في السوق كتاب مهم للزميل الأستاذ عبدالعظيم حماد رئيس تحرير الأهرام الأسبق بعنوان الثورة التائهة( وهي فعلا تائهة) يحكي روايات مثيرة عاشها وسمعها. وقد بدأها بحادث غرق1300 راكب في العبارة السلام(2 فبراير2006) منذ سبع سنوات. كان قد لفت اهتمامي وقتها الحكم الذي أصدرته محكمة سفاجا في القضية ببراءة جميع المتهمين وعلي رأسهم صاحب العبارة ممدوح إسماعيل الذي أحيل للمحاكمة بتهمة تراخيه في اتخاذ الإجراءات الواجبة لإنقاذ من حاول النجاة من ركاب العبارة بعد غرقها. وكان من بين ما تردد همسا أنه منذ لحظة الخطر تم إخطار إدارة البحث والإنقاذ التابعة للقوات المسلحة ولكنها لأسباب غامضة تأخرت في إرسال وحداتها لموقع العبارة لانتشال الركاب الذين يقاومون الغرق, وكان لديها سبعة لنشات إنقاذ سريع كفيلة بإنقاذ عشرات الركاب. كلام خطير ولكن في اتهام يمس القوات المسلحة فترديده بلا دليل أمر خطير. يكشف عبد العظيم حماد أنه في يوم16 فبراير2006 ذهبت لجنة من النائب حمدي الطحان رئيس لجنة النقل بمجلس الشعب والنائبين محمد أبو العينين وأمين راضي ممثلين للجنة تقص شكلها المجلس, للاجتماع بممثلي القوات المسلحة لمعرفة ماقامت به منذ بداية العلم بالحادث. واختصر تفاصيل كثيرة يرجع إليها في الكتاب, فبعد شد ورفض دخل عليهم المشير ليقول لحمدي الطحان: القوات المسلحة لا تسأل ولا يحقق معها. القوات المسلحة فوق المساءلة وفوق التحقيق وهي تحمي الشرعية ولا يؤتي بسيرتها حتي في مجلس الشعب. فيما بعد بعثت القوات المسلحة تقريرا يقول إن مركز البحث والإغاثة لم يعرف عن الحادث, وكان هذا غير صحيح فقد تلقي المركز خمس إشارات تم بعدها إغلاق جهاز الاستقبال بفعل فاعل. فقد وقع الحادث في وقت متأخر ولم يهن علي المركز إيقاظ القائد العام. وبالطبع أثار حكم البراءة الذي أثبت عدم إهمال صاحب العبارة الرأي العام, وجري استئناف الحكم الذي أمسك بصاحب العبارة بينما ظلت الحقيقة غائبة إلي أن كشفتها الثورة التائهة! [email protected] المزيد من أعمدة صلاح منتصر