ثورة الفقراء تطرق أبواب مصر وسيناريو الفوضي يحوم فوق سماء القاهرة, تلخص هاتان الجملتان مجمل تعليقات الصحف الأمريكية علي الوضع في مصر أمس. وكتبت صحيفة لوس أنجلوس تايمز أن الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين لايجدان إجابة عن الأسئلة الخاصة بالوضع الاقتصادي المتدهور, مما يجعل المحللين يتساءلون بشأن احتمالات نشوب ثورة جديدة علي ضفاف النيل بطلها هذه المرة الفقراء والمهمشون. ويشير تحقيق لوس أنجلوس تايمز إلي تزايد حدة الغضب من أداء الرئيس المصري وحكومته مع تراجع الأداء الاقتصادي وفشل مرسي الواضح في تحسين مستوي معيشة الملايين من المصريين الذين منحوا صوتهم لمرشح الإخوان في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية خلال العام الماضي. وهي الوضعية الاقتصادية التي يزيد من حدتها تراجع صرف الجنيه واستمرار تآكل الاحتياطي النقدي الأجنبي وارتفاع معدلات البطالة والتي وصلت بحسب الأرقام الرسمية إلي12.5%. وأكدت الصحيفة أن الإخوان المسلمين بعد نحو من8 أشهر من تولي مرشحهم منصب الرئاسة يبدون بدون إجابات واضحة علي أسئلة الاقتصاد, بل إن الخطوات اللازم تنفيذها لعلاج الوضع المتدهور تبدو صعبة وستسبب المزيد من التراجع في مستويات معيشة المصريين, في إشارة للإجراءات التقشفية المتوقعة عبر فرض المزيد من الضرائب وخفض الدعم الحكومي للحصول علي قرض بنحو8.4 مليار دولار من صندوق النقد الدولي. ونقلت الصحيفة عن انجوس بلير, رئيس مؤسسة سيجنت البحثية بالقاهرة قوله: إن القضية الرئيسية هي أنه في دولة تدعم السلع الرئيسية فإنه دائما تظهر السوق السوداء. وأضاف أن الفقراء هم أكثر الفئات تضررا من استمرار ارتفاع معدلات التضخم مما يزيد من احتمالات الاحتجاجات والإضرابات وقطع الطرق في مصر. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلي انتشار الغضب بين سكان الأحياء الشعبية في القاهرة الذين تأثرت تجارتهم وأعمالهم بالتضخم وتدهور الاقتصاد وانتشار الاضطرابات وعدم توافر الوظائف للشباب بهذه الأحياء. وأضافت أن العديد من سكان هذه المناطق أصبحوا يترحمون علي أيام الرئيس المخلوع. ونقلت الصحيفة عن بائع يدعي محمد عبدالسلام قوله قبل الثورة كان هناك الكثير من العمل... ولكن اليوم الوضع سييء وقال شاب يدعي محمد أحمد20 عاما لااستطيع الزواج, مضيفا انا احتاج لوقت طويل جدا لأبني حياتي في هذه الظروف.. لقد عقدت خطبتي ثم فسختها قبل سبعة أشهر, فأنا لااستطيع الحصول علي دخل فكيف يمكنني أن أحصل علي زوجة. ومن جانبها, خصصت صحيفة بوسطن هيرالد الأمريكية مقالها الافتتاحي لمصر وعنونته مصر عند مفترق الطرق وكتبت الصحيفة أن تحذير وزير الدفاع المصري عبدالفتاح السيسي قبل أسبوع من انهيار الدولة لم ينجح في استعادة الهدوء بالشارع المصري. وأشارت الصحيفة إلي أن الوضع الغامض مازال مستمرا, حيث يرفض الإخوان دعوات أحزاب المعارضة لتشكيل حكومة إنقاذ وطنية ومازال الإخوان يواصلون السير بمفردهم في المقابل فإن المعارضة المصرية مازالت تعيش حالة من التفت. وذكرت المجلة أن أحداث العنف التي صدرت عن الجانبين( سواء قوات الأمن أو المتظاهرين) جاءت بعد24 ساعة فقط علي أول اجتماع عام عقده ممثلون عن الإخوان وجبهة الانقاذ الوطني بحضور الدكتور محمد البرادعي منذ أشهر اتفقوا من خلاله علي الإجماع علي نبذ العنف.