سيتمكن المشاهد المصري من التعرف على فنون الرقص الإفريقي من خلال العروض التي ستقدمها فرقة من الكونجو على مسرح البالون. منذ سنوات قليلة ونحن نتناول إفريقيا القارة التي نقع علي طرفها الشمالي.. تارة بمناسبة منابع النيل والمياه.. وتارة اهتماما بالدول التي تجمعنا بها قارة واحدة وهكذا. المهم أن ثمة اهتماما بدول إفريقيا واهتماما بمنابع نهر النيل واهتما ما بالدول التي سبقتنا لتقيم علاقات اقتصادية وثيقة بعدد من هذه الدول. ولكن الفن أيضا يعد رافدا مهما للتعاون وبالذات الفنون الشعبية مثل فرقة رضا والفرقة القومية للفنون الشعبية يمكن أن نقول أنها تجولت وجابت معظم دول العالم وبالذات الدول الأوروبية وعدد من الدول الآسيوية.. لكن زياراتها هذه لم يكن لإفريقيا حظ في مشاهدتها وبالمثل لم يكن لحظ مصر أن تشاهد عروض دول إفريقيا التي اشتهرت منذ سنوات طويلة بالرقص وهو أهم ملامح الفن الإفريقي. وهو ايضا واحد من أبرع ما يمكن أن نشاهده نظرا لقدرات الراقصين والراقصات البدنية الرائعة والملابس والأزياء وايضا الإكسسوارات الجميلة البديعة التي يتزين بها الراقص وايضا الراقصة. وهنا قد أقدم استدراكا لما نهتم له في إفريقيا وهو كرة القدم التي برع فيها عدد ليس بالقليل من أبناء القارة السمراء والذين احتلوا مراكز متقدمة في فرق أوروبا وكانوا سببا في نجاح وتقدم بعض هذه الفرق. وإذا عدنا الي الفن نجد أنه اللغة التي انقطعت بين هذه الدول الإفريقية وبعضها البعض. فقط لا نسمع ونتابع إلا عن حركات تمرد وحروب أهلية هنا وهناك أو قرصنة في الصومال لكن لا نسمع عن فن إفريقي الذي ربما يكون السبب في تقارب حقيقي بين هذه الدول بعضها وبعض ومصر أيضا. أخيرا.. جاءت الفرصة التي ابدأ بتحية وزارة الثقافة المصرية والعلاقات الثقافية الخارجية برئاسة حسام نصار وايضا سفارة الكونجو عليها بتنظيم هذه الحفلات الكونجولولية البديعة علي ضفاف نهر النيل بمسرح البالون. الغناء ربما يصعب علينا متابعته بالاهتمام المطلوب لكن علي العكس من الغناء نجد الرقص بهذه الحيوية وهذا الايقاع السريع اللاهث يقدم للمتفرج ما هو بعيد تماما عن معظم الفنون التي تزور مصر سواء من أوروبا أو من آسيا.. إنها فنون ذات طابع خاص.. مليء بالحيوية والجمال. كلمات كثيرة قيلت قبل العرض ترحيبا بالفرقة وترحيبا بزيارتها وترحيبا بالتبادل الثقافي الفني بين مصر والكونجو وهو ما يعكس بالضبط ما نحن في حاجة إليه وهو زيادة التبادل الثقافي بين مصر ودول إفريقيا. إننا في حاجة الي زيادة هذا التبادل وخاصة هنا أقول من خلال الفن الذي يسعد الجماهير سواء لدينا أو لديهم وهنا أقول أيضا إنه قد يتمثل الي جانب الاستعراض والرقص في الفن التشكيلي الذي وهو من فنون الرؤية يترك أثرا لدي المشاهد في كل مكان.