لايستطيع أحد ان ينكر الدور الذي لعبته الرواية في إثراء السينما المصرية والبصمة التي تركتها لدي الجمهور من خلال تقديم روايات لكبار الأدباء مثل نجيب محفوظ واحسان عبدالقدوس ويوسف السباعي ويوسف إدريس. فكما حققت تلك الروايات نجاحا كبيرا علي المستوي الادبي حققت نجاحا يوازيها ويفوق ذلك النجاح عند تحويلها إلي عمل سينمائي! بل وجعلت من يشارك فيها في صفوف المقدمة! ورغم هذا النجاح إلا أن هذه الاعمال الروائية اختفت فجأة من الساحة السينمائية وأصبحت في طي النسيان! فما أسباب اختفائها وعودتها من جديد في الفترة الاخيرة سؤال طرحناه علي عدد من القائمين علي صناعة السينما فاذا قالوا؟ * الفنان محمود ياسين صاحب أكبر عدد في تقديم أفلام مأخوذة عن كبار الكتاب حيث قدم13 فيلما مابين روايات طويلة وقصيرة للكاتب الكبير نجيب محفوظ. يقول: انه خلال فترة الستينات والسبعينات كانت السينما تعتمد علي الاعمال الأدبية التي تعتبر أعمالا راقية وهادفة خاصة انها كانت لكبار كتاب الرواية في العالم العربي والعالم كله مثل احسان عبدالقدوس ونجيب محفوظ ويوسف ادريس وغيرهم التي استطاعت أعمالهم ان تصنع بصمة في السينما المصرية التي كانت في أزهي فتراتها خلال تلك الفترة! فنحن نمتلك قوة من الأدباء ذوي المكانة العظيمة في مصر والعالم ورفض محمود ياسين ان يحمل الفنان والمنتج مسئولية ذلك خاصة أن المسألة تتعلق بالوعي العام لدي السينمائيين والصناعة ككل التي أصبحت تعاني من مشاكل كثيرة خاصة انه لايوجد دعم حقيقي من جانب الدولة! فمن الضروري ان تفعل الدولة ما تصنعه وزارة الثقافة في اوروبا في دعمها للافلام! ويضيف اري انه ينبغي ان نعيد تقديم مثل هذه الروايات مرة أخري فما المانع من تقديمها برؤية الجيل الجديد حتي يتعرف عليها الشباب. * الناقد رءوف توفيق يري ان الخوف من المغامرة لدي المنتجين هو ما يجعلنا نبتعد عن هذه النوعية من الافلام التي تألقت عليها السينما المصرية فاصبح هناك نوع من الاستسهال لدي الكثيرين في تقديم شيء يتناسب مع السوق السينمائية وهذا أمر خطأ! فالعمل المأخوذ عن رواية يعيش في ذاكرة السينما والجمهور وعندما يتحول إلي سينما يصبح له مذاق خاص. وعما اذا كان الفنانون الحاليون يرفضون تقديم هذه الأعمال نفي رءوف ذلك وأكد ان المشكلة تكمن في المنتج الذي يمتلك المال ويرغب في تحقيق مكاسب مادية علي حساب المضمون الذي يقدم وهو ما يجعله في النهاية يقدم عملا مثل مقلة اللب اي تسالي! ونفي مايتردد ان الجمهور يرفض هذه الافلام لان جمهور الروايات جمهور كبير وحتي اذا لم يحب ذلك فلابد ان تقدمها له حتي يتعرف عليها ونرفع من الذوق العام للجمهور! خاصة ان الاعتماد علي الاعمال الروائية اتجاه عالمي تعتمد عليه السينما العالمية الكبيرة. ولكن المؤلفين اصبحوا يبحثوا عن موضوعاتهم من صفحات الحوادث بالجرائد وتلك هي مادة الأفلام الحالية. * ويتفق معه المخرج الشاب سامح عبدالعزيز في ان السينما المصرية تفتقد هذه النوعية نظرا للاستسهال الذي يسيطر علي السينمائيين والمنتجين الحاليين وافتقاد روح المغامرة لدي المنتج! والتي تعتبر هي اساس الفن! * أما المخرج الشاب مروان حامد الذي قدم عمارة يعقوبيان للاديب علاء الاسواني فيختلف معهم في ان الفنان والمنتج هما سبب المشكلة ورفض ما يقال عن رفضهم لتقديم هذه النوعية من الافلام خاصة ان جميع المنتخبين الموجودين علي الساحة السينمائية سبق, أن قدموا افلاما مأخوذة عن روايات ولكن المشكلة في وجود الرواية والنص الروائي الجيد الذي يصلح لتقديمها للسينما لان ليس كل رواية جيدة تصلح لكي تقدم في عمل سينمائي! ومسألة ان يكون النص الروائي افضل في السينما فهذا لايرجع للاديب وانما للسيناريست الذي يحول العمل الروائي إلي سينما اي المعالجة السينمائية التي قد تدفع رواية إلي الامام او تعود بها إلي الخلف! * المخرج مجدي أحمد علي يري ان اي مخرج مهموم بقضايا مجتمعه ما ان يضع يده علي تلك القضايا في اي عمل روائي لن يتردد في تقديمه! ولكن الاجمل ان تجدي ذلك في سيناريو سينمائي محكم البناء الفني ولكن للأسف الشديد والكلام علي لسانه نظرا لحالة الاستسهال التي بدأت تسيطر علي الساحة السينمائية اصبحنا نري افلاما مسروقة من أفلام أجنبية بالكامل وأفلاما مقتسبة من أفكار الافلام الأجنبية, وفي هذه الحالة يظهر الفيلم في مستوي فني ضعيف! ونحن بالفعل نفتقد للسيناريو السينمائي المتكامل البناء وهو ما يجعلنا نعود إلي النص الروائي بهدف الحصول علي شخصيات درامية متماسكة وهذه الحالة من الاستسهال التي اصبحنا نراها علي مستوي الاخراج والانتاج والسيناريو ولايستثني من تلك الحالة الا المستوي التكنيكي الجيد الذي وصل إليه الفيلم حاليا فهناك تقدم كبير طرأ علي مستوي الصوت والصورة! ولكن المخرجين الحاليين يرغبون في تقديم سينما استهلاكية سريعة! أما ما يتردد ان الجمهور عايز كده فنحن السبب في ذلك لاننا جعلنا الجمهور يعتاد علي رؤية الاشياء السيئة ومن واجبنا ان نتحمل تقديم شيء يحترم عقلية الجمهور.