تفجرت قضية نهر النيل كالبركان, لتستولي وتكتسح كل اهتماماتنا اليومية باعتبارها قضية حياة, وأفاض الاعلام بكل فروعه في شرحها وسرد خلفياتها التاريخية0 ورأيت أن أتناول واحدة من شظايا هذا البركان, وهي مسألة الاسراف في استخدام مياه النيل أو بالأحري سوء استخدامها, وكأننا تذكرناها فجأة, والواقع أن حياتنا في السنين الأخيرة نراها وقد استدرجها مستنقع الاسراف في بلد فقير طبقا للاحصائيات. نبدأ بالإسراف في مياه النيل لنراها مهدرة في الشوارع وملاعب الجولف وغسيل السيارات والمواسير والحنفيات التالفة وعدم البت في أهمية المحاصيل التي تحتاج لمياه كثيفة. رأينا في الشهور الأخيرة تصاعد قضية العلاج علي نفقة الدولة, والاسراف الشديد في انفاق الأموال المخصصة لوزارة الصحة لانفاقها علي ملايين المرضي غير القادرين, وبدلا من أن تصل هذه الأموال اليهم وقد بلغت في العام الماضي2009 مليارا و380 مليون جنيه, نراها تصل إلي فئة محدودة ومحظوظة, حتي وجدنا أحد الاعلاميين طبقا لتقرير وزارة الصحة قد حصل علي قرارات علاج بمبلغ12 مليون جنيه. نلمس الاسراف الشديد في صفحات الوفيات والاسراف في الحزن الشديد علي متوفي تصادفت قرابته ونسبه مع أحد الأثرياء من رجال الأعمال أو أحد المسئولين عن نشاط يهم جموع المعزيين. نذهب إلي محلات السوبر ماركت الضخمة لنجد تلالا من السلع الغذائية وغيرها تتحرك في عربات متجهة إلي ساحة الحرب عند منافذ الصرافين وكأننا في مجاعة, ولاننتبه لانعكاس هذا المشهد علي المطحونين الأغلبية. وأيضا لاننتبه لانعكاس وتأثير الاعلانات الضخمة عن المنتجعات والقصور والفيلات علي المحبطين من الشباب الذي يبحث عن مأوي! أما في البوفيهات المفتوحة في الأفراح فحدث ولا حرج عن الهرج والتدافع عند اعلان فتح البوفيه العامر بكل أصناف الطعام, والتزاحم علي ركن الجمبري والاستاكوزا الذي يختفي في لحظات ومعه يختفي المدعوون بعد شعورهم بتخمة الاسراف في الفشخرة وتفعيل الثراء. الاسراف في تدليل الأبناء وآثاره يحتاج لمجلد يتناول فساده. الاسراف في تدخين الشيشة التي غزت بر مصر وشملت جميع الأعمار. محاسب عبدالمنعم النمر جليم رمل الإسكندرية