كانت وثيقة مصر للقرن الحادي والعشرين والتي تم إقرارها عام1999, واحدة من أهم وثائق مصر حيوية في التحدث عن ثقافة صون المياه, حيث أشارت الي صون الموارد المائية. المتاحة لمصر, وهي موارد محدودة يتزايد عليها الطلب, وحسن إدارة هذه الموارد هو أحد مشروعاتنا القومية للقرن المقبل يتطلب الجهود والعزائم, ويؤدي فيه كل فرد دوره ويتحمل مسئوليته, فلن تتمكن مصر من السير قدما للتقدم لرسم خطي المستقبل وسلوك الناس تجاه الموارد المائية علي النحو الحاصل اعتقادا بأن المياه جارية في نهر النيل منذ الأزل وإلي الأبد بلا حدود, وانه ما من باعث للقلق علي شح المياه مهما يكن الحال, ومن ثم فإن القضاء علي الهدر في المياه هو أساس لازم وضروري لحسن إدارتها وتوجيهها, ويتعين أن يكون عنصرا أصيلا من عناصر ثقافتنا تتشربه أجيالنا الجديدة لصون مواردنا مع تعاظم احتياجاتنا إليها, وأتذكر ما قاله الرئيس حسني مبارك في هذا الشأن, حيث قال: نحن في حاجة الي كل قطرة ماء حتي تنطلق عمليات التنمية في كل أرجاء مصر, نريد أن ننفق من رصيدنا المائي بحساب وعلينا أن نتعامل مع الماء في الحقل والمصنع والبيت, كمورد نفيس تزداد احتياجاتنا إليه مع زيادة آمالنا وطموحاتنا وارتفاع النمو السكاني المتزايد. هل يصعب علينا ونحن اليوم نتابع عن كثب كل مايحدث حولنا من اتفاقات بين دول حوض النيل ليس علينا ولكن لهم, وكنا نظن أننا سنكون دائما في مأمن, أقول هل يصعب علينا اليوم كشعب أن نرشد من استهلاكنا في استخدام المياه. إن ماء النيل مصدر الحياة للناس, وعلينا أن نحافظ عليه حتي لا ندخل في حسابات معقدة في المستقبل, وما سنقوم به اليوم أمر مهم يجب تشجيعه, أنني أطلب من السيد أحمد البري محرر بريد الأهرام النافذة العريقة بالأهرام الدعوة الي حملة قوية يدعو من خلالها قراء البريد المتميزين, وهم حقيقة كثر, الي دعم ونشر الوعي بأهمية قطرة الماء للمصريين, من خلال اقتراحات قوية يتم بثها الي المصريين ونكون مساعدين للحكومة في ترشيد مياه الشرب والري والصناعة, فالتحديات المستقبلية التي ستواجه قطاع المياه بمصر كثيرة, وفي مقدمتها ندرة الموارد المائية وثبات حصة مصر من مياه النيل في ظل الزيادة السكانية المتنامية والتي تقدر بمعدل1.4 مليون نسمة في السنة, إضافة الي تدني نوعية هذه الثروة القومية يوما بعد يوم, الأمر الذي يتعين معه تضافر جهود جميع الأجهزة والمؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني وجميع فئات المجتمع خاصة علي مستوي الشباب نحو النهوض بقطرة الماء والحفاظ عليها وتنميتها, ان مصرنا التي ندعو الله أن يحميها من كل شر, تستحق منا الكثير, هيا بنا نشارك في تلك الحملة فالأمر يستحق ومصر أيضا تستحق. د. حامد عبدالرحيم عيد استاذ بعلوم القاهرة