بلغت حصيلة التبرعات والتعهدات التي قدمتها دول مجلس التعاون الخليجي للمؤتمر الدولي للمانحين للوضع الإنساني بالكويت نحو920 مليون دولار وهو ما شكل ما يقرب من ثلثي ما تم جمعه من أموال، سيتم تخصيصها لمساعدة اللاجئين والنازحين السوريين سواء في دول الجوار أو داخل سوريا نفسها وكان أول من أعلن التبرع بمبلغ300 مليون دولارالشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت وذلك في الكلمة التي افتتح بها أعمال المؤتمر الذي شاركت فيه ممثلون ل59 دولة عربية وأجنبية وبحضور كل من الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بحكم أن بلديهما الأكثر استقبالا للاجئين والنازحين السوريين بفعل التماس الجغرافي واعتبر الشيخ الصباح في كلمته أن استضافة بلاده للمؤتمربالتعاون والتنسيق مع الاممالمتحدة تعكس إيمانها بضرورة دعم كافة الجهود والمساعي الدولية لمواجهة التحديات والمخاطر التي تهدد الاستقرار العالمي وتزعزع الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لكثير من دول العالم, معربا عن قناعته بأن الكارثة الإنسانية في سوريا تشهد تصعيدا متواصلا فأعداد القتلي تتضاعف والدمار أصبح عنوانا لكافة الأحياء في سوريا دون تمييز لافتا في السياق الي التقارير المفزعة والأرقام المخيفة والحقائق الموثقة التي تنقلها الوكالات الدولية المتخصصة معبرا عن خوفه علي مستقبل وأمن سوريا ووحدة ترابها وشعبها وعلي أمن واستقرار المنطقة وقال الشيخ الصباح: لقد أرعبنا التقرير الأخير للمفوضية السامية لحقوق الانسان والذي أكد وقوع أكثر من ستين ألف قتيل من الضحايا والابرياء من رجال ونساء وأطفال وتضاعف عدد المفقودين والمعتقلين والجرحي حيث وصل الي عدة مئات من الالاف اضافة الي اكثر من ستمائة ألف لاجيء في دول الجوار يعانون أوضاعا معيشية مأساوية في ظل ظروف مناخية قاسية. وشدد الشيخ الصباح علي أن هول الكارثة وعظم المصيبة يتطلب تضافر الجهود بمسعي دولي متكامل والي تنسيق تقديم المساعدات الانسانية للاجئين والنازحين السوريين في الداخل والخارج وتوفير الاحتياجات الاساسية لهم من مأوي ومأكل وملبس داعيا المجتع الدولي للعمل وبأقصي طاقة ممكنة لمواجهة تلك الكارثة والاسراع لحقن دماء الشعب السوري والحفاظ علي ما تبقي من بنية تحتية معتبرا أن تلك الكارثة الانسانية والحقائق المفزعة والواقع الاليم سببه تجاهل النظام لمطالب شعبه العادلة وعدم قبوله بالمبادرات الاقليمية والدولية الساعية الي انهاء هذه الكارثة. ولفت الي أن ما يضاعف من معاناة أبناء الشعب السوري أن افق هذه الازمة لا يلوح به بوادر حل ليضع حدا لنزيف الدم وينهي آلام شعب عاني من التشرد. ثم جاء التبرع الثاني من دولة الإمارات علي لسان الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلي للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية والذي أعلن عن تبرع بلاده بمبلغ300 مليون دولار للمساعدة في مؤازرة ودعم الشعب السوري في كلمته أمام المؤتمر في سياق استمرارها في طريق مؤازرتها ودعم الشعب السوري والوفاء بمسئولياتها في تقديم العون والإغاثة للاجئين السوريين في دول الجوار فضلا عن مشاركتها في الجهود الهادفة الي مساعدة الشعب السوري ودعمت المبادرات العربية والدولية بأمل وضع حد للمأساة التي يتعرض لها وتحقيق تطلعاته المشروعة في حياة حرة وكريمة ودعا' بن زايد' الي تضافر الجهود الدولية والأقليمية لتأمين الاحتياجات الانسانية للاجئين والنازحين والمدنيين المتضررين وبخاصة في ظل الاجواء القاسية لهذا الشتاء الشديد البرودة مشددا علي أن المحنة التي يتعرض لها المدنيون السوريون تضع المجتمع الدولي أمام مسئولية شرعية وانسانية وأخلاقية وتستجوب عدم البقاء مكتوفي الأيدي في تأمين الحماية التي يستحقهونها مشيرا الي أن الأحداث المروعة التي تمر بها سوريا والمأساة الانسانية التي يتعرض لها شعبها كبيرة وفظيعة بكل المقاييس موضحا أن الدمار اليومي الذي يتعرض له البشر والحجر يهز كل المشاعر ويضع الضمير العالمي أمام تحد كبير وفي الوقت نفسه قرر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز استكمال المبلغ المتبقي من المساعدات التي التزمت بها السعودية للاشقاء السوريين(220 مليون دولار) ليصبح(300 مليون دولار), وليتم صرفه في الفترة المقبلة بالتعاون مع دول الجوار لسوريا ومع منظمات الأممالمتحدة المختلفة وذلك وفق ما أعلنه أمام المؤتمر الدكتور إبراهيم العساف وزير المالية السعودي مضيفا أن إجمالي ما تم الإعلان عنه من مساعدات سعودية يزيد علي345 مليون دولار صرف منها حتي الان125 مليونا معونات قدمت بالتنسيق مع عدد من منظمات الأممالمتحدة وشملت خياما ومواد غذائية متنوعة وأدوية ومستلزمات طبية, إضافة إلي تأمين2500 بيت جاهز وتخصيص مبلغ100 مليون دولار أعلن عنها أخيرا للمساعدات الإنسانية العينية, مشددا علي ضرورة الوقوف صفا واحدا لمد يد المساعدة للمتضررين في ظل الظروف الإنسانية الأليمة. واكد الأمير سلمان بن حمد بن خليفة ولي عهد البحرين التزام المملكة بدفع20 مليون دولار اضافة الي ما تم تقديمه في السابق والبالغ5 ملايين دولار تم استخدامها في بناء4 مدارس و500 مسكن في الاردن لاستيعاب اللاجئين والنازحين السوريين. [email protected]