لفت انتباهي تصريح لأحد واضعي الامتحانات الصعبة, بأنه خصص بعض المسائل للطلاب الأذكياء, وهي عبارة عن مسائل مركبة تحتاج قدرة علي ربط جزئيات المنهج المتباعدة وهي فكرة مقبولة من حيث الشكل, إلا أنها ليست وسيلة تربوية صحيحة لأن الامتحانات أصبحت إحدي وسائل تنمية قدرات الطالب وليس لقياس مستواه العلمي فقط, فالقضية في التقويم وليس الامتحان لا تخضع لفكرة الذكي والغبي بعد أن أثبلتت الأبحاث ان كل الناس أذكياء ضمن12 نوعا من الذكاء وهي نعمة من الله حتي أن خبراء التربية والتربويين يطلقون كلمة التقويم بدلا من الامتحانات لقياس ذكاء مجموعة من الطلاب, وهذا يؤكد أن اختيار المدرس واضع الامتحانات لم يكن موفقا لأنه يعيش نظاما تعليميا انتهي منذ فترة طويلة, ولم تهتم الوزارة بإخضاعه لدورات جادة لإدراك نظام التقويم الحديث, فالامتحان يتوجه في أساسه لتحفيز فكر الطالب في بلورة المعلومات والتفاعل معها في إحدي صور الذكاء المختلفة والتي تبلغ12 نوعا من الذكاء كلها مهم وأساسي للنهوض والتنمية, فالمفترض في الامتحانات أن تقيس إمكانات الطالب ومعالجة القضايا واستخدام التفكير العلمي والمنطقي والتركيز علي البيانات والمعلومات والخلفيات العلمية والتعليمية من خلال علوم الدراسة وارتباطها بثقافة الطالب الخاصة وخلفياته العلمية الحرة, فضلا عن قدرته علي الاستنتاج العلمي, واعتماده علي الابتكار والابداع في طريقة حل الأسئلة وأذكر أن طالبا لم يحصل علي درجة الامتحان في الرياضيات لأنه حل الأسئلة بطريقة جديدة وتوصل لنتيجة صحيحة لأن المدرس لديه نموذج إجابة وقدراته أقل في المستوي العلمي ولم يؤهل دراسيا أو تدريبيا لذلك وعاش في مرحلة الحفظ والتلقين, فالمفترض في الامتحان أنه يقيس مستوي التفكير الفعال والنشط لدي الطالب وإمكاناته في وضع الاحتمالات والقياس والتفكير.. لذلك فإنني أجد ضرورة قصوي لاعادة النظر فيمن يضع الامتحان لأن الأقدمية قد لا تكون مقياسا للمستوي التعليمي والعلمي الحديث, مع إخضاع الامتحانات لمشرفين من أساتذة تطوير التعليم لأنه مفتاح مستقبل مصر.