عقد الرئيس حسني مبارك بعد ظهر أمس مع الرئيس الايطالي جورجيو نابوليتانو مباحثات قمة في مستهل زيارة للعاصمة الايطالية روما والتي تعد الزيارة التاسعة له لايطاليا منذ أول زيارة عام1982 ويتم خلال الزيارة التوقيع علي24 اتفاقية وبروتوكولا لتعزيز التعاون بين البلدين في عدد من المجالات. خلال اجتماعات القمة الثالثة للمشاركة الاستراتيجية بين مصر وإيطاليا برئاسة الرئيس مبارك وسيلفيو بيرلسكوني. أجواء حميمية بقصر كولينالي وصرح السفير سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس مبارك ناقش وسط أجواء حميمية أحاطت بوصوله قصر كولينالي بوسط روما القديمة مع الرئيس نابوليتانو عددا من القضايا الدولية والثنائية المهمة في اطار الشراكة الاستراتيجية بين البلدين تركزت علي سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات بالإضافة إلي مناقشة تطورات عملية السلام في الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية وسبل إحياء عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين في ضوء المفاوضات غير المباشرة التي تتم حاليا و علي أسس مقررات الشرعية الدولية والاتفاقات السابق التوصل إليها وحل الدولتين بهدف إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس بالإضافة إلي مناقشة سبل تعزيز التعاون في منطقة المتوسط ومشروعات الاتحاد من أجل المتوسط بهدف تعزيز الشراكة بين ضفتي المتوسط وسبل دعم ووحدة استقرار الصومال والوضع في السودان خاصة دارفور وتنفيذ اتفاق السلام الشامل في الجنوب والتطورات ذات الصلة بالملف النووي الايراني وعلي الساحة الافغانية. وأضاف السفير عواد أن مشاورات الرئيس مع الرئيس الايطالي تطرقت أيضا الي سبل تعزيز التعاون المشترك في مجالات الاستثمار والسياحة والصناعة والنقل وتدريب العمالة المصرية ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة واستعراض مراحل انشاء الجامعة المصرية الايطالية التي تجري الان. بيان الرئاسة الايطالي وفي بيان للرئاسة الايطالية أعرب الرئيس الايطالي جورجيو نابوليتانو عن سعادته لزيارة الرئيس حسني مبارك لروما. واصفا الزيارة بأنها تأتي في إطار العلاقات المتميزة بين الدولتين والحرص المتبادل علي التشاور حول القضايا الاقليمية والدولية فضلا عن تعزيز العلاقات الثنائية واصفا مصر بأنها دولة رئيسية ومهمة اقليميا ودوليا وخاصة في الشرق الاوسط ومنطقة البحر المتوسط والقارة الافريقية والعالم الاسلامي حيث تقوم بدور بارز من اجل احتواء الازمات وتسوية المنازعات في ضوء دورها القيادي وموقعها المتميز كما تتبني مصر دبوماسية تسعي الي تحقيق الاستقرار والتوصل الي سلام شامل وعادل وخاصة في منطقة الشرق الأوسط. و أضاف البيان أن القمة المصرية الايطالية كانت فرصة للإستماع لرؤية وتقييم الرئيس مبارك حول مجمل القضايا الدولية وخاصة قضية المباحثات غير المباشر ة بين الفلسطينيين والاسرائيليين كما كانت القمة فرصة لبحث تعزيز مستقبل الاتحاد من أجل المتوسط. وأوضح البيان أن إيطاليا تؤيد موقف مصر تجاه قضايا الشرق الأوسط وتصفه بأنه' نموذجي ومعتدل ومتوازن', حيث يشجع الأطراف المعنية علي الحوار حتي يتم التوصل لاتفاق. كما أكدت دعمها للدور المصري في تحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية. وأكد السفير سليمان عواد المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية بأن القضايا السياسية ذات الاهتمام المشترك كانت بالأمس وتكون اليوم محل اهتمام خاص وفي قلب مشاورات مبارك مع الرئيس جورجيو نابوليتانو ورئيس الوزراء سيلفيو بيرلسكوني في الاجتماع المغلق الذي سيتم بينهما اليوم قبل الانتقال للإجتماع الموسع بمشاركة أعضاء وفدي البلدين القمة الاستراتيجية الثالثة وقال عواد إن الرئيس مبارك سيرأس القمة الاستراتيجية الثالثة مع رئيس الوزراء برلسكوني والتي تتضمن جلسة مغلقة بين الزعيمين للتشاور حول الموضوعات السياسية وأن الوزراء المعنيين المرافقين للرئيس مبارك سيعقدون في ذاك الوقت اجتماعات مع نظرائهم الايطاليين لبحث تعزيز التعاون المشترك والتوقيع علي24 من اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم وينضم اعضاء الوفدين لجلسة المباحثات الموسعة بين مبارك وبرلسكوني والتي ستتركز علي قضايا التعاون الثنائي ويشهد الزعيمان تبادل وثائق الاتفاقيات ومذكرات التفاهم من خلال وزيري خارجية البلدين وتختتم مباحثات القمة اليوم بمؤتمر صحفي مشترك للزعيمين يلقي فيه الرئيس مبارك كلمة ردا علي كلمة برلسكوني. وأضاف عواد ان زيارة الرئيس مبارك لايطاليا تمثل استمرارا للاطار المؤسسي للتعاون بين البلدين' المشاركة الاستراتيجية' الذي تم ارساؤه في قمة روما عام2008 وهو اطار نتج عن عمق العلاقات بين البلدين سواء في عهد حكومة رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني السابقة والحالية أو في عهد حكومة رومانو برودي السابقة. وأضاف عواد أن هذا الزخم أدي إلي وصول هذه العلاقات إلي مرحلة الشراكة الاستراتيجية وبما أعطي التعاون بين البلدين زخما جديدا في اطار خطة عمل تشمل العديد من المحاور يتم استعراض بعض جوانبها في القمم التي تعقد بين الرئيس مبارك ورئيس الوزراء الايطالي سنويا ومنها القمة الاولي في2008 بروما والثانية في شرم الشيخ عام2009. وقال عواد إن القمة الثالثة في اطار المشاركة الاستراتيجية التي تعقد اليوم بين الرئيس مبارك وبرلسكوني وتتركز أساسا علي التعاون الثنائي في المجالات القائمة والجديدة خاصة في مجالات الزراعة والنقل والصحة والتعليم وتشمل تقييم ماتم احرازه حتي الآن وسبل اعطاء زخم جديد للتعاون بين البلدين واضاف أن هذه القمة الثنائية تتم في اطار تعاون مؤسسي وهذا الاطار ينص علي قمة سنوية في اطار خطة عمل محددة وانه في هذه الزيارة سيتم التوقيع علي24 من اتفاقيات ومذكرات التفاهم من خلال الوزراء المختصين وأن العبرة ليست بعدد الاتفاقيات وانما بما يتم تنفيذه فعلاوأنه في الحالة الايطالية فإن الاتفاقيات التي يتم توقيعها تنفذ علي أرض الواقع مؤكدا أن اطار التعاون مع ايطاليا يستجيب للأحتياجات والاولويات الحقيقية التي توليها مصر أهمية خاصة. مضيفا أن التعاون مع ايطاليا نموذج صحي وحقيقي وأنه يستجيب للاحتياجات الحقيقية لمصر ولتطلعات الشعب المصري وهكذا يكون التعاون ونحن نطرحه رسالة لشركاء أخرين الذين يرغبون في توطيد اواصر التعاون مع مصر لأن يستجيب هذا التعاون كما هو في الحالة الايطالية لمتطلبات النمو الاقتصادي المصري واحتياجات التنمية البشرية وخاصة تدريب العمالة ونقل التكنولوجيا وزيادة الاستمارات التي تخلق المزيد من فرص العمل وزيادة التجارة بين البلدين. وقال عواد إن الممر الأخضر الذي سيتم تدشينه بين مصر وايطاليا بربط ميناء الاسكندرية بميناء فينيسيا الايطالي وربط ميناءي دمياط وبورسعيد بميناء تريستا التصدير الحاصلات الزراعية المصرية ليس فقط للسوق الايطالية وانما للدول الاوروبية الاخري عبر ايطاليا, مضيفا أن مايتم حاليا من تحسين لوسائل النقل بين البلدين سيسهم في زيادة الصادرات المصرية لايطاليا ورفع معدل التبادل التجاري بين البلدين ليصل خلال السنوات المقبلة ل10 مليارات يورو كما هو مخطط له وهوحاليا في حدود ال5 مليارات يورو وبرغم أن الميزان التجاري يميل لصالح ايطاليا فإن مصر تعوضه من خلال السياحة حيث يصل عدد السائحين الايطاليين لمصر إلي مليون و200 ألف سائح سنويا. وأضاف السفير عواد أن من مجالات التعاون المتميزة مع ايطاليا والذي يتم تنفيذه حاليا برنامج مبادلة الديون والذي يتضمن مبادلة الديون الايطالية المستحقة علي مصر بمشروعات بنية أساسية من مرافق وصرف صحي ومياه شرب وغيرها من المجالات وأن هذه المسألة ستكون محل مناقشة القمة المصرية الايطالية بين الرئيس مبارك وبيرلسكوني والوزراء المعنيين من وفدي البلدين. وقال السفير عواد في تصريحاته إن ايطاليا دولة مهمة من ناحية الاستثمارات الايطالية في مصر بما تشهده من تنوع وتوفير المزيد من فرص العمل حيث بلغت5.8 مليارات دولار وأن الرئيس مبارك خلال قمتيه مع الرئيس الايطالي ورئيس الوزراء بيرلسكوني يركز علي أهمية جذب المزيد من الاستثمارات الايطالية لمصر كما أنه يناقش اليوم مع بيرلسكوني أهمية تركيز الجامعة المصرية الايطالية التي من المقرر بدء الدراسة فيها عام2017 علي مجالات التعليم الفني وتدريب العمالة المصرية. واضاف أن من الموضوعات ذات الأهمية في مشاورات الرئيس مبارك وبيرلسكوني اليوم; مناقشة سبل دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة بما يخدم أهداف التنمية في مصر. نموذجا في التعاون وأضاف السفير عواد أن العلاقات بين البلدين تمثل نموذجا للتعاون المتوسطي في اطار الاتحاد من أجل المتوسط الامر الذي أدي الي تطور العلاقات الاقتصادية بين البلدين تطورا كبيرا وأصبحت ايطاليا الشريك التجاري الاول لمصر في أوروبا بحجم اقترب من ستة مليارات يورو, كما أصبحت ايطاليا منذ عام2007 أكبر سوق في العالم يستهلك المنتجات المصرية. وكان الرئيس مبارك قد وصل أمس الي مطار( فيوميشينو ليوناردو دافنشي الدولي) بروما وكان في استقباله وزيرة التضامن الاجتماعي علي رأس وفد استقبال كبير يضم السفير الايطالي بالقاهرة كلاوديو باتشفيكيو ويرافق الرئيس مبارك وفد كبير من وزراء التعاون الدولي و الخارجية والاعلام والتجارة والصناعة والزراعة والوزير عمر سليمان والدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية والسفير سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية ونخبة كبيرة من رجال الاعمال المصريين. ومن جانبه قال المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة في تصريحات للاهرام إن القمة ذات مدلول استراتيجي لأنها تتحدث عن رؤية استراتيجية لشراكة مصرية ايطالية للتعامل مع القضايا المرتبطة بالتعاون الثنائي ثم قضايا المنطقة. وأضاف رشيد أن المرحلة المقبلة ستشهد انطلاقة كبيرة للتعاون الاقتصادي مع ايطاليا التي تلعب دورا مهما في تنشيط وتفعيل تجمع الاتحاد من اجل المتوسط, وأضاف أن إيطاليا شريك استراتيجي لمصر علي مستوي العلاقات السياسية والاقتصادية حيث تعد حاليا أكبر شريك اقتصادي لمصر علي مستوي الاتحاد الاوروبي وتسهم الاستثمارات الايطالية في عدد كبير من المشروعات المشتركة, كما يتم تنفيذ برنامج مع الوزارة لنقل التكنولوجيا الايطالية المتقدمة في صناعات الملابس والنسيج والأثاث والرخام إلي مصر من خلال سبعة من المراكز التكنولوجية المتخصصة التي تم إنشاؤها بالمشاركة مع إيطاليا, واشار الي أنه يجري حاليا تطوير منظومة النقل بين مصر وإيطاليا لضمان سرعة وصول السلع المصرية الي السوق الايطالية ومنها الي الاسواق الاوروبية, وفي هذا الاطار سيتم تشغيل أول خط ملاحي سريع لنقل البضائع بين ميناءي فينيسيا والاسكندرية يوم20 مايو الحالي والذي من شأنه أن يزيد من كفاءة منظومة النقل بين البلدين ويسهم في زيادة القدرة التنافسية للسلع المصرية ليس في إيطاليا فقط ولكن في أوروبا كلها حيث تم الاتفاق مع شركة إيطالية لتسويق ونقل السلع المصرية من فينيسيا الي باقي المدن الاوروبية. وقال وزيرالصناعة والتجارة إن مصر وإيطاليا اتفقتا علي تنفيذ برنامج لتنمية وتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية خلال المرحلة المقبلة وذلك من خلال تنفيذ خطة العمل الثانية2009-2012 ووصف هذه الخطة المشتركة بأنها خريطة طريق في مجال التعاون الاقتصادي والتجاري والفني بين البلدين حتي عام2012. وتشمل عدد من الموضوعات الاقتصادية الهامة وفي مقدمتها السعي نحو زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين والذي تجاوز خمسة مليارات يورو, بالاضافة الي التعاون في مجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة, وتشجيع إقامة المشروعات المشتركة في مختلف المجالات, والتعاون اليورومتوسطي والتعاون في مجالات التدريب ونقل التكنولوجيا والخدمات المصرفية وإقامة المعارض والأسواق والسياحة, حيث تحتل إيطاليا المركز الرابع في قائمة الدول المصدرة للسياحة إلي مصر بعد روسيا وألمانيا وانجلترا, ويتدفق إلي مصر سنويا حوالي مليون و2000 سائح إيطالي وتمثل السوق الإيطالية حوالي10% من إجمالي السياحة الدولية إلي مصر.كما تحتل إيطاليا المركز الخامس فيما يختص بالاستثمارات الأجنبية في مصر, حيث تعد إيطاليا من اكبر الدول المشاركة في المشروعات الاستثمارية بمصر حيث يبلغ عدد المشروعات المصرية الايطالية المشتركة نحو199 مشروعا بإجمالي استثمارات حوالي1.1 مليار جنيه مصري. وأضاف رشيد أن المرحلة المقبلة ستشهد انطلاقة كبيرة من خلال عدة محاور أولها ربط الصناعة المصرية بالصناعة الايطالية والاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة لتطوير وتحديث الصناعة المصرية حيث تمت اقامة7 مراكز لنقل التكنولوجيا الايطالية لمصر وكذلك تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة, وثانيها الاستفادة من القرب الجغرافي بين المواني المصرية والايطالية لنقلها وتسويقها في الدول الأوروبية من خلال الممر الأخضر الذي يمنح تيسيرات كبيرة لسرعة نقل ودخول المنتجات المصرية للمواني الايطالية لنقلها بعد ذلك لأوروبا, وثالثها دخول العمالة المصرية بطرق مشروعة إلي إيطاليا وفقا لاتفاق بعد اعدادها وتدريبها تدريبا جيدا.