برغم حزني الشديد لاصابة زوجتي ورفيقة عمري بمرض عضال إلا أن هناك سببا آخر يجعلني سعيدا في الوقت نفسه, فانا عامل أمن في احد مصانع الاسمنت بمحافظة الغربية. واعمل بمرتب متواضع وربيت ابنائي السبعة وهم ولد وست بنات علي الحب والاخلاق, واحسب انني احسنت تريبتهم مع زوجتي وثلاثة منهم متزوجون وبقيتهم مازالوا يقيمون معي, وكانت حياتنا هادئة مستقرة ولم يكن يسمع أحد صوتنا يوما خارج جدران منزلنا مهما حدث, وقبل عدة سنوات مرضت زوجتي وتبين اصابتها بفيروس كبدي مزمن سرعان ما تمكن من كبدها واستوطنه حتي اتي عليه في شهور معدودات, وكانت في بادئ الامر تخضع لعلاج مكثف وباهظ الثمن لم استطع ان اصمد امامه وحدي, واذا ببناتي المتزوجات وغير المتزوجات يقمن ببيع ذهبهن من اجل مساعدة امهن, ولم يدم تحمل كبد زوجتي طويلا, حتي أصيبت بفشل في الكبد وكان القرار الحاسم للاطباء في مستشفي عين شمس التخصصي الذي تقبع فيه زوجتي الآن هو ضرورة اجراء عملية زرع كبد لها في اسرع وقت ممكن وبتكلفة240 الف جنيه, وضرورة ايجاد متبرع وهو اصعب شئ في هذه الازمة, وفور معرفة بناتي بقرار الاطباء سارعن جميعا للتبرع لأمهن بجزء من أكبادهن في موقف اذهل الاطباء في مستشفي قصر العيني الجديد ووجدوا ان كبري بناتي والتي يبلغ ترتيبها الثاني بعد ابني الوحيد هي الاقرب والانسب لانسجة والدتها, ورغم محاولة إثنائي لها عن التبرع بكبدها لامها لانها متزوجة ولديها طفلان الا انها صممت وصمم ايضا زوجها الخلوق علي ان تتبرع زوجته لامها, بل وقام بتوقيع تعهد التبرع بنفسه, وهكذا لم تكن هناك مشكلة سوي في مبلغ العملية الذي ساهمت فيه وزارة الصحة بعد عناء طويل وروتين ممل بخمسين الف جنيه وتبرعت جمعية خيرية لها بخمسين الف جنيه هي الأخري, كما ارسل بنك فيصل حوالة علي حساب زوجتي بالمستشفي بمبلغ عشرة الآف جنيه, وقمت انا وابنائي وبناتي باستدانة عشرين الف جنيه ووضعناها في حساب زوجتي وتبقي لنا الآن مبلغ مائة وعشرة آلاف جنيه يجب دفعها قبل ان يوافق المستشفي علي اجراء عملية زرع الكبد لها, فهل تري في الافق بادرة امل؟ * ليت الأبناء الجاحدين الذين ألقوا بأمهم في الشارع وتركوها تقاسي الأمرين يتعملون هذا الدرس الغالي من اسرتكم الكريمة, ومن ابنتك التي اتخذت قرارها بمساعدة والدتها علي إجراء الجراحة مهما كان الثمن من صحتها وعافيتها.. ولعل هذا الموقف الجميل وهذا التمسك بالأمل يكون دافعا لدي أهل الخير لمؤازرتكم.. عسي الله ان يكتب لزوجتك الشفاء وتعود اليكم الابتسامة الضائعة.