التنظيم والإدارة: 59901 متقدم بمسابقة شغل وظائف معلم مساعد مادة    محافظ القاهرة يؤدي صلاة الجمعة بمسجد السيدة زينب    إنفوجراف| أسعار الذهب في مستهل تعاملات اليوم الجمعة 17 مايو    تيسير إجراءات استيراد المكونات الإلكترونية للشركات الناشئة بمجال التصميم الإلكتروني    اتحاد الغرف العربية: 36% نسبة الفقر في المنطقة.. والسلام مفتاح تحقيق التنمية    من بوابة «طلاب الجامعات».. بايدن يسعى لأصوات الأمريكيين الأفارقة بانتخابات 2024    تفاصيل الاجتماع الفني لمباراة الأهلي والترجي التونسي في نهائي دوري أبطال إفريقيا    سقوط المتهمة بالنصب على المواطنين ب «شهادات تمريض مزورة» في الغربية    جمارك الطرود البريدية بقرية البضائع تضبط 3995 قرص ترامادول داخل كمبروسر    متحف تل بسطا بالزقازيق يفتح أبوابه مجاناً للجمهور غدا    منهم يسرا وعدوية.. مواقف إنسانية لا تنسى للزعيم عادل إمام يكشفها النجوم    «الصحة» توجه نصائح لحماية المواطنين من مضاعفات موجة الطقس الحارة    لأطفالك.. طريقة عمل ميني الكرواسون بالشوكولاتة    قافلة دعوية مشتركة بين الأوقاف والإفتاء والأزهر الشريف بمساجد شمال سيناء    قتلى وجرحى.. كتائب القسام تعلن استهداف ناقلة جند إسرائيلية في جباليا    أنشطة وفعاليات متنوعة.. معهد إعداد القادة يرسم ملامح جيل واعٍ ومبدع    تفاصيل حادث الفنان جلال الزكي وسبب انقلاب سيارته    الأمن العام: ضبط 13460 قضية سرقة تيار كهربائى خلال 24 ساعة    لعدم تركيب الملصق الإلكتروني .. سحب 1438 رخصة قيادة في 24 ساعة    البيئة: بعثة البنك الدولي تواصل مناقشة نتائج تقييم ممارسات إدارة مخلفات الرعاية الصحية بالمستشفيات الجامعية    "بعد 4 أشهر من وفاة والدته".. حفيظ دراجي ينعى أحمد نوير مراسل بي إن سبورتس    خمسة معارض ضمن فعاليات الدورة الثانية لمهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة    بشهادة عمه.. طارق الشناوي يدافع عن "وطنية" أم كلثوم    في يوم الجمعة.. 4 معلومات مهمة عن قراءة سورة الكهف يجب أن تعرفها    "الإفتاء" توضح كيفية تحديد ساعة الإجابة في يوم الجمعة    تجديد تكليف مى فريد مديرًا تنفيذيًا للتأمين الصحى الشامل    سموتريتش: السيطرة على غزة ستضمن أمن إسرائيل    محافظ أسيوط ومساعد وزير الصحة يتفقدان موقع إنشاء مستشفى القوصية المركزي الجديد    روسيا: مستعدون لتوسيع تقديم المساعدات الإنسانية لسكان غزة    كوريا الجنوبية: بيونج يانج أطلقت صاروخًا باليستيًا تجاه البحر الشرقي    بحوزته 166 قطعة.. ضبط عاطل يدير ورشة تصنيع أسلحة بيضاء في بنها    ليفربول يُعلن رحيل جويل ماتيب    الحبس والغرامة.. تعرف على عقوبات تسريب أسئلة الامتحانات وأجوبتها    مصر تفوز بحق تنظيم الاجتماعات السنوية للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية في 2027    برنامج للأنشطة الصيفية في متحف الطفل    رئيس جهاز أكتوبر الجديدة يتابع مشروعات الإسكان والمرافق    توريد 192 ألف طن قمح لشون وصوامع البحيرة حتى الآن    هل يمكن أن يؤدي الحسد إلى الوفاة؟.. الأزهر للفتوى يجيب    مواعيد مباريات الجمعة 17 مايو.. القمة في كرة اليد ودربي الرياض    تأهل هانيا الحمامي لنصف نهائي بطولة العالم للإسكواش    بعد 3 أسابيع من إعلان استمراره.. برشلونة يرغب في إقالة تشافي    انطلاق قافلة جامعة المنصورة المتكاملة "جسور الخير-21" المتجهة لحلايب وشلاتين وأبو رماد    تقنية غريبة قد تساعدك على العيش للأبد..كيف نجح الصينيون في تجميد المخ؟    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17-5-2024 في المنيا    جيش الاحتلال: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان وانفجار أخرى في الجليل الغربي    انطلاق امتحانات الفصل الدراسي الثاني لطلاب الشهادة الإعدادية بالجيزة.. غدا    حدث ليلا.. أمريكا تتخلى عن إسرائيل وتل أبيب في رعب بسبب مصر وولايات أمريكية مٌعرضة للغرق.. عاجل    يوسف زيدان: «تكوين» امتداد لمسيرة الطهطاوي ومحفوظ في مواجهة «حراس التناحة»    بسبب عدم انتظام الدوري| «خناقة» الأندية المصرية على البطولات الإفريقية !    هانئ مباشر يكتب: تصنيف الجامعات!    أستاذ تمويل يكشف توقعاته بشأن ارتفاع سعري الذهب والفائدة    مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17 مايو 2024    " بكري ": كل ما يتردد حول إبراهيم العرجاني شائعات ليس لها أساس من الصحة    برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 17 مايو: "جوائز بانتظارك"    أحمد السقا يكشف عن مفاجأة لأول مرة: "عندي أخت بالتبني اسمها ندى"    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    طارق مصطفى: استغللنا المساحات للاستفادة من غيابات المصري في الدفاع    ترقب المسلمين لإجازة عيد الأضحى وموسم الحج لعام 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خارج دائرة الضوء
الرياضة في ظل الاحتراف انحراف‏..‏ يعاقبونه لأنه أراد تحويل القمامة إلي كهرباء‏!‏
نشر في الأهرام اليومي يوم 02 - 07 - 2010

قلت الأسبوع الماضي إن كرة القدم أصبحت أحد أهم المشروعات الاقتصادية في العالم **‏ إن لم تكن الأهم وبطولة مثل المونديال عمرها شهر واحد لكنه شهر يستحيل مقارنة أي شهر به لأن فيه مليارات الدولارات تدور ما بين بث تليفزيوني للبطولة تحصل علي حقوقه بضع شركات أو محطات في العالم مقابل فلوس تخطت حد الخيال وهذه الشركات والمحطات تبيع بالجملة والقطاعي في محيط الدول التي اشترت حق البث لها وأيضا تبيع بفلوس خرافية‏..‏ ولو وقفنا أمام حدوتة البث نجد أن الفيفا يحصل علي بضعة مليارات من الدولارات‏..‏ والمحطات والشركات التي اشترت من الفيفا تبيع إلي تليفزيونات ومحطات الدول المختلفة والأسعار في أوروبا نار وأيضا هذه الشركات تكسب مجتمعة مليارات‏..‏ وهنا السؤال‏:‏ أي نشاط اقتصادي في العالم مسموح به أو حتي نشاط ممنوع بإمكانه أن يحقق مليارات الدولارات في شهر واحد‏!.‏ تجارة الممنوع مستحيل أن تكسب مليارات في شهر لأن الأمر يتطلب أن يكون هناك مليارات من البشر عليها أن تشرب أو تبلبع أو تشم مخدرات بمليارات الدولارات في شهر واحد‏!.‏
البث وحده يحقق مليارات والإعلانات تحقق فلوسا خيالية سواء إعلانات ملاعب المونديال أو إعلانات التليفزيونات في كل العالم ونسبة الإعلان في أعلي مستوي لأن نسبة المشاهدة في كرة القدم هي الأعلي وما بالنا والمشاهدة لكأس العالم‏..‏ ولذلك مردود الإعلانات المادي هائل‏!.‏
وإلي جانب البث والإعلانات تأتي تذاكر المباريات وتأتي الإيرادات غير المنظورة للدولة المنظمة وما ينفقه آلاف المشاهدين الذين جاءوا من‏31‏ دولة ليشجعوا منتخباتهم وهؤلاء ينفقون لمدة شهر‏.‏
عشرات الصناعات تبيع أعلي معدلات لها في سنة كأس العالم وفي فرنسا مثلا مبيعات أجهزة التليفزيون قبل أن يبدأ المونديال حققت أرقاما قياسية بالنسبة للأوقات العادية‏.‏
خلاصة القول لا يوجد نشاط اقتصادي بإمكانه أن يحقق ما تحققه الكرة‏..‏ وهذا ما جعلني أقول من أسبوع وأؤكد اليوم أن كرة القدم أهم المشروعات الاقتصادية في العالم والمردود المالي هو الذي جعلها الأهم‏..‏ وهذا معناه‏...‏
أن كرة القدم في العالم حولنا‏..‏ من يخططون لها ويديرونها خبراء اقتصاد لا رياضة‏..‏ يخططون ويتحكمون في كل شيء وأي شيء فيها فيما عدا مسابقاتها تركوها لأهل الكرة وإن كانت سلطة رجال الكرة في المسابقات والنواحي الفنية الكروية ليست مطلقة إنما هي خاضعة لفكر وتخطيط وسيطرة وتعليمات خبراء الاقتصاد‏..‏ والدليل‏!.‏
حكاية الكرة التي يخترعونها كل أربع سنوات بحجة زيادة الإثارة والمتعة وكلام كثير في هذا الاتجاه‏!.‏ طبعا الموضوع من أوله لآخره فلوس‏..‏ لأن الكرة التي تم تصنيعها لكأس العالم سكتها خضراء بالأمر في كل دول العالم‏!.‏ لماذا؟‏.‏ لأنها الكرة المعتمدة من الفيفا لمدة أربع سنوات هي المسافة ما بين مونديال ومونديال ومعني ذلك أن كل دول العالم مجبرة علي استخدام هذه الكرة لأن منتخباتها في أي مباريات ستلعب بهذه الكرة وبالتالي لابد أن تقام المسابقات المحلية بها والخلاصة أن الشركة المحظوظة ستبيع من هذه الكرة مليارات خلال السنوات الأربع وحتي المونديال القادم الذي ينتظره اختراع جديد لكرة جديدة والله أعلم ماذا ستكون لأن كرة هذا المونديال شاركت في تواضع الأداء المتواضع هو من الأصل بسبب إجهاد اللاعبين وجاءت الكرة التي تكتسب سرعة عالية مع دوران أعلي من أي ضربة ولعل هذا المونديال شاهد علي أكبر عدد من التمريرات الخاطئة ولعله أيضا شاهد علي أبشع أخطاء لحراس المرمي في مونديال والحقيقة أن الكرة الجديدة ظلمتهم‏...‏
كرة جديدة كل أربع سنوات تصحبها مبررات مضحكة والكرة الجديدة قرار اقتصادي لا يجرؤ ولن يجرؤ أحد من خبراء وفنيي الكرة علي الاعتراض عليه لأن الفيفا يبيع هذا الحق بفلوس كثيرة والفلوس أهم من رأي الفنيين الكرويين وأهم من المستوي وأهم من حراس المرمي ذات أنفسهم لأن الحدوتة ببساطة فلوس وليست مستوي‏!.‏
الموضوع من الآخر أن المال هو المتحكم الأوحد في الرياضة كلها وليس كرة القدم وحدها وعندما تسود لغة المال ويصبح القرار الرياضي في عصمة رجال المال وليس رجال الرياضة يكون علي الدنيا السلام‏!.‏ لماذا؟‏.‏
لماذا هذه أجيب عنها بأمثلة توضح أن أحدا لا يفكر في إجهاد لاعب أو تدني مستوي لأن الأهم تحقيق أكبر عائد مادي حتي لو كان علي حساب صحة اللاعب نفسه الذي يتم استنزافه في المباريات وإن أصيب يظهر غيره فورا لأن المنظومة لن تقف علي لاعب ولا حتي مائة لأن المباريات لابد أن تستمر لأجل أن تستمر العائدات المادية‏...‏
وهنا أسأل خبراء الطب الرياضي وأساتذة الفسيولوجي وكل أساتذة الطب في التخصصات المختلفة‏..‏ أسألهم‏:‏ رياضة البطولة في ظل الاحتراف بما فيها من ساعات تدريب يوميا طويلة وبما فيها من ضغوط عصبية وبما فيها من مجهود بدني كبير‏..‏ هذه الرياضة بكل ما فيها من مجهود مبذول‏..‏ هل هي دعم لصحة الإنسان وهل هي في إطار النشاط البدني الملائم لطبيعة العضلات والأربطة والمفاصل والجهاز الدوري أو بمعني آخر هل رياضة البطولة تأتي في المعدل الطبيعي لمجهود الإنسان‏..‏ وهل خلق الله الإنسان ليؤدي هذا النشاط البدني الهائل أم أن الإنسان لقدراته حدود؟‏.‏
هل التدريب ست ساعات يوميا‏..‏ وهذا يحدث في الكثير من اللعبات‏..‏ هل هذا المجهود الهائل الخرافي المستمر مناسب للمفاصل والأربطة والعمود الفقري والعضلات والقلب والرئتين أم أنه استهلاك مخيف لكل هذه الأجهزة وضغط وعبء عليها‏!.‏
أسأل‏:‏ هل التدريب الشاق اليومي تم تحديده وتقنينه وفقا لقدرات العضلات والأربطة والمفاصل وطبيعتها ومعدل استهلاكها أم أن الأمر‏..‏ أمر هذا الجهد الزائد سلسلة من حلقة لا يمكن التملص منها بعدما أصبحت الرياضة اقتصادا واللاعب هو المادة الخام الوحيدة في هذه الصناعة والربح فيها مرتبط بأكبر عدد من المسابقات فيها أكبر عدد من المباريات‏..‏ وكلما زادت المباريات تضاعف الأداء وتضاعفت الضغوط وتضاعف المجهود وليس مهما إن كان هذا الأداء وذاك المجهود في الإطار الذي يحافظ علي صحة اللاعب خلال وجوده بالملاعب وفيما بعد لأن الكوارث كلها تظهر فيما بعد الاعتزال عندما يكتشف اللاعب الذي كان يقطع الملعب بالطول والعرض جريا طوال المباراة أنه وهو في أوج مرحلة الرجولة‏..‏ يكتشف أن مفاصله تآكلت وعموده الفقري انتهي وأن صعود درجتين علي سلالم أصعب من تسلق جبال الهيمالايا‏...‏
أسأل‏:‏ الضربات التي يتلقاها الملاكم في رأسه من ذراع أشبه بالمطرقة‏..‏ هذه الضربات كل واحدة منها تسبب بلاوي ومع هذا تجد صرخات الإعجاب من المشاهدين لكل ضربة وكأنها هدف تم تسجيله في كرة القدم‏!.‏ الناس معجبون وقانون الملاكمة يعتبر مثل هذه الضربات الأرقي والأميز والحقيقة أنها قد تقتل مباشرة وإن لم يحدث فالموت يتحقق ببطء لأن لكمة من بطل وزن الثقيل تكون مثل ركلة حصان في الرأس وإما أن تطرح الملاكم أرضا وينهزم بالقاضية أو ينفد منها ويكمل وهو لا يدري أنه يعاني من ارتجاج في المخ ولا يعلم أن كل ضربة تقتل خلايا في المخ‏...‏
الكل يعرف هذه الحقيقة لكن لا أحد يجرؤ علي القيام بإجراءات لوقفها‏..‏ لا أحد يجرؤ لأن المال هو سيد الموقف وملاكمة المحترفين علي التوازي معها المراهنات التي تدور في سوقها مليارات الدولارات ومن في العالم يجرؤ علي وقف سوق مثل هذه‏!.‏
تذكرون حضراتكم بطل العالم الأسبق في الوزن الثقيل تايسون الذي لقبوه بالدبابة البشرية‏..‏ تايسون ذات يوم وهو علي قمة عرش العالم في الملاكمة‏..‏ رفض الانصياع‏..‏ فضاع‏!.‏
رفض الانصياع لدولة المراهنات لأجل أن يخسر مباراة‏..‏ كل التوقعات والمراهنات المدفوعة تؤكد علي فوزه بها‏!.‏ ومن يقدر وقتها علي تايسون لذلك المراهنات كلها كانت علي فوزه‏..‏ وعندما ينهزم تذهب كل هذه الفلوس الهائلة لمافيا المراهنات‏..‏ المهم أن الكابتن تايسون كبرت في دماغه ورفض ولعب وفاز‏..‏ فماذا حدث؟‏.‏
أدخلوه في دوامة قضت عليه‏..‏ بداية من تهمة تحرش تقدمت بها فتاة قالت إنها صعدت معه إلي شقته وفوجئت بأنه يريد التحرش بها فرفعت عليه دعوي ودخل تايسون السجن علي تهمة واضح أنها مدبرة ومخططة لأن الفتاة التي ذهبت بخاطرها وكامل إرادتها إلي تايسون في شقته‏..‏ هي لم تذهب ليصليا العشاء جماعة‏..‏ لكن المحكمة صدقتها لأنه لابد أن تصدقها وإلا انهارت دولة المراهنات فيما لو أفلت تايسون من السجن‏!.‏
ودخل تايسون السجن وخرج ودخل لأنهم أفقدوه توازنه ومن بطل يعتلي عرش العالم وكل الأبواب مفتوحة أمامه إلي متهم ثم مسجون وفيما بعد رد سجون وانتهي تايسون أسطورة الملاكمة لأن دولة المراهنات أقوي من أي بطل بالمال‏!.‏
القضية أن الرياضة‏..‏ رياضة الأبطال‏..‏ التي عرفها العالم مع الدورات الأوليمبية الحديثة سنة‏1896‏ التي كان محور التنافس فيها الأقوي والأسرع والأعلي من خلال هواية خالصة لا توجد شبهة مال فيها‏..‏ هذه الرياضة انتهت منذ دخل المال مجالها وتحكم فيها تحت مسمي الاحتراف الذي تحول إلي وحش يفترس أول ما يفترس البطل أو اللاعب نفسه‏!.‏ نعم يفترس اللاعب لأنه مرغم علي لعب مباريات تفوق بكثير الحد الأقصي لعدد المباريات التي يلعبها والمباريات الزائدة ضغوط عصبية زائدة ومجهود زائد واستهلاك زائد لمفاصل وأربطة‏!.‏
معادلة جشعة بشعة ومع هذا أحد لا يفكر ولا يجرؤ أن يفكر‏..‏ هل هذا المجهود بلا سقف وهل ما يحدث يتماشي مع طبيعة الإنسان والصورة التي خلقه الله عليها ويناسب عضلاته ومفاصله وأربطته وجهازه الدوري بل وعقله؟‏...‏
أم أن ما يحدث استهلاك غير آدمي للبني آدم نفسه؟‏.‏
التساؤلات كثيرة وأنا في انتظار إجابة ولو عن سؤال واحد‏!.‏
‏...................................................‏
‏**‏ القمامة في كل الدنيا مادة خام لصناعات كثيرة تدر أموالا طائلة وتوفر فرص عمل وتنقذ الناس من الأضرار الرهيبة الناجمة عن دفن القمامة في باطن الأرض‏...‏
القمامة عندنا فقط أزمة مستحكمة تلتهم ملايين الجنيهات شهريا لأجل نقل المشكلة بعيدا عن عيوننا وترك مضارها تنهش صحتنا وتعكنن علينا حياتنا‏!.‏
مصر ينتج عنها قرابة ال‏25‏ مليون طن قمامة سنويا ولو استمر الوضع في تعاملنا مع القمامة علي ما هو عليه فسوف يأتي يوم ليس ببعيد ننفق فيه ربع ميزانية الدولة لأجل إبعاد القمامة عنا وليس إنهاء خطرها ومضارها‏!.‏
مواطن مصري اسمه حسن القيعي جعل هذه المشكلة قضيته واختصر كل الطرق لأجل أن يصل إلي آخر ما وصل إليه العالم‏..‏ والأحدث في العالم الآن هو استخراج الكهرباء من القمامة‏..‏ يعني لا دفن ولا حرق ولا نقل ولا ذباب ولا قوارض ولا ملايين تدفعها الحكومة لأجل دفن القمامة في آلاف الأفدنة‏!.‏
العالم ينتج كهرباء من القمامة ونحن ندفع ملايين الجنيهات لدفنها‏..‏ والقمامة في كل الدنيا لا تدفن حتي لا تتحول إلي مصدر أمراض رهيب ومصدر تلوث رهيب ومعمل تفريخ لكل الزواحف والقوارض ولكل أنواع الذباب والهاموش والناموس‏!.‏
الذي يطبقه العالم من عشرات السنين هو ما فكر فيه واقتنع به المواطن المصري حسن القيعي الذي يكافح اللوائح وأشياء أخري من سنوات لأجل أن يثبت أن القمامة مادة خام لصناعات وهي في الحقيقة مادة خام ببلاش ينتج عنها منتجات بفلوس وبدلا من أن ندفن قمامة بملايين الجنيهات يمكن أن نحصل منها علي ملايين الملايين من الجنيهات‏!.‏
المواطن المصري حسن القيعي أحضر من كام سنة مصنعا يحول القمامة إلي سماد والتجربة شاهدها رئيس الحكومة وقتها د‏.‏عبيد ومعه أغلب الوزراء ومع هذا فضلنا أن ندفن القمامة وندفع علي دفنها الملايين ورفضنا تصنيع القمامة وتوفير فرص عمل والحصول علي ملايين‏!.‏
المواطن المصري حسن القيعي أعاد المصنع إلي بلده في أوروبا وخسر ما خسر لكنه لم يخسر نفسه وحافظ علي الأمل داخله‏..‏ أمل أن تستفيد مصر من القمامة‏!.‏ الرجل اشتري أرضا أو تم تخصيص أرض له في العلمين لأجل هذا الغرض ومن سنوات يجاهد وانتهي من تجهيز الموقع وانتهي إلي عرض مذهل يستحيل علي أي عاقل رفضه‏!.‏
شركة هولندية أمريكية شاركها المواطن حسن القيعي لأجل توليد الكهرباء من القمامة‏!.‏
الشركة أرسلت خبراءها وعاينوا وشاهدوا ووافقوا علي أن يدخلوا في شراكة مع المواطن المصري‏!.‏ الشركة الهولندية الأمريكية قدمت عرضا يستحيل علي أي مخلوق رفضه‏!.‏
الشركة الهولندية الأمريكية مع الشريك المصري قدموا عرضا لوزارة البيئة والعرض يقول إنه خلال‏60‏ يوما من توقيع العقد يصل إلي مصر أول مصنع وخلال شهر من وصوله يعمل ويأخذ القمامة من جانب ويقدمها كهرباء من جانب‏!.‏
العرض الهولندي الأمريكي مع الشريك المصري يتعهد بتحمل تكلفة سعر المصنع‏(20‏ مليون يورو‏)‏ ويتعهد بعدم تحمل الحكومة مليما واحدا ويتعهد بأن تكون طاقة المصنع تصنيع‏250‏ طن قمامة يوميا وينتج منها‏10‏ ميجاوات في الساعة‏..‏ ويتعهد ثالثا ورابعا باستيراد عشرة مصانع تنتج‏100‏ ميجاوات‏/‏ساعة وثمنها يتخطي المليار جنيه ولن تدفع الحكومة مليما واحدا‏..‏ لكن الحكومة تضمن القضاء علي القمامة بدون أي تلوث للبيئة وتضمن كهرباء من القمامة وتضمن توفير فرص عمل كثيرة جدا لأن ال‏25‏ مليون طن قمامة سنويا تحتاج إلي مئات المصانع التي تحتاج إلي آلاف من الأيدي العاملة‏!.‏
هذا الكلام كتبه المواطن المصري حسن القيعي في دراسة جدوي قدمها إلي وزارة البيئة لأجل عرضها علي السيد رئيس الوزراء والسيد وزير الكهرباء‏..‏ فماذا جري؟
الرجل أعد دراسة هائلة وقدمها في الموعد المحدد وهو الوحيد الذي تقدم بدراسة وهو الوحيد الذي لديه موقع وهو الوحيد الذي لديه كل الموافقات‏..‏ لكن هذا كله لا يكفي فيما يبدو‏!.‏
الرجل ليس لديه واسطة ولذلك يريدون الاستيلاء علي أرضه ويتعمدون إخفاء الدراسة التي قدمها إلي رئيس الحكومة‏!.‏
وللحديث بقية مادام في العمر بقية
[email protected]
المزيد من مقالات ابراهيم حجازى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.