افتتح الفنان محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية مساء أمس( الأربعاء) بمركز الجزيرة معرض الفنانين محمد سلماوي ورضا عبد الرحمن, حيث يقيم الفنان رضا عبد الرحمن معرضا لمجموعة من الأعمال استوحاها من برديات الكاتب محمد سلماوي, فيقدم نصا بصريا موازيا لمجموعة عشر برديات مصرية لسلماوي يعرض من خلالها خيطا بصريا من التواصل الإبداعي بين النص الأدبي والنص الفني عبر الإبحار في نهر التراث المصري القديم ويقول الناقد محمد كمال في تقديمه للمعرض:'يظل الإبداع ظاهرة إنسانية متوحدة النسيج, لا تتجزأ بقدر ما تتنوع صنوفها عبر وسائط سمعية وبصرية ولغوية تشكل جميعها ملامح الدهشة داخل سياقات ثقافية شديدة الخصوصية, لذا فقد يحدث ما يسمي ب' التراسل' بين وسيط وآخر بما يزيد من فوران عملية الخلق الإبداعي, وربما يتجسد هذا في تلك التجربة المثيرة بين الأديب الكبير محمد سلماوي والفنان التشكيلي الشاب رضا عبد الرحمن, حيث ينطلق سلماوي من خلال بردياته الأدبية في إستلهام التراث المصري القديم معتمدا علي موهبته اللغوية في الكشف عن الكوامن الجمالية والرمزية داخل النص, في تضفير رصين بين التاريخي والمعاصر, لحشد طاقة تعبيرية مؤثرة في العقل والوجدان, بينما يواصل رضا عبد الرحمن رحلة الإبحار في النهر الفياض للتراث التشكيلي والروحي للمصري القديم أيضا, مستقطرأ رحيق التعبير الجمالي في برديات سلماوي. وفي هذا السياق نجده يستثمر قدرته التشكيلية في التصوير والرسم, مغلفا إياها بالزخرفة الإيقاعية الموحية, وهو المزيج الذي يستحضر به أعلي درجات التكثيف التراثي والآني أثناء عزل المشهد, وهنا يحتدم التراسل بين النصين الأدبي والبصري, بما يؤدي إلي إضطراد الوهج الإبداعي والتعبيري لكليهما كحاصل جمع لطاقة الخلق المنبعثة من شرايين اللغة ولحن الصورة, وهو ما شق أخدودا منيرا احتضن سلماوي ورضا علي أرض الهوية المصرية المخصبة بغلاف من بهجة الإبداع وجلال العبادة.'