البيت الأبيض: طهران "تعزل نفسها" بفرضها على الدول الكبرى مهلة نهائية أحمدي نجاد أعلنت إيران منح الدول الكبرى مهلة مدتها شهر واحد للموافقة على شروطها لمبادلة اليورانيوم بالوقود النووي، مهددة بأنها ستقوم بانتاج اليورانيوم الضروري لمفاعل البحث في طهران اعتمادا على قدراتها. وقال وزير الخارجية منوشهر متكي في تصريح تلفزيوني مساء أمس الأول "يوجد أمام الأسرة الدولية شهر واحد فقط لأتخاذ قرارها" بشأن شروط طهران، "وإلا فإن طهران ستقوم بنفسها بتخصيب اليورانيوم بنسبة أعلى"، وأضاف "أنها مهلة نهائية". ويشكل تخصيب اليورانيوم الذي تقول إيران أنها بحاجة إليه لإمداد مفاعل البحث الطبي في طهران، محور اختبار قوة بينها وبين الدول الكبرى التي تخشى أن تنتج الجمهورية الإسلامية اليورانيوم المخصب لأهداف عسكرية. وكانت إيران رفضت مهلة نهاية السنة، التي حددها الرئيسان الأمريكي باراك أوباما والفرنسي نيكولا ساركوزي، للموافقة على مشروع الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يقضي بأن تسلم إيران القسم الأكبر من مخزونها من اليورانيوم الضعيف التخصيب لزيادة تخصيبه إلى نسبة 20% في روسيا ثم تحويله إلى وقود في فرنسا. من جانبها، اعتبرت واشنطن أن إيران "تعزل نفسها" بفرضها على الدول الكبرى مهلة نهائية للموافقة على تبادل اليورانيوم وفقا لشروطها هي وليس لشروط الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ورفض المتحدث باسم مجلس الامن القومي مايك هامر "المهلة النهائية" التي حددتها الحكومة الايرانية ، مؤكدا أن العرض الذي قدمته الوكالة الدولية للطاقة الذرية لطهران بشأن تخصيب اليورانيوم الايراني في الخارج هو عرض كاف ولا ضرورة لادخال شروط جديدة عليه. وقال هامر ان "الوكالة الدولية للطاقة الذرية لديها عرض متوازن على الطاولة، عرض يلبى مطلب الوقود (النووي) الذي قدمته ايران نفسها، ويحوز على دعم المجتمع الدولي". في سياق متصل، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن إدارة الرئيس باراك أوباما تعتقد أن الاضطرابات الداخلية ومؤشرات الى مشاكل لم تكن متوقعة في البرنامج النووي الإيراني تجعل قادة طهران أضعف أمام عقوبات جديدة شديدة وفورية. ونقلت الصحيفة عن مصادر رسمية لم تسمها أن اقتراح فرض العقوبات الذي تمت مناقشته مطولا يأتي بينما أنهت الإدارة الأمريكية مراجعة جديدة لتقدم البرنامج النووي الايراني. ويعتقد المستشارون الاستراتيجيون لأوباما ان القادة السياسيين والعسكريين في إيران كانوا مشغولين في الاشهر الاخيرة بالمواجهات التي جرت في الشوارع والنزاعات السياسية الداخلية ويبدو أن سعيهم الى انتاج وقود نووي تأثر. واوضحت الصحيفة أن البيت الابيض يريد أن تركز العقوبات الجديدة على الحرس الثوري، الجيش العقائدي للنظام الاسلامي الذي يعتقد أنه يشرف على جهود التسلح النووي. وعلى الرغم من أن سلسلة العقوبات التي فرضت منذ سنوات على ايران لم تردعها على ما يبدو من مواصلة جهودها النووية، قال مسئول في الإدارة الأمريكية يشارك في السياسة تجاه ايران أن الإدارة تأمل أن تفتح الاضطرابات الجارية حاليا "نافذة لفرض أول عقوبات يمكن ان تجعل الايرانيين يفكرون ما إذا كان البرنامج النووي يستحق هذا الثمن". وتابعت "نيويورك تايمز" أن المسئولين في إدارة أوباما يعتقدون أن جهود تطوير قنبلة نووية تأثرت الى حد كبير بالكشف قبل ثلاثة اشهر عن وجود منشأة نووية يجري بناؤها قرب مدينة قم الشيعية المقدسة.