احتشد الآلاف من الإسلاميين أمام جامعة القاهرة اليوم للمشاركة فى مليونية "لا للعنف" التى دعت إليها الجماعة الإسلامية فى وقت سابق للرد على مليونيات جبهة الإنقاذ وقوى المعارضة الثورية فى الفترة الأخيرة. وحملت مليونية اليوم عدة رسائل للمعارضة والنظام فى آن واحد حيث أكدت على نبذ العنف والحفاظ على سلمية الثورة وهاجمت بشدة قيادات جبهة الإنقاذ ومقدمى برامج التوك شو. وقد تدفق إلى ساحات جامعة القاهرة الآلاف من المنتمين للجماعة الإسلامية وجماعة الإخوان المسلمين فى حين أقام حزب البناء والتنمية الذراع السياسى للجماعة الإسلامية منصة كبيرة أمام البوابة الرئيسية للجامعة وألقى الدكتور محمد الصغير خطبة الجمعة اليوم . حيث بدأها بحديث النبى محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال" بين يدى الساعة سنون خداعة يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطلق فيها الرويبضة، قالوا وما الرويبضة يا رسول الله ، فقال : السفيه ينطق فى أمر العامة". وذكر الخطيب أن هذا الحديث فيه إشارات واضحة حيث يتحدث التافه فى أمور الأمة والصعلوك الذى لا وزن له ولا قيمة فهناك جبهات وأشخاص وأسماء بعينها ينطبق عليها هذا الحديث . إن هذه الأيام التى نعيشها بمرارتها وحلاوتها لهى لحظات عصيبة تعقب كل الثورات وتنجلى عنها كل الحروب فقلد كان الشعب المصرى فى حرب ضروس مع نظام مستبد كتم على صدر المصريين وترك أذنابه وأتباعه وهم ليسوا بالقليل ولكن الحرب انقلبت عن وجه لانتخيله فمن العار أن يلبس الفلول أثواب الثوار . .. .. وأضاف الدكتور الصغير: فى هذا اليوم جئنا لنقول ثلاث كلمات محددة وهى :لا للعنف لا للضعف لا للفقر، لا للعنف الذى امتلأت به الميادين من صبية وبلطجية وأطفال شوارع، ولا للعنف الذى تغطيه بعض وسائل الإعلام وتضع له غطاء إعلامى ، ولا للضعف فى آداء الحكومة وإن اليد المرتعشة لا تصنع أملا ولا تحقق حلما فلابد من يد قوية تضرب بقوة . وإن هذه الأحزاب اتفقت جميعا لوأد المشروع الإسلامى ولإسقاط الثورة وإسقاط السلمية وإن جبهة الإنقاذ توفر الغطاء السياسى للتخريب والعنف وقطع الطرق وقطع المترو الذي يعد عقابا جماعيا للشعب فالرئاسة لا تركب المترو والوزارة لا تركب القطار. وإن الذى جاء بالصناديق لا يذهب بالمولوتوف والحجارة، ولهذا فسوف يدافع الشعب المصرى عن الشرعية وسيحافظ على مؤسسات الدولة . .. .. وأكد الدكتور الصغير فى خطبته على ضرورة مراعاة البعد الاحتماعى والاهتمام بالفقراء وأمهل جماعة الإخوان المسلمين حتى تنتهى الحرب -على حد قوله- واصفا إياها بالشقيقة الكبرى لكل الحركات الإسلامية وذكر أن الرئيس ابتلاه الله بالحكم وأن القضاء يجب أن يكون مستقلا وبعيدا عن السياسة وأكد أيضا على ضرورة عدم الاستسهال فى إلقاء لقب الشهيد على كل شخص يموت بطريقة أو بأخرى حتى وصل الحال إلى وصف حرامى الغسيل بأنه شهيد حبل الغسيل على حد وصفه . .. وفى نهاية خطبته أكد أن الجماعة الإسلامية والمتظاهرين بشكل عام فى هذه المليونية لن يسمحوا اليوم بدعوة للعنف أو بلافتة تدعو للعنف وشدد على ضرورة حماية الثورة ومناهضة كل من يريد أن يغتال براءتها. .. ووزع حزب البناء والتنمية آلاف المنشورات على المشاركين فى المليونية منها منشور تضمن رسائل المليونية تحت شعار معا ضد العنف ، معا ضد الضعف ، مهعا ضد الفقر. وجاء فى هذه الرسائل ما يلى: - الرسالة الأولى : إلى شباب الثورة نحن معكم والطريق مفتوح أمامكم للمشاركة فى بناء مصر وحان الوقت للانتقال إلى بناء الدولة فى حراسة أبناء الثورة. .. - الرسالة الثانية: لمن يريد إلغاء الإرادة الشعبية عن طريق العنف :لايمكن تغيير النظام الحاكم بإحراق ثلاثين مبنى والشغب فى أربعين شارع ومائة صندوق قنابل مولوتوف فمن تولى الحكم من خلال الصندوق الشفاف لايرحل إلا بالصندوق الشفاف لابمجرد الشغب والهتاف. .. - الرسالة الثالثة: إلى جبهة الإنقاذ وامتدادها فى الإمارات لا يمكن اختلاق ثورة بدون أسباب حقيقية أو من خلال برامج التوك شو التليفزيونية. - الرسالة الرابعة : إلى أمريكا الشعب المصرى سيدافع عن اختياره الحر ومصر لن تركع لصندوق النقد الدولى. - الرسالة الخامسة إلى أسر الشهداء: حق الشعب لن يضيع. - الرسالة السادسة: الفقراء أولا والعدالة الاجتماعية حتمية. - الرسالة السابعة إلى جهاز الشرطة : نحن معكم فى آداء واجبكم فى إطار احترام القانون والحفاظ على حقوق الإنسان. - الرسالة الثامنة: إلى الذين يريدون الانتقاص من مكانة الشريعة فى الدستور ، الشريعة خط أحمر. - الرسالة التاسعة : إلى ألتراس الأهلى والمصرى البورسعيدى: حان الوقت لإنهاء الآلام والصلح بين أبناء الوطن بعيدا عن التعصب والتشنج . - الرسالة العاشرة والأخيرة إلىر ئيس الجمهورية: الاهتمام بالفقراء أولا ، شباب الثورة أولا لضمان نجاح الثورة ، الكفاءة المصرية مقدمة على الانتماء الحزبى، لاتخضع لضغوط صندوق النقد الدولى، لاتتدخل فى شئون القضاء بتغيير النائب العام، القوة فى تطبيق القانون والحزم فى الدفاع عن حقوق الإنسان. ومن جانبه ذكر الدكتور محمد البلتاجى القيادى بجماعة الإخوان المسلمين من أعلى المنصة أنه بإمكان الجماعة حشد عشرات أضعاف المشاركين الآن ولكن مليونية اليوم هدفها توصيل رسالة بأن العنف لا سبيل له وأنه من الضرورى تغيير المناخ السياسى الذى يشجع على هذا العنف. وكان المتظاهرون قد علقوا لافتات على أسوار جامعة القاهرة لإدانة العنف والبلطجة والدعوة للاهتمام بالفقراء . وشارك شباب الجماعة الإسلامية فى تأمين الملونية فى حين أغلقت قوات الأمن ميدان الجيزة لتأمين المتظاهرين.