أعلن بنيامين نيتانياهو إن إجراء مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين سيكون الموضوع الرئيسي في المباحثات التي سيجريها في واشنطن اليوم مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وأبدي رئيس الوزراء الإسرائيلي تحفظه علي مشروع قانون يشترط موافقة الكنيست علي أي تمديد لتجميد الاستيطان, معتبرا أن إجراء مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع. وجاء تحفظ نيتانياهو- قبيل سفره إلي واشنطن- بالتزامن مع بحث لجنة القوانين الوزارية الإسرائيلية في الكنيست لهذا المشروع. إذ دعا أعضاء حزبه الليكود المنتمون لهذه اللجنة إلي عدم تأييد هذه المبادرة. وأكد نيتانياهو في الجلسة الأسبوعية للحكومة أمس أنه لا بديل عن المفاوضات المباشرة, وأن من يرغب في السلام عليه إجراء هذه المباحثات. وسيستقبل أوباما اليوم نيتانياهو بمراسم بروتوكولية مميزة للتأكيد علي عدم وجود أي خلاف بين تل أبيب وواشنطن, رغم المؤشرات بأن اللقاء بين الطرفين لن يخرج بنتائج حاسمة. ونقلت وكالة الانباء الفرنسية عن مصادر أمريكية قولها إن زيارة نيتانياهو لواشنطن ستكون فرصة لتقديم صورة إعلامية تؤكد عمق العلاقة بين الطرفين, وتمحو الصورة التي استقبل بها رئيس الوزراء الإسرائيلي في البيت الأبيض في مارس الماضي. وكانت مصادر إعلامية أشارت إلي أن أوباما سيطلب من نيتانياهو- في لقائهما المقبل- تمديد الفترة التي أعلنتها إسرائيل بخصوص تجميد بناء المستوطنات في الضفة الغربية والمتوقع أن تنتهي في سبتمبر المقبل. وقال جمال زحالقة عضو الكنيست في تصريحات له أمس- إن نيتانياهو يريد بإثارة مشروع القرار قبل سفره إلي واشنطن أخذ موضوع يمكنه أن يقايض به في محادثاته مع الرئيس الأمريكي, وهو تجميد الاستيطان مقابل المفاوضات المباشرة. ويخشي التيار المتشدد في الائتلاف الحكومي والمستوطنون في الضفة الغربية من أن تمارس الإدارة الأمربكية ضغوطا كبيرة علي نيتانياهو ليمدد قرار التجميد الجزئي لبناء المستوطنات. ومن جانبه, أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس- أبومازن- أن الجانب الفلسطيني علي اتصال وتشاور دائم مع الدول العربية, بخاصة دول الجوار وفي مقدمتها مصر والأردن حيث لا يتم اتخاذ أية خطوة بشأن المفاوضات مع إسرائيل إلا ويتم إبلاغها لهم. ونفي أبومازن- في لقاء مع الصحفيين بمنزل السفير الفلسطيني في عمان- حدوث أي تقدم في المفاوضات غير المباشرة, مشيرا إلي أن الجانب الفلسطيني قدم إلي الإدارة الأمريكية رؤية متكاملة ومكتوبة حول قضايا الوضع النهائي القدس واللاجئين والحدود والأمن والمستوطنات والمياه إضافة إلي قضية الأسري والمعتقلين لدي سجون الاحتلال, وذلك من أجل أن ينقلها إلي الجانب الإسرائيلي حتي يقول الأخير رأيه فيها, خاصة قضيتي الحدود والأمن علي الأقل. واضاف.. إذا قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي رد فعله علي ما طرحناه بأن الأمور قابلة للبحث بما يعني حدوث تقدم في هذا الجانب, فعندها نذهب إلي المفاوضات المباشرة, ولكن إذا لم يأت الجواب حتي شهر سبتمبر المقبل, وهي مدة انتهاء المدة المحددة من جانب لجنة المتابعة العربية ومدة الوصول إلي اجتماع الأممالمتحدة, فسيتم عندها الاجتماع لاتخاذ الخطوات المقبلة. وقال إن الموقف الفلسطيني من قضيتي الحدود والأمن واضح وتم بحثه في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ايهود أولمرت والموافقة عليه من قبل الأطراف الفلسطينية والأمريكية والإسرائيلية. وأضاف أن الجانب الفلسطيني مستعد للموافقة علي وجود طرف ثالث مثل حلف شمال الأطلنطي الناتو للقيام بواجب الأمن وتدريب الأجهزة الأمنية لفترة زمنية محددة, ولكنه يرفض وجود إسرائيلي واحد أكان جنديا أم مدنيا, لأن وجوده يعني بقاء الاحتلال.