أثارت تصريحات بعض المسئولين الألمان وفي مقدمتهم وزير الداخلية هانس بيتر فريدريش, التي نشرها الأهرام أمس, عن وجود عناصر من السلفيين الألمان ذوي الأفكار المتطرفة في محافظة مرسي مطروح انتقادات في جلسة مجلس الشوري أمس. فقد نفي أحد أعضاء المجلس المعلومات التي ذكرها المسئولون الألمان ل الأهرام, مؤكدا أن مطروح لا علاقة لها من قريب أو بعيد بهذا الموضوع, وأنها من أكثر المحافظات أمنا, وتحدي أن تكون بها بؤرة إجرامية واحدة. والأهرام يؤكد أنه من منطلق الحرص علي الأمن القومي المصري, نشر تصريحات معلنة منسوبة لمصادر محددة منها وزير الداخلية الألمانية هانس بيتر فريدريش, الذي قال إن مصر تحولت خلال الأشهر الأخيرة إلي مركز جذب للجهاديين والسلفيين المتطرفين من ألمانيا, وهانس جيورج ماسن رئيس جهاز حماية الدستور الألماني, الذي قال: إن أجهزته رصدت سفر نحو06 سلفيا متشددا من ألمانيا إلي مصر منذ الصيف الماضي. إلي جانب التقرير الذي نشرته صحيفة شتوتجارتر ناخريشتن الألمانية, وحذرت فيه بوضوح من تحول مرسي مطروح علي حدود مصر الغربية إلي مركز للجهاديين الألمان, الذين يتنقلون عبر الحدود المصرية الليبية. وقد وضع الأهرام كل هذه المعلومات الصادرة بشكل رسمي من الجانب الألماني تحت سمع وبصر المسئولين المصريين والرأي العام, لاتخاذ الإجراءات المناسبة لتلافي هذا الخطر, ولتقوم الأجهزة المصرية المعنية بطمأنة الرأي العام الألماني حتي لا تتأثر حركة السياحة الألمانية إلي مصر بمثل هذه التصريحات, وبذلك تؤدي الصحافة القومية أحد واجباتها الأساسية والمهمة. وكان الأولي بعضو الشوري أن يطالب الداخلية بتحري صحة المعلومات التي تحدث عنها المسئولون الألمان, أو مطالبة وزير الداخلية بمخاطبة نظيره الألماني لإمداده بالمعلومات المتوافرة حول هذه القضية قبل أن يوجه سهام نقده ل الأهرام. وإذا كان البعض ليس لديه الإدراك الكافي للفارق بين الخبر والشائعة والرأي, فإن ما نشره الأهرام يندرج تحت باب الخبر المنسوب إلي مصدره, وسيواصل الأهرام أداء رسالته في نقل الخبر الصحيح إلي الرأي العام والمسئولين, ليتنبه صاحب القرار إلي ما يقوله العالم الخارجي عن مصر, بعيدا عن المجاملات والمزايدات.