لاشك ان قمة مبارك برلسكوني في العاصمة الايطالية روما ذات مدلول استراتيجي, لانها تتحدث عن رؤية استراتيجية لشراكة مصرية ايطالية للتعامل مع القضايا المرتبطة بالتعاون الثنائي أولا, ثم قضايا المنطقة ثانيا. وأهمية هذه القمة أنها تأتي في إطار تعزيز العلاقات الثنائية والمتميزة بين البلدين, وتوطيد التعاون المشترك, وتبادل الزيارات بين المسئولين ورجال الأعمال في البلدين لتحقيق مزيد من التعاون في شتي المجالات, وجذب مزيد من الاستثمارات الايطالية الي مصر, وكذلك زيادة مساهمة ايطاليا في تطوير وتحديث الصناعة المصرية, وانشاء منطقة صناعية ايطالية في منطقة برج العرب يخصص كل انتاجها للتدريب, فضلا عن تدريب العمالة المصرية, ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة. ومن هنا نستطيع أن نقول ان العلاقات المصرية الايطالية تجسد نموذجا عمليا لفكرة المتوسطية التي تسعي مبادرة الاتحاد من أجل المتوسط الي تحويلها الي واقع عملي تستفيد من القرب الجغرافي نسبيا, حيث يشكل نموذج العلاقات بين البلدين تحولا مفصليا نحو علاقات التكامل والجوار بين شمال وجنوب المتوسط والذي يرتكز علي رغبة حقيقية بين الدولتين في إقامة مشاركة حقيقية تقوم علي تبادل المنافع والمصالح, الأمر الذي أدي الي تطور العلاقات الاقتصادية بينهما بشكل وبمعدلات قياسية في زمن وجيز, فأصبحت ايطاليا الشريك التجاري الأول لمصر بين دول الاتحاد الأوروبي بحجم تجارة يقترب من ستة مليارات يورو, والثاني عالميا بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية. كما أصبحت ايطاليا من عام2007 أكبر سوق في العالم تستهلك المنتجات المصرية, ويتدفق الي مصر سنويا نحو مليون و2000 سائح ايطالي. وعلي الجانب الآخر, فان القمة المصرية الايطالية فرصة للاستماع الي رؤية وتقويم الرئيس حسني مبارك حول مجمل القضايا الدولية باعتبار مصر دولة رئيسية واقليميا ودوليا, وتقوم بدور بارز من اجل احتواء الأزمات, وتسوية المنازعات في ضوء دورها القيادي وموقعها المتميز.