الموسيقي والتمثيل المسرحي من أهم القوالب الفنية التي طالب خبراء التربية بإدخالها في مناهج رياض الأطفال . باعتبارهما من أفضل طرق توصيل المعلومات للصغار.في هذه المرحلة العمرية التي يتقبلون فيها التعليم المبسط بمرح, ويترسخ في أعماقهم ما يتعلمونه خلال السنوات الذهبية الست الأولي من عمرهم! من بين هؤلاء الخبراء, الدكتورة ريهام ابراهيم حسنين, المدرس بكلية التربية بجامعة قناة السويس, والتي تصف الموسيقي بأنها أجمل الفنون, وأقربها الي قلب الانسان, ولها تأثير السحر علي الصغار, فقد أثبتت الدراسات ان الانسان في مرحلة الطفولة المبكرة يستطيع غناء بعض الاغنيات, وينجذب إلي الآلات العربية والغناء بمصاحبتها, ويؤدي الاغاني بشكل متميز ويتمكن من العزف علي آلات العود والناي والقانون, لذلك قدمت د. ريهام طريقة مبتكرة تساعد الطفل علي تذوق الموسيقي العربية, وذلك بوضعها ضمن مناهج التربية الموسيقية, وتذوق الألحان العربية, والتعرف علي أعلام الموسيقي العربية من حيث الصوت وطريقة العزف. أما د. ريهام فاروق محمود فرج الله المدرس بكلية التربية النوعية جامعة القاهرة, فتري أن الموسيقي العالمية لكل بلاد العالم هي الطريقة الأروع لتوصيل المعلومات الجامدة والصعبة للأطفال, وتثبيتها في أذهانهم بشكل تلقائي وسهل, كما أنها تزيد من حصيلتهم اللغوية, وتكسبهم المفاهيم بطريقة أشمل وتنمي لديهم مهارات التذكر, وتعودهم علي المشاركة الاجتماعية والتعاون, وعن طريق الموسيقي العالمية المصاحبة لأغاني الشعوب المختلفة, يتحقق التفاهم الدولي بين الشعوب, هذه الآراء ناقشها المؤتمر الدولي لكلية رياض الاطفال بجامعة القاهرة حول( رياض الاطفال في ضوء ثقافة الجودة) برعاية د.هاني هلال وزير التعليم العالي ود. حسام كامل رئيس جامعة القاهرة ود. مصطفي النشار عميد الكلية بالتعاون مع مركز ثقافة الطفل برئاسة د. نبيل حسن. وأشار المشاركون في المؤتمر إلي أن المسرح والعرض المسرحي العرائسي ومايحمله من معان وأناشيد وأغان, ومايتضمنه من مفردات العرض المسرحي له دور كبير في إكساب الأطفال الكثير من المعلومات والسلوكيات الإيجابية, كما أكد د. أحمد محمد حسن, أستاذ المسرح التربوي- قسم الإعلام التربوي بجامعة المنصورة, أنه حين يري الطفل مشاهد مسرحية تتحدث عن سلوكياته بلغة مرئية مجسدة ومسموعة وليست ورقية, نجده يمتنع علي الفور عن ممارسة السلوكيات السلبية, والعروسة بتصميمها وشكلها وحجمها وألوانها, وحركاتها علي خشبة مسرح العرائس, وألوانها والموسيقي المصاحبة بأنواعها والمؤثرات الصوتية تكون الأسهل في توصيل المعلومات وماتتضمنه من سلوكيات مرغوبة. وكما يري د. كمال الدين حسين استاذ الأدب المسرحي والدراسات الشعبية بكلية رياض الأطفال جامعة القاهرة أن توصيل المعلومات والتعليم الجيد للأطفال في رياض الاطفال, يمكن تحقيقه بسهولة بالإعداد الجيد لمعلمة الروضة, وتحديد أدوار محددة وجديدة لها, في أن تكون متمرسة, وذات خبرة, ولم تزاول عملها عن طريق الصدفة, ومتحدية قادرة علي التعامل مع نمو الأطفال ومواجهة مشاكلهم السلوكية والانفعالية, وأن تكون مشاركة ومعطاءة ومفعمة بالوجدان والمشاعر, وأن تتيح للأطفال فرصا متكافئة في التعبير عن أنفسهم بحرية, وأن تتعامل باحترام مع الأطفال باختلاف قدراتهم وأوضاعهم. وأكدت د. ليلي كرم الدين استاذ علم النفس بمعهد الدراسات العليا للطفولة, ومديرة مركز دراسات الطفولة جامعة عين شمس, الأهمية القصوي لحصول الطفل علي رعاية وتنمية ذات مستوي عال من الجودة خلال الأعوام القليلة الاولي من عمره, ليصل إلي أعلي ما لديه من قدرات, فقد كشفت الدراسات والبحوث في مجال علم النفس, وعلم وظائف خلايا المخ, أن البيئة والتربية التي يعيشها الطفل, لها أبلغ الأثر علي بناء المخ والأعصاب والجهاز العصبي, وبالتالي فإنه يؤثر علي قدراته وأدائه الفعلي واللغوي, و بناء قدراته المعرفية والمستقبلية, فإذا أردنا أن نحقق بناء سليما وسويا لأطفالنا, فمن الضروري أن نضع أسسا متينة لشخصياتهم, وأن نكسبهم القيم والعادات والتقاليد والأعراف, وأن نكون خلقهم وضميرهم ودينهم خلال الأعوام القليلة الأولي من أعمارهم, أي خلال مرحلة الطفولة المبكرة ورياض الأطفال. وقد اتفق كل من د. حسين كامل بهاء الدين وزير التعليم الاسبق ورئيس الجمعية المصرية لطب الأطفال ود.خالد النجار, وكيل كلية رياض الأطفال ومقرر المؤتمر في أن أهم ماخلص اليه المؤتمر هو اعتبار مرحلة رياض الأطفال مرحلة تعليمية ملزمة ومجانية,واقتراح إعطاء الأم إجازة مدفوعة الأجر مدة لا تقل عن ستة أشهر, وتحقيق معايير الجودة الصحية في مؤسسات الرعاية الصحية المعنية بصحة الطفل والأم, مع التركيز علي ضوابط إساءة استخدام الطفل في الوسائل الإعلامية, ووضع معايير جودة للرسائل التعليمية المقدمة للطفل من حيث الشكل والمضمون بالاضافة إلي وضع معايير جودة برامج الكمبيوتر المالتي ميديا المقدمة للأطفال من حيث الشكل أو المضمون.