لاشك ان المثقفين يعيشون هذه الأيام' حالة' من الثورة و الغضب الجارف العنيف لما آلت اليه حياتنا الثقافية والفكرية.. أتحدث عما دار في اللجنة التحضيرية لمؤتمر المثقفين الذي عقد اخيرا تحت رئاسة وزير الثقافة. المؤتمر حضرة عدد كبير من المثقفين ورؤساء اللجان والمتخصصين: د. علي الدين هلال وجاب علي جاب الله ومحمد نور فرحات و محمود شبراوي والكاتب أنيس منصور و خيري شلبي وأشرف زكي و فوزي فهمي وأحمد عبد المعطي حجازي وأحمد عمر هاشم وليلي تكلا ومصطفي الفقي وحلمي النمنم وأحمد مجاهد وميلاد حنا و جابر عصفور وبهاء طاهر وجمال الغيطاني و صلاح عيسي ومحمد سلماوي ومحسن شعلان ومصطفي حسين وإسماعيل سراج الدين ومراد وهبة وصابر عرب.. وشهد درجة عالية من الثورة والغضب.. ومنذ البداية ما كاد جمال الغيطاني يعلن غضبه علي مايحدث في الفضائيات من تجاوز للقيم الدينية حتي قاطعه د. احمد الطيب_ رئيس الازهر_ بأن' الأزهر يدعو للفكر الوسطي والوحدة الوطنية والدعاة الذين يروجون لأفكار مغايرة لاينتمون الي الازهر'. وتوالت طلقات الغضب وردود الافعال عن ومن المثقفين.. * وجه احمد عبد المعطي حجازي انتقادا حادا للدولة التي تسمح لاذاعة القرآن الكريم التي تقوم بالتحريض ضد القوانين المدنية ورفضها الاكتفاء بالحديث عن الامة الاسلامية وغياب فكرة الامة المصرية عن برامجها. * علا صوت د.جابر عصفور بالرفض مؤكدا انه يجب تحميل الاحزاب السياسية تردي الاوضاع الثقافية'لا اكاد استثني حزبا واحدا لان كل الاحزاب ليس لديها برامج ثقافية' مضيفا ان الهدف من المؤتمر هو تغيير الوضع الثقافي المتردي حتي لا نظل محلك سر.. * راح يعلو صوت د.صلاح فضل موجها نقدا حادا للمجلس الاعلي للثقافة' نصيبي من الاحباط هو ان المجلس الاعلي للثقافة اقتصرت وظيفته علي اعطاء الجوائز' مضيفا'.. فلابد من دور حقيقي له لاصلاح الثقافة' وهوماعاد معه صوت وزير الثقافة..... تعالت اصوات العديد من المثقفين الواعين تؤكد وتؤيد.. وكان اكثر ما لوحظ في هذا المؤتمر ان وزير الثقافة فاروق حسني صمت طويلا ليمنح فرصة التعقيب والرد للمثقفين الغاضبين المتوثبين قبل ان يرد في نهاية اللقاء بهدوء شديد مؤكدا ان المشكلة الحقيقية تكمن في'التلقي' مطالبا الازهر بوضع حد لردع بعض خطباء المساجد الذين يشوهون صورة المثقفين بالزوايا ويصيبون الاسلام بسمعه سيئة.. وكما علا صوت شيخ الازهر في بداية اللجنة التحضيرية ليؤكد دور الازهرعلا صوت رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون اسامة الشيخ مطالبا بعدة افكار طلب ادراجها في اوراق اللجنة التحضيرية علي شكل تساؤلات عديدة: منها كيف وصل المثقفون الي حالة من القطيعة مع المجتمع؟ ولماذا يتعالون عليه وينفصلون عنه؟ بيد ان المفاجأة المهمة جاءت في نهاية المؤتمر حين عاد اسامه الشيخ معلنا كرد فعل لكل هذا الغضب من المثقفين بان قطاع التليفزيون سيطلق اول قناة تليفزيونية تحت اسم' ابداع' ستوجه الي شرائح المجتمع المختلفة ولن تقتصر علي المثقفين.. في نهاية اللقاء التحضيري عاد صوت وزير الثقافة متأملا طويلا في عديد من صور الغضب التي عرضت امامه وكثير من الاقتراحات التي دارت مؤكدا ان المؤتمر الذي سيعقد سوف يشارك فيه العديد من التيارات الفكرية_ وليس تيارا بعينه- وسوف يضع كل ما اشير اليه هنا محل نظر, واقفا مع المثقفين الحاضرين الي جانب حرية التفكير والتعبير والابداع المطلقة.. رافضا ما اثير من تراجع دور مصر..' دور مصر الثقافي لم يتراجع و الدليل ان كل الأوساط الثقافية وكل المهرجانات الدولية تدعو المثقفين و الفنانين والمبدعين المصريين و أرجو ألا نجلد ذاتنا,فتقدم العرب لايعني أننا تأخرنا' ** لم ينته الأجتماع ولم ينته غضب المثقفين الغاضبين في انتظارالمؤتمر القادم.