تربية وانتاج تقاوي بنجر السكر تجربة فريدة من نوعها يتم تطبيقها للعام الثالث علي التوالي بسانت كاترين نظرا لأنها المدينة الوحيدة علي مستوي الجمهورية التي تصلح لانتاج التقاوي. وخلال تلك الفترة أثبتت نجاحا باهرا بسبب جهود خبراء معهد بحوث المحاصيل السكرية التابع لوزارة الزراعة بالتعاون مع محافظة جنوبسيناء ومديرية الزراعة بها ومن المنتظر أن يستمر نجاحها في عامها الثالث أملا في الحد من استيراد تقاوي بنجر السكر من الخارج بما يسهم في التوسع بزراعة آلاف الأفدنة, وتحقيق الاكتفاء الذاتي من السكر وتوفير العديد من فرص العمل للشباب. يروي للأهرام تفاصيل نجاح التجربة الدكتور محمود المنحلي مدير مشروع تربية وانتاج بذور بنجر السكر بمركز البحوث الزراعية مؤكدا أن اتجاه الدولة قد بدأ في التوسع بزراعة بنجر السكر لتغطية الفجوة ما بين استهلاك السكر وانتاجه والتي تصل في بعض السنوات إلي مليون طن سكر تستورد من الخارج حيث لا يمكن التوسع الأفقي في زراعة محصول القصب نظرا لاحتياجاته المائية العالية. وتعتمد زراعة بنجر السكر في مصر كليا علي استيراد التقاوي من الخارج مما يشكل عبئا اقتصاديا علي الدولة بالاضافة إلي خطورة استمرار الاستيراد حيث انه إذا حدث لسبب أو لآخر أن قامت بعض الشركات في الخارج بوقف تصدير تقاوي البنجر الي مصر قد ينتج عن ذلك توقف زراعة البنجر تماما واغلاق عدد كبير من المصانع المنتجة للسكر ومن هذا المنطق قام الباحثون المتخصصون في مجال تربية وانتاج تقاوي بنجر السكر بمحاولات استمرت لعدة سنوات تمثلت في احداث عملية الارتفاع وهي( تعني تخزين جذور البنجر في غرف تبريد علي درجة حرارة تصل من4 إلي6 درجات مئوية ونسبة رطوبة95% لمدة تصل من4 إلي5 أشهر) ثم تستخرج هذه الجذور من غرف التبريد ويعاد زراعتها في بعض مناطق الساحل الشمالي لدفعها للتزهير وإنتاج البذور, وقد شكل هذا العمل مخاطر كثيرة منها فقد عدد كبير من الجذور في غرب التبريد نتيجة للاصابة بأمراض مختلفة إلي أن تم الاتجاه الي تجربة انتاج البذور تحت الظروف الطبيعية في مدينة سانت كاترين من خلال التعاون مع السيد أمين أباظة وزير الزراعة حيث إنها المدينة الوحيدة علي مستوي الجمهورية التي تتوافر فيها الظروف البيئية التي يحتاجها نبات بنجر السكر للتزهير وانتاج البذور ففي عام2007 بدأت التجربة فعليا حيث تم البدء في زراعة قطعتين من الأراضي بمساحات صغيرة ببذور بعض السلالات المصرية. ومن خلال فريق عمل متخصص بمديرية الزراعة بجنوبسيناء قام برعايتها أمكن في العام التالي ولأول مرة جمع البذور من هذه السلالات وفي عام2008 2009 تم التوسع في زراعة8 مناطق مختلفة تقع جميعها في نطاق مدينة سانت كاترين والوديان والتجمعات البدوية التابعة لها وتم جمع البذور في شهر يونيو من نفس العام وبزراعة البذور المنتجة من ثلاث سلالات مصرية هي(Eg27 Eg26 Eg6) وهذه السلالات ناتجة من تربية وانتخابات استمرت أكثر من15 عاما بالتعاون مع ثلاثة من المزارعين برأس سدر استطاعت أن تنتج محصولا من الجذور والسكر يتفوق علي انتاجية بعض اصناف بنجر السكر المستوردة من الخارج واستمرارا للعمل تمت التجربة للعام الثالث علي التوالي حيث تم زراعة9 قطع أراض في اغسطس من عام2009 2010 وسيتم الحصاد خلال العام الجاري. وأوضح أنه من الخطط المستقبلية التوسع في زراعة مساحات أكبر بمدينة سانت كاترين, وذلك أملا في الوصول إلي2000 فدان لتغطية احتياجات زراعة البنجر في مصر والتي تصل الي1500 طن بذور تستورد من الخارج حيث ان تكلفة استيراد الطن من البذور يصل الي7500 يورو في حين ان انتاج طن البذور في مصر لا يتعدي2500 يورو. ومن جانبه أكد المهندس/ عاطف فرج مدير الخدمات الزراعية بمديرية الزراعة بجنوبسيناء حرص قيادات المديرية علي المتابعة الدورية لزراعات بذور البنجر بمختلف المناطق من خلال المرور الدوري عليها ومتابعة حالة النبات منذ بدايته وحتي عملية الحصاد مشيرا إلي أن سانت كاترين هي المدينة الوحيدة علي مستوي الجمهورية التي تتلاءم ظروفها الطبيعية والبيئية لإنتاج تقاوي البنجر مما يدفع بالفريق البحثي الي اعتبار هذه المدينة متخصصة في انتاج تقاوي بنجر السكر للتوسع المستقبلي بعد ذلك في زراعة مساحات شاسعة لتغطية احتياجات مصر كليا من السكر والحد من استيراد التقاوي من الخارج بما يسهم في توفير فرص عمل للشباب في قطاع الزراعة.