كان الجمهور الثاني الذي حضرت تجمعه بدار الأوبرا المصرية. كان جمهور أطفال وتلاميذ وتلميذات مدارس دار الطفل حتي مرحلة الابتدائي. كان حفل نهاية العام لأشهد حفلا لم أكن أتخيل أن يجيء علي هذا المستوي من التنظيم, وأيضا من الكفاءة, حيث أتطلع بمنتهي الاعجاب لكورال أطفال في سن متوسطها 5 سنوات وهم علي كثرة عددهم يرددون الأناشيد والأشعار وغيرها بمنتهي التطابق مع بعضهم البعض, ليذكروني باعجاز اليابان عندما قدمت كورال من3 آلاف طفل وطفلة. هنا كان العدد قد تعدي المئات, وهو ما جعلني أتساءل عن هذا المدرب أو المدرس أو المدرسة أو أيا كان.. ذلك الذي استطاع أن يسيطر تماما علي أطفال في هذه السن الصغيرة. بالطبع هذا بالإضافة للاهتمام بالملابس واهتمام بمقتطفات من المشاهد التمثيلية, وللعجب تخللها بعض من الاستعراضات, وربما العجب ليس في الاستعراض, ولكن في ألعاب الجمباز التي قدمها الأطفال لأعلم أن لدي هذه المدرسة أعلي وحدة جمباز يتدرب فيها التلاميذ. كل هذا كان جيدا بالطبع, بل ومتميزا, لكن ما لفت انتباهي أكثر هو هذه الابتسامة, وهذا الحب وهذا الوله وهذا الاهتمام بمنتهي السعادة الذي لا حظته علي وجوه الجمهور الحاضر, وكان أمرا طبيعيا وهم يشاهدون صغارهم علي خشبة مسرح دار الأوبرا يقدمون هذه الفنون.