لأسباب كثيرة, كان الملاك يعزفون عن تسجيل عقاراتهم, لكن مع تنفيذ نظام التسجيل العيني سوف تجد العديد من المشكلات العقارية طريقها للحل, فالملاك لن يتهربوا من تسجيل عقاراتهم. إما بسبب الرسوم أو بسبب الروتين الاداري الذي يجبرهم علي الحصول علي موافقة أكثر من جهة للتسجيل. أما عمليات التلاعب في مستندات, وإدعاء الملكية بدون وجه حق فسوف تنتهي, وفوق هذا وذاك, سوف يكون هناك حصر دقيق للثروة العقارية, بما يمكن من رسم الخطط والاستراتيجيات السليمة في مجال الاسكان. المشروع كمال يقول الدكتور يوسف بطرس غالي, وزير المالية يقوم علي تحويل تسجيل العقارات في دفاتر من نظام شخصي, طبقا لأسماء أصحابها, الي نظام تسجيل عيني الكتروني للعقار, باعتبار العقار شخصية مستقلة عن مالكه, وإنشاء صحيفة مستقلة في السجل تبين جميع التصرفات التي تطرأ علي العقار من حيث تغيير الملكية, أو غيرها من التصرفات, حيث يفيد نظام التسجيل العيني في نقل ملكية العقار خلال24 ساعة الي جانب تخفيض الرسوم, فضلا عن توحيد الجهة التي يتعامل معها ملاك العقارات والأراضي بدلا من4 جهات, مما يسهم في استقرار أوضاع الملكية العقارية بما يؤدي الي الرواج في مجال العقارات, وتنشيط منظومة الرهن العقاري. اختصار الإجراءات والتسجيل العيني يعني كما يقول الدكتور علي شاكر رئيس هيئة التمويل العقاري السابق ان تكون هناك صحيفة للعقار نفسه, وبذلك سوف يتم اختصار العديد من الاجراءات التي كانت متبعة من قبل عند تسجيل الملكية, وفي التسجيل تيسير علي الملاك, وتشجيع لهم علي تسجيل أملاكهم, فضلا عن مواجهة الأعباء المالية, والروتين الاداري الذي كان يواجهه الملاك عند التسجيل, وكان الناس فيما مضي يعزفون عند تسجيل أملاكهم بسبب ارتفاع الرسوم, وطول الاجراءات, وكان من الضروري الحصول علي موافقات وأوراق من هيئة المساحة وتتبع وزارة الري, والشهر العقاري ويتبع وزارة العدل, وفي كلتا الحالتين تعقيدات لا حصر لها, وروتين لا يقدر عليه. وقد سبق أن طالبت بتنفيذ نظام التسجيل العيني عندما توليت رئاسة هيئة التمويل العقاري في عام2002, باعتبار ان هذا النظام سوف يغير من المفهوم السائد في سوق العقارات المصرية, وقد أصبح وجوده ضرورة ملحة لاسيما أن80% من العقارات غير مسجلة.. وهذه مأساة, ولم يعد مقبولا ان يعتمد تسجيل الملكية علي صحة التوقيع, أو دعاوي الصحة والنفاذ, وهذان الشكلان لا يمثلان إشهارا للملكية. تنشيط الرهن العقاري ومن المفيد في التسجيل العقاري والكلام مازال للدكتور علي شاكر أنه سوف يسهم في تفعيل نظام الرهن العقاري, حيث تطلب كافة الجهات المتعاملة مع نظام الرهن, أوراقا تفيد بأن العقار مسجل وعدم وجود هذه الأوراق يجعل هذه الجهات ترفض منح قروض بنظام الرهن لمن يرغب في شراء عقار أو شقة, لأنه في هذه الحالة لا يوجد ما يضمن قيمة القرض من الناحية القانونية. الملكية آمنة ولابد أن يعرف أصحاب العقارات أن عدم التسجيل يجعل الملكية غير آمنة, وقد أثبتت التجربة أن بعض حالات الملكية تقع تحت الاعتداء, ومن الممكن أن تحدث نزاعات حول الملكية, كما أن البعض يتحايل للحصول علي حق غير مشروع من خلال توكيلات مضروبة, أو من خلال التلاعب في الأوراق, ويتم الاستيلاء علي العقارات بدون وجه حق, وهذا لا يحدث في ظل التسجيل, وفي ظل وجود صحيفة لكل عقار بعد تسجيله, والتسجيل العقاري مفيد أيضا في عمليات التوريق داخل البورصة, حيث أن طرح العقار للتداول يحتاج الي عقار مسجل حتي يكون الضمان قويا, مشيرا الي أن التسجيل بدأ في بعض المناطق بالجيزة كالدقي, وفي محافظة6 أكتوبر, ويجب أن يتم تعميمه لحصر الثروة العقارية, وكذلك تأمين, وصون حقوق ملاكها. حصر الثروة العقارية ويتفق معه الدكتور ممدوح حمزة الاستشاري المعروف, حيث يقول: لقد طالبت بالتسجيل العقاري في عام2002, و2003, عندما كنت مشاركا في إعداد قانون البناء الموحد, ولا شك في أن العمل به سوف يحل الكثير من المشاكل بين المالك والمستأجر, كما أن التسجيل يوفر قاعدة بيانات مهمة لحصر الثروة العقارية, ويحل العديدمن المشاكل المتعلقة بقطاع الإسكان. وبشكل عام, فإنه يوجد في مصر وفقا لتقارير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء 2 مليون عقار خال, ولا أحد يعرف علي وجه التحديد ما إذا كانت هذه العقارات عبارة عن شقة, أم منزل, أم مخزن, أم محل تجاري, ولذلك فإن التسجيل سوف يساهم في تحديد نوعية هذه العقارات الخالية, ولا شك في أن توافر المعلومات الدقيقة, والسليمة عن العقارات من خلال التسجيل سوف يساهم في رسم الخطط, والسياسات الإسكانية, ويحضرني هنا ما يحدث في كوبنهاجن, حيث لا يوجد ما يسمي بعقار مغلق, كما يحدث في مصر, والقانون في كوبنهاجن, يحظر علي الملك أن يغلق عقاره, فهو إما أن يبيعه, أو أن يؤجره, وإذا لم يفعل تولت الأجهزة المعنية هناك هذه المسئؤلية, حيث تقوم بتأجيره لصالح المالك, وتمنحه العائد, والحقيقة أن العقارات المغلقة تمثل إهدارا لهذه الثروة القيمة. خطوة مهمة.. ولكن! في كل الأحوال, والكلام هنا للدكتور محمد سامح كمال الدين وكيل لجنة الإسكان السابق في مجلس الشوري, وأستاذ الهندسة المعمارية بهندسة القاهرة يعد التسجيل العقاري أمرا لا بأس به, وهو خطوة جيدة, ومهمة, إذا أحسن استخدامها, ولابد أن يتزامن مع ذلك اتخاذ خطوات للقضاء علي الروتين الإداري, وأن نتخلص من المعوقات الموجودة حاليا عن تسجيل عقار من حيث الرسوم وإن انخفضت مؤخرا , فضل عن الأساليب البيروقراطية المتبعة في التسجيل.. ويذكر أن تسجيل ملكية فيلا كان قد اشتراها في الولاياتالمتحدةالأمريكية استغرق15 دقيقة, في حين أنه قضي ثلاث سنوات في الشهر العقاري بمصر لتسجيل شقة وهبها لأبنائه, ولا يزال يواجه العديد من التعقيدات حتي أنه لم ينته من تسجيلها حتي الآن, بالرغم من مرور3 سنوات علي مرحلة الإجراءات, وإذا كان نظام الشهر العقاري منطقيا في الطلبات والإجراءات, فإن المشكلة تكمن في صغار الموظفين الذين يقومون بتعقيد الإجراءات, ولذلك يجب أن يقضي نظام التسجيل العقاري علي مثل هذه الأمور, وأن تصدرتعليمات من وزير العدل بالتيسير علي الناس عند التطبيق, وأن يتزامن مع ذلك الاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة التي تحفظ المستندات والأوراق, التي قد تضيع في ظل النظم الإدارية المعمول بها حاليا, وقد تأكلها الفئران, أو تلتهمها الحرائق, وقد لا يستطيع صاحبها الحصول عليها مرة أخري خاصة في حالة وفاة المالك, أو في حالة وجود ورثة!