بعد يوم واحد من تحديد إيران مهلة نهائية لإعلان الغرب موقفه من تبادل اليورانيوم, أكد مسئول أمريكي كبير أن إيران تعزل نفسها بفرضها علي الدول الكبري مهلة نهائية وفقا لشروطها هي وليس لشروط الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ورفض المتحدث باسم مجلس الأمن القومي مايك هامر المهلة النهائية التي حددتها الحكومة الإيرانية قبيل ساعات, مؤكدا أن العرض الذي قدمته الوكالة الذرية لطهران بشأن تخصيب اليورانيوم الإيراني في الخارج هو عرض كاف ولا ضرورة لإدخال شروط جديدة عليه. وقال هامر: إن الوكالة الذرية لديها عرض متوازن علي مائدة المفاوضات, ووصفه بأنه عرض يلبي مطلب الوقود النووي الذي قدمته إيران نفسها, ويحوز علي دعم المجتمع الدولي. وأضاف إذا كان هدف إيران هو الحصول علي الوقود النووي فلا داعي علي الاطلاق لأن يكون العرض الموجود, والذي وافقت عليه إيران مبدئيا في جنيف, غير كاف. ويقضي مشروع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن تسلم طهران القسم الأكبر من مخزونها من اليورانيوم الضعيف التخصيب إلي الوكالة لزيادة تخصيبه إلي نسبة20% في روسيا تمهيدا لنقله إلي فرنسا حيث يتم تحويله إلي وقود نووي لتشغيل مفاعل طهران النووي للأبحاث. وكان وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي قد أعلن أمس الأول أن أمام الأسرة الدولية شهرا واحدا فقط لاتخاذ قرارها بشأن ما إذا كانت ستقبل أم سترفض شروط إيران, وإلا فإن طهران ستقوم بنفسها بتخصيب اليورانيوم بنسبة أعلي, وأضاف أن هذه مهلة نهائية. وفي هذه الأثناء, ذكرت صحيفة نيويورك تايمز إن إدارة الرئيس باراك أوباما تعتقد أن الاضطرابات الداخلية ومؤشرات إلي مشاكل لم تكن متوقعة في البرنامج النووي الإيراني تجعل قادة طهران أضعف أمام عقوبات جديدة شديدة وفورية. ونقلت الصحيفة عن مصادر رسمية لم تسمها أن اقتراح فرض العقوبات الذي تمت مناقشته مطولا يأتي بينما أنهت الإدارة الأمريكية مراجعة جديدة لتقدم البرنامج النووي الإيراني. ويعتقد المستشارون الاستراتيجيون لاوباما أن القادة السياسيين والعسكريين في إيران كانوا مشغولين في الأشهر الأخيرة بالمواجهات التي جرت في الشوارع والنزاعات السياسية الداخلية ويبدو أن سعيهم إلي إنتاج وقود نووي تأثر. وأوضحت الصحيفة أن البيت الأبيض يريد أن تركز العقوبات اجديدة علي الحرس الثوري, الذي يعتقد أنه يشرف علي جهود التسلح النووي. وعلي الرغم من أن سلسلة العقوبات التي فرضت منذ سنوات علي إيران لم تردعها علي ما يبدو من مواصلة جهودها النووية, قال مسئول في الإدارة الأمريكية يشارك في السياسية حيال إيران إن الإدارة تأمل أن تفتح الاضطرابات الجارية حاليا نافذة لفرض أول عقوبات يمكن أن تجعل الإيرانيين يفكرون ما إذا كان البرنامج النووي يستحق هذا الثمن. وتابعت نيويورك تايمز أن المسئولين في إدارة أوباما يعتقدون أن جهود تطوير قنبلة نووية تأثرت إلي حد كبير بالكشف قبل ثلاثة أشهر عن وجود منشأة نووية يجري بناؤها قرب مدينة قم الشيعية المقدسة. في الوقت ذاته, كشف المفتشون النوويون الدولين عن أن عدد أجهزة الطرد المركزي التي تعمل حاليا في منشأة نطنز حيث تم تشغيل آلاف منها لإنتاج يورانيوم مخصب لوقود نووي, تراجع بنسبة نحو20% منذ الصيف, ونسب خبراء نوويون هذا التراجع إلي مشاكل تقنية. علي الصعيد الداخلي, دخلت الأزمة الإيرانية منعطفا خطيرا في ضوء دعوة زعماء دينيين محافظين بتعبئة أنصارهم نحو المطالبة بإعدام الزعيمين الإصلاحيين مير حسين موسوي ومهدي كروي, وذكرت تقارير إعلامية أن الكثير من الإصلاحيين تلقوا تهديدات بالقتل وقد أشار إليها بشكل مباشر موسوي عندما أطلق مبادرته للمصالحة, قائلا انه لن يخشي القتل ليصبح شهيدا علي طريق الإصلاح.