عقب شهرين ونصف الشهر تماما من تنظيم فعاليات مليونية جمعة حماية الشرعية والشريعة التي أقامها التيار الاسلامي بميدان النهضة أمام جامعة القاهرة. واكتظ الميدان بانصاره دون أن تقع حالة اعتداء واحدة علي الممتلكات والأرواح, شهد ميدان النهضة أمس مليونية معا ضد العنف التي نظمها حزب البناء والتنمية وشارك فيها عدد من أحزاب التيار الإسلامي في مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين التي شاركت في المليونية بمجموعة رمزية في حين شارك عدد من الائتلافات والقوي الثورية في مليونية أطلقت عليها كش ملك أمام قصر القبة لاستكمال أهداف الثورة حسب قول الجهات الداعية اليها. وتأتي مليونية معا ضد العنف أمام جامعة القاهرة لحث الفرقاء السياسيين علي سلمية التظاهر وحماية أرواح وممتلكات المصريين وحقنا لدمائهم الزكية. وعلي الأرض فقد حشدت الجماعة الاسلامية أنصارها من جميع المحافظات لتصل الي عدة آلاف فيما أقامت اللجان الشعبية الحواجز في مداخل الميدان من جميع الجهات, كما وجدت أعداد كبيرة من سيارات الإسعاف دفعت بها وزارة الصحة منذ صباح أمس. وأقام المتظاهرون منصة أمام البوابة الرئيسية المواجهة لميدان النهضة ورفع المتظاهرون أعلام الجماعة الإسلامية وحزب البناء والتنمية وأعلام مصر إلي جانب لافتة تعبر عن هدف المليونية منها لا للبلطجة وترويع الآمنين.. نعم للوجود الأمني والأمان. وقام العديد من أعضاء الجماعة وأبناء الشيخ عمر عبد الرحمن بوضع لافتات تطالب بالإفراج عن الشيخ عمر عبد الرحمن المعتقل في السجون الأمريكية وقامت المنصة قبل صلاة الجمعة بإذاعة آيات من القران الكريم بصوته. فيما انتشر عدد من قيادات الجماعة وحزب البناء والتنمية بأرجاء الميدان في حين قام رجال المرور بوضع العديد من الحواجز الحديدية علي جميع المداخل المؤدية الي محيط جامعة القاهرة. وانتقد الدكتور محمد الصغير عضو مجلس الشوري و الذي ألقي خطبة الجمعة أمس في الميدان الحزب الناصري بعد قيام وفد منه بزيارة بشار الأسد الرئيس السوري لمؤازرته, وقال كيف تقوم ثورة في الميادين ونحن نؤازر بشار الأسد؟!. وقال د.الصغير في خطبته التي حملت عنوان لا للعنف لا للضعف لا للفقر لا نريد هذه الحكومة الضعيفة مرتعشة اليد و من جاءت به صناديق الاقتراع لا تذهبه زجاجات المولوتوف والعنف مطالبا بتطبيق القانون بحزم وشدة وذلك داخل إطار حقوق الإنسان,و طالب أثناء خطبته وزارة الداخلية بإنشاء إدارة لمكافحة البلطجة كما طالب باستقلالية القضاء موضحا أن أهم معني للقضاء هو عدم التدخل في عمل النائب العام. وحذر الصغير من التساهل في إطلاق اسم الشهيد علي كل من ذهب ضاربا مثلا بحرامي حبل الغسيل فإذا سقط بيد الشرطة أطلق عليه شهيد حبل الغسيل, معللا ذلك بأنه نوع من الاستخفاف بمكانة الشهداء مؤكدا أن الشهادة لكل من خرج لقضية عادلة فمات فهذا هو الشهيد. واستنكر الاتهامات التي تدعي أن جماعة الإخوان المسلمين وراء اغتصاب فتيات التحرير مؤكدا أن الإسلاميين لم ينزلوا إلي التحرير منذ فترة, محملا المعارضة مسئولية تشويه الثورة السلمية, وخاطب الصغير حزب الحرية والعدالة مؤكدا أنه لا عتاب وقت الاصطفاف مشددا علي أن الله ابتلي الجماعة بالحكم وابتلي أعوانها بها. وحمل الصغير جبهة الإنقاذ مسئولية ما سماه خراب مصر مطلقا عليها لفظ جبهة الخراب مشددا علي عدم الخلط بين حلم الحليم وضعف الضعيف لكن الجماعة الإسلامية وحزبها البناء والتنمية إذا قالوا فعلوا. ووجه المتظاهرون عشر رسائل من خلال منشور تم توزيعه الأولي لشباب الثورة: نحن معكم والطريق مفتوح أمامكم للمشاركة في بناء مصر وحان الوقت للانتقال إلي بناء الدولة وسط حراسة أبناء الثورة.. والثانية لمن يريد إلغاء الشرعية عن طريق العنف لا يمكن تغيير النظام الحاكم بإحراق ثلاثين مبني والشغب في أربعين شارع وبمائة صندوق قنابل مولوتوف فمن تولي الحكم من خلال الصندوق الشفاف لا يرحل إلا بالصندوق الشفاف لا بمجرد الشغب والهتاف.. والثالثة لجبهة الإنقاذ وامتدادها في الإمارات لا يمكن اختلاق ثورة بدون أسباب حقيقية أو من خلال برامج التوك شو التليفزيونية.. والرابعة إلي الولاياتالمتحدةالأمريكية الشعب المصري سيدافع عن اختياره الحر ومصر لن تركع لصندوق النقد الدولي.. الخامسة إلي اسر الشهداء حق الشهداء لن يضيع.. السادسة الفقراء أولا والعدالة الاجتماعية حتمية.. السابعة لجهاز الشرطة نحن معكم في أداء واجبكم في إطار احترام القانون والحفاظ علي حقوق الإنسان.. الثامنة إلي الذين يريدون الانتقاص من مكانة الشريعة في الدستور الشريعة خط أحمر.. التاسعة إلي التراس الأهلي والمصري البورسعيدي حان الوقت لإنهاء الآلام والصلح بين أبناء الوطن بعيدا عن التعصب والتشنج.. العاشرة إلي الرئيس مرسي الاهتمام بالفقراء أولا وشباب الثورة لضمان نجاح الثورة والكفاءة المصرية مقدمة علي الانتماء الحزبي وألا يخضع لضغوط صندوق النقد الدولي وألا يتدخل في شئون القضاء بتغيير النائب العام والقوة في تطبيق القانون والحزم في الدفاع عن حقوق الإنسان. وأكد المتظاهرون أنه لا يمكن تغيير النظام الحاكم بالعنف ولا بالحرق ولا بقنابل المولوتوف, مشددين علي أن من جاء من خلال صناديق انتخابية حرة لا يرحل إلا بصندوق انتخابي وأن المعارضة والعمل السياسي يبنيان علي حسن الخلق وآليات التعبير الحضارية وليس علي البلطجة والعنف. من جهة أخري قام المتظاهرون بتعليق العديد من اللافتات أبرزها تطهير الإعلام مطلب شعبي و لا للأقنعة السوداء و محاكمة قتلة الثوار و لا لقطع الطريق, لا لزيارة الحزب الناصري لبشار السفاح.. إلي المعارضة ما لكم كيف تحكمون..القبض علي بلطجي يلقي المولوتوف جريمة لا تغتفر.. إغلاق مجمع التحرير مسألة فيها نظر.. لا لغلق المصالح والمؤسسات.. يا جبهة الخراب نحن لكم بالمرصاد.. لا إله إلا الله محمد رسول الله..أين حقوق الفقراء. ووزع أعضاء الجماعة الإسلامية منشورا تحت عنوان شارك في جمعة معا ضد العنف, دعوا فيه الشعب المصري للعودة إلي تشكيل اللجان الشعبية لحماية الممتلكات العامة والخاصة والنساء والأطفال. ومن جهته أكد المهندس عاصم عبد الماجد عضو مجلس شوري الجماعة الإسلامية خلال كلمته من فوق منصة المليونية أن الحركات الإسلامية قدمت الكثير لإعلاء كلمة الله والدفاع عن الشريعة والشرعية مشيرا إلي أن ميدان الجهاد اليوم هو ميدان الكلمة والعمل وليس المظاهرات والتخريب. وفي السياق نفسه أكد أحمد عارف المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين ان المعارضة حولت الثورة السلمية إلي عنف وتخريب لافتا إلي أن جماعة الإخوان تفتح ذراعيها إلي الجميع من أجل الحوار البناء بعيدا عن التخريب والاعتداء علي مؤسسات الدولة الرسمية والقانونية.