الماء.. ماذا نحن فاعلون ازاء هذا التحدي الذي يفرض نفسه علي أجندتنا السياسية بقوة تتطلب تضافر كل المؤسسات، سواء كانت مجتمع مدني أو أفراد لترشيد المياه.. أليست نقطة المياه هي حياة كل فرد في مصر. مطلوب شرطة متخصصة لمحاربة اهدار المياه العذبة في رش الشوارع وري الحدائق والاعتداء علي حرمة النيل بتلويث مياهه.. وتحويله لحمام سباحة للبغال والحمير منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم الفاو حذرت بشدة ودقت ناقوس الخطر إزاء قضية توافر الغذاء الكافي للعالم خلال السنوات المقبلة. المنظمة طالبت بزيادة الاستثمارات في الزراعة بما يزيد علي خمسة أضعاف لضمان توافر إمدادات الغذاء اللازمة للعالم بحلول عام2050. 44 مليار دولار سنويا مساعدات تنموية مطلوبة للدول الفقيرة لتطوير الأنظمة الزراعية وتحديث وسائل الري وإدخال الميكنة الحديثة ورصف الطرق وإقامة سكك حديدية في الأراضي الزراعية؟ علما بأن القضية الرئيسية التي تواجه مصر في المستقبل هي قضية المياه.. قضية حياة أو موت.. قضية أمن قومي.. خط أحمر لا يجوز الاقتراب منه؟ ولكن ماذا نحن فاعلون ازاء هذا التحدي الذي يفرض نفسه علي أجندتنا السياسية بقوة تتطلب تضافر كل المؤسسات سواء كانت مجتمع مدني أو أفراد لترشيد المياه.. أليست نقطة المياه هي حياة كل فرد في مصر. الحكومة تخوض مفاوضات شاقة وعسيرة للحفاظ علي نصيب مصر من المياه والذي هو في تناقص مستمر بسبب زيادة عدد السكان وعدم ترشيد أنظمة الري والاستهلاك المنزلي حيث أن حصة مصر من مياه النيل55.5 مليار متر مكعب سنويا ماذا تفعل مع سكان يتزايدون ليل نهار... أكثر من80 مليون نسمة. لماذا لا نقوم بترشيد استهلاك المياه في منازلنا وتجديد الشبكات ؟ إن قضية الترشيد لن يجدي معها حديث إلا في إطار خطة شاملة يتعاون فيها الاعلام ومرفق المياه ومحاكاة التجربة الناجحة لشركة الغاز في دخول كل شقة ومنزل في اطار خطة واضحة المعالم وشفافية في التعاقد مع المشتركين بحيث يقوم المواطن بالتعاقد علي دخول الغاز, والشركة تتحمل جميع الاجراءات وعمل جميع الوصلات وتركيب العداد وإدخال الغاز وعمل الصيانة الدورية والكشف عن مدي صلاحية الأجهزة التي يتم توصيل الغاز لها.. كل ذلك في اطار خطة محكمة من الأمن والأمان توجد نوعا من الثقة لدي المشترك, شهريا يمر الكشاف يسجل قراءة العداد ويسلم فاتورة الاستهلاك ويحصل قيمة الفاتورة. لم نشهد مواطن يشكو من ارتفاع أو عشوائية أو عطل العداد, الكشاف تم تدريبه جيدا والعدادات علي أعلي مستوي من الجودة. وفي هذا الاطار المنهجي من العمل يتم ادخال الغاز لكل المنازل لحل مشكلة مافيا الأنابيب. والسؤال الذي يطرح نفسه بعد هذه المقدمة الطويلة الا يستطيع خبراء شركة مياه الشرب والصرف الصحي حل مشكلة الإسراف والعشوائية في إستخدام المياه ؟ ربما تكون ثقافة الوفرة وعدم الاحساس بقيمة المياه وتربيتنا علي أن النيل يجري والماء ببلاش وهو ما كرس هذا الفكر السلبي في التعامل مع المياه, لماذالا تقوم شركة المياه بتطبيق نفس التجربة الناجحة في دخول الغاز للمنازل بأن يقوم كل مواطن بتركيب عداد إجباري لكل شقة عن طريق الهيئة التي تقوم بالكشف علي كل الوصلات ويتم تحصيل قيمة هذه الوصلات من صاحب العقار. علي أن يكون هناك كشاف شهري تم تدريبه جيدا لقراءة عداد المياه ومحاسبة شهرية للاستهلاك فماذا يعود علي مصر من هذه الاجراءات؟ إستهلاك المياه المنزلية سوف ينخفض بنسبة50% كما أن المياه السائبة في الشوارع والحدائق وملاعب الجولف سوف يتم تقنينها لان كل متر مكعب سوف يتم المحاسبة عليه ويتم توظيف الايرادات في تحسين مستوي مياه الشرب وتجديد الشبكات بعيدا عن ميزانية الدولة المرهقة.