الديلر تعني تاجر التجزئة بصفة عامة.. ولكنها حينما تطلق الآن فهي تعني موزع المخدرات. فيلم الديلر تأليف د.مدحت العدل يحكي عن يوسف وعلي عدوي الطفولة فلم يتفقا أبدا منذ طفولتهما في حي القلعة بالقاهرة والاثنان يريدان الفوز بقلب سماح أيضا منذ الطفولة والعداء والصراع ظل بينهما حتي النهاية خارج مصر. السيناريو الذي كتبه مدحت العدل يعتمد كثيرا علي الصدف وهو ما كان ضد دراما الأحداث, كما أن شخصية علي وكل ذكائه الموظف للشر لا يرتقي في وقت قصير لأن يصبح في درجة وزير في أوكرانيا.. أيضا كل طيبة يوسف وتعرضه للمؤامرات لا تصل به إلي ما وصل إليه.. شخصية سماح التي يتنافس عليها الاثنان لم تجد لها مبررا دراميا لإحدي الشخصيات الرئيسية للوقوع في غرامها من أبطال الأحداث يوسف وعلي. فالشخصية التي رسمت بحرفية هي شخصية فرحات فكانت في خدمة الدراما. التمثيل أحمد السقا: في شخصية يوسف ابن إمام المسجد الذي يفشل في كل شيء حتي في الوصول إلي سماح, ولكنه يستطيع السفر إلي تركيا ليعمل هناك مع فرحات حتي تأتي له الفرصة للوصول إلي سماح ثم إلي علي لم يأت السقا بجديد في تجسيده لشخصية يوسف فهي قريبة الأداء مع شخصية إبراهيم الأبيض مع الفارق في البناء للشخصية ولكنها لم تفرق في الأداء. خالد النبوي في شخصية علي: الذي يعرف ماذا يريد فهو ابن مترجم لغة انجليزية, ولكنه يرفض التعليم, ويقرر أن يعيش كما يريد فيصل لما يريد حتي بالخيانة استطاع النبوي تفهم الشخصية وهو يعرف أنه يقف أمام أحمد السقا فاستطاع الوصول للشخصية وبنائها فقام بشخصية علي بتفهم كامل للدراما. نضال الشافعي في شخصية فرحات.. تاجر المخدرات الذي يحتضن يوسف في تركيا ويقوم بمساعدته تارة واللعب معه تارة أخري فهو يعتبر مفاجأة الفيلم فهو ممثل يستطيع أداء كل الأدوار الكوميدية والتراجيدية فهو أخو شوقية في المسلسل الكوميدي تامر وشوقية وأخو أحمد السقا الذي يتحدث بصعوبة في فيلم الجزيرة وهو أيضا فرحات هنا في الديلر الذي تفهم شخصيته بتاريخها فأداها. مي سليم في شخصية سماح.. رغم أن الدور مؤثر كثيرا في الأحداث إلا أن الشخصية لم تجد المساحة فلا ندري هل ظلمت في هذا الدور, أم أنها لم تجد التوجيه الكامل من المخرج., التصوير سامح سليم.. استطاع أن ينقل جو الحارة في القلعة بحرفية عالية كما نقل جو أوكرانيا وتركيا وبما يخدم الدراما. المونتاج حسن التوني يعتبر فيلم الديلر من أوائل أفلامه إلا أنه استطاع التعامل مع الإيقاع في بداية الأحداث التي تدور في القاهرة بسرعة كانت في خدمة الفيلم, ولكنه بعد قليل أصبح بطيئا وهو ما كان ضد الدراما إلا أنه في الثلث الأخير أسرع بالإيقاع بما يتناسب مع الأحداث. الموسيقي لمودي الإمام في فيلم الديلر.. تعتبر الموسيقي من أكثر المفردات تأثيرا في الصورة فهي جعلت الأحداث تبدو حقيقية خصوصا في مشاهد المطاردات حتي الجمل الموسيقية التي صاحبت الصورة في مشاهد القاهرة جعلت الموسيقي في خدمة صور الأحداث, فموسيقي مودي الإمام هنا كانت مختلفة عن أعماله السابقة, وهو ما جعلها من المفردات الجميلة في فيلم الديلر. الإخراج أحمد صالح.. رأيناه من قبل في فيلم حرب أطاليا فهو يتعامل بكثرة مع حركة الكاميرا الدائرية وهنا في فيلم الديلر تعامل أيضا بها خصوصا في المشاهد في تركيا وأوكرانيا وهو كان ضد الدراما, ولكنه برغم كل المشكلات الإنتاجية التي مر بها إنتاج الفيلم إلا أنه استطاع الخروج بالفيلم بشكل مقبول إلا أنه يسأل علي بعض الأحداث الزمنية التي مرت بين يوسف وعلي في تركيا وأوكرانيا, وهو ما كان ضد الدراما, كما أن هناك العديد من الأحداث الساذجة في التعامل مع تجار المخدرات أيضا المكياج في الفيلم لم يكن في خدمة الصورة.