة الفرق خاصة مسرح الدولة, فاستضفنا مسرحية قهوة سادة وقريبا نستضيف مسرحية الملك لير * وعن الخطة المستقبلية للمركز قال د. الغزولي سنبدأ قريبا في إقامة أنشطة ثقافية في بني غازي ولن تقتصر علي طرابلس فقط, خاصة أن تلك المنطقة متشبعة بالثقافة المصرية لقربها من الحدود. وأيضا إقامة ندوة آخر ثلاثاء من كل شهر في بني غازي ونقل معظم الأنشطة الثقافية التي تقام في طرابلس إلي بني غازي لتعذر إقامة مركز ثقافي بها في الوقت الحالي. ونعد أيضا لإقامة ندوة بعنوان ذكريات في المركز الثقافي المصري في النصف الثاني من القرن العشرين يتحدث فيها نخبة من المثقفين المعاصرين لتلك الفترة.