مع أن تجربة انتخابات مجلس الشورى الأخيرة لم تسفر عن فوز أكثر من سيدة واحدة، إلا أن انتخابات مجلس الشعب القادمة بعد شهور معدودة ستشهد المزيد من المنافسة. خاصةً فى ظل قرار الكوتة الذى يخصص 64 مقعداً للمرأة فى المجلس، ولعل هذا هو السبب في تريث الاحزاب بما فيها الوطني عن ترشيح المزيد من السيدات علي قوائمها انتظارا لانتخابات الشعب.. لكن ما ملامح الصورة المتوقعة للمعركة الانتخابية القادمة؟ ضعف الإقبال في البداية تقول د.هبة نصار نائب رئيس جامعة القاهرة وعضو أمانة السياسات بالحزب الوطني إن المشكلة المتوقعة هي ضعف إقبال المرأة علي الترشيح إلا اذا كان لديها دعم حزبي, واعتبرت أن فكرة المجمع الانتخابي نجحت في إظهار مدي شعبية المرشحين المتنافسين وبالتالي ستكون المنافسة قوية بين الراغبات في الترشيح وستكون الفرصة أكبر أمام من تتمتع منهن باكبر قدر من المشاركة الاجتماعية والثقافية والسياسية ولها القدرة علي مناقشة التشريعات والنزول للشارع والتعامل مع الجمهور. وحذرت من أن كثرة الحديث عن المرأة يؤدي إلي فصلها عن المجتمع, لذا يجب الحديث عنها في سياق المجتمع ككل. وأضافت أنه يجب دعم مهارات المرأة وقدراتها وأن تعلم أن أكثر أعدائها خطرا هما الفقر والجهل.. فإذا تخلصت منهما ومن التقاليد التي تحاصرها فسوف تستطيع المشاركة في كل شيء. كما أننا لو أحسنا نظرتنا للمرأة ستتحسن الأمور وسيكون هناك نوع من التشابك والقبول لها من المجتمع والتفهم لأوضاعها.. ونبهت د.هبة نصار إلي أن هناك الكثير من المثقفات يخشين خوض الانتخابات خوفا من التكتلات, والاموال التي تنفق. وعموما نحن في هذه الفترة نحتاج للمرشحة المؤهلة القادرة علي مناقشة القوانين والتشريعات وصاحبة التاريخ الاجتماعي والثقافي الكبير... أما د.عايدة السخاري أمينة المرأة بالحزب الوطني في محافظة الدقهلية فتقول إن المجمع الانتخابي يظهر المرشحة التي لها قاعدة شعبية أكثر. وتقول إن المعوقات التي تواجه المرأة هي: التمويل للإنفاق علي حملتها الانتخابية كما أنها مازالت تنتظر تأييدالحزب لها.. ولكن عليها أن تتحرك وأن تكون لها قاعدة شعبية, كما يجب تغيير مفاهيم كثيرة عند الرجال أولا ثم النساء وأن ندرك أن المرأة الناجحة في بيتها وحياتها الزوجية ستنجح أيضا في نشاطها السياسي حتي لا تضطر للحرب علي جبهتين. كما يجب أن ندرك أن النظام السياسي الصالح هو الذي يخلق تنمية حقيقية في المجتمع واذا لم تكن هناك مشاركة سياسية فلن يكون هناك نظام سياسي جيد. والمرأة نسبتها49% في المجتمع واذا لم تشارك يغيب نصف المجتمع وأتمني أن تتقدم المرأة في انتخابات مجلس الشعب وأن تتاح لها الفرصة لأن القاعدة الشعبية لا تزال ضعيفة بالنسبة للمرأة ومازالت تعاني من مفاهيم جامدة وغير مقبولة ويتم من خلالها تكريس الوظائف التقليدية للمرأة, وتغيير هذه المفاهيم يحتاج لحملة قومية كبيرة لمواجهتها لكنني شخصيا لست متفائلة بالنسبة لمشاركة المرأة سياسيا.! وأتمني أن تأتي المرأة إلي مجلس الشعب علي صهوة جواد الانتخابات وليس بحكم القانون والدستور وخاصة أن قرار الكوتة سيستمر لدورتين واذا لم تثبت المرأة وجودها وتؤدي أداء مشرفا في البرلمان فلن ينتخبها الناس. وقالت إن الحزب إذا لم يدعم المرأة فلن تستطيع خوض التجربة بمفردها وأنا شخصيا اذا لم يدعمني الحزب في انتخابات مجلس الشعب فلن أستطيع التحرك والترشيح.. د.نبيل حلمي رئيس لجنة حقوق الانسان بالحزب الوطني يري أن الحزب الوطني باعتباره حزب الأغلبية مطالب بتوجيه نشاطه للنواحي الاجتماعية والثقافية والسياسية وليس لمجرد الانتخابات أو الحقوق السياسية.... فلابد له من مراقبة ما يحدث للمواطن المصري,.. وأن يضع في حساباته كل هذا.. وهناك توجه من الأمين العام صفوت الشريف ود.علي الدين هلال رئيس لجنة الإعلام بالحزب للاهتمام بالحقوق الاقتصادية والثقافية والإجتماعية لمختلف فئات المواطنين خاصة ذوي الاحتياجات والمرأة والطفل,لأن كل هؤلاء بحاجة للحماية والرعاية نفسيا واجتماعيا. وقالت د,محبات أبوعميرة أمينة المرأة بالحزب الوطني بالقاهرة ان الحزب حريص علي مشاركة المرأة بالتصويت وترشيح نفسها,لذلك قمنا بتوعية المرأة في الحزب الوطني بأهمية خروجها لابداء رأيها واعطاء صوتها لمن يستحق يوم الانتخابات.. واعطاء تعليمات لها بتنظيم لجان السيدات وتيسير وصول المرأة الناخبة إلي المقار الانتخابية وارشادها من قبل أمينات المرأة في الوحدات الحزبية من خلال بطاقة دليل الناخب وأن يتم توزيعها مجانا.. كما قمنا بتنظيم دورات تدريبية للنساء في محافظة القاهرة لتوعيتهن بالبرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية.. وما يتطلبه من مرشح الحزب وكذلك التوعية بالمشكلات الموجودة في الدوائر الانتخابية التي تواجه الجماهير والانجازات التي تحققت في هذه الدوائر والتعهدات التي يجب ان تلتزم بها المرشحات.. وبالنسبة لمجلس الشعب لدينا حتي الآن75 سيدة من مختلف الفئات والاعمار تقدمن برغبتهن في خوض الانتخابات البرلمانية وتنظم لهن دورات في الامانة العامة برئاسة الوزيرة عائشة عبدالهادي أما د, هدي رزقانة أستاذ الرعاية المركزة بطب بنها وعضو مجلس الشعب لدورتين متتاليتين بالانتخاب فأكدت أهمية المشاركة السياسية والتمكين السياسي للمرأة وضمان وصولها الي مراكز صنع القرار والمراكز التي تؤثر في صنع القرار ووضع السياسات, كما ان هناك مؤسسات أخري ثقافية وقانونية واجتماعية واقتصادية تلعب دورا مهما وغياب المرأة عن مواقع القيادة في تلك المؤسسات يؤدي بالضرورة لضعف تمثيلها السياسي. وقالت إنها ستخوض الانتخابات البرلمانية القادمة بالترشيح وبدأت في وضع حملتها الانتخابية رغم أنها تشعر بأن الموضوع ليس سهلا وأن هناك منافسة شرسة ولكنها تشعر أن نسبة وجود المرأة في المجلس ستزيد في هذه الدورة عن الدورات السابقة حيث انها لم تتجاوز عام2005-8,1%.. فهناك الآن نوع من الحراك السياسي وعلي كل حزب أن يقوم بتأهيل عضواته القادرات علي خوض هذه الانتخابات.