في أجواء مرتبكة تحول الشارع إلي فوضي عارمة, وسلوكيات غير مألوفة عن عاداتنا, بعد أن سطع علي الأرض قانون العشوائية والإهمال, حيث انتشرت الأسواق المتحركة في كل مكان تحت قيادة مافيا الشارع, وهم الباعة الجائلون الذين سيطروا علي الأرصفة والطرقات, وأصبحوا قنبلة موقوتة في وجه المجتمع, الذي أفرز مجموعات تختفي نهارا وتظهر ليلا تسمي نفسها الوايت بلوك أو البلاك بلوك عناصر شبابية تستخدم الحجارة في رشق قوات الأمن. الفوضي التهمت كل شيء حتي أسعار المواد الغذائية أصبحت في مرمي بعض التجار في غياب رقابة التموين أو الشرطة, فيمكنك أن تعثر علي ما تريده علي الأرصفة بجودة غير مطابقة للمواصفات, الأمر الذي يؤدي إلي حدوث كارثة نتيجة استخدام منتجات الباعة الجائلين حيث إنها تكون مغشوشة. حوار بالحجارة والمولوتوف لغة العنف والقتل والمولوتوف أصبحت تسود الشوارع والميادين المصرية بلغت ذروتها بضرب مواطن وسحله عاريا تماما في منطقة الاتحادية أو استخدام الرصاص الحي والخرطوش وغيرها, كما يكشف حالة من اليأس في داخل الشباب المصري الذي أصبح يعبر عن نفسه ورأيه بالعنف والدمار لكل ما يقع تحت يده وخبراء النفس أكدوا أن هذا الدرس تعلمه الشباب سابقا ورآه بعينه كما تعلمه المواطن عندما تعرض للظلم فأصبح العنف سمة مدمرة للوطن والمواطن. الدكتور منال عمر أستاذ الصحة النفسية بجامعة القاهرة أكدت أن العنف لابد أن يكون له رد فعل وهو العنف وكذلك الظلم, فالانسان الذي يتجه لهذه الأساليب لابد أنه تعرض لها من قبل ويحس أنها تعبر عن نقمته علي من ظلمه وحتي ذلك الرجل الذي ضرب المواطن المسحول فهو يعات من الظلم وتعلمه من غيره فيكون تعبيره بنفس الاسلوب وهو لا يمكن أن يكون جاء بالمصادفة وهو يعتقد أنه يحمي الوطن بسحل مواطن, وكذلك الشباب الذي يستخدم المولوتوف غالبا يكون مقتنعا يوطنيته بالفعل وأن العدوان هو الوسيلة الافضل وكذلك التدمير لأنه لا يجد من يحترمه أو يسمع له ولو أننا تعودنا الاحترام وحقوق الانسان ما وجدنا بيننا هذه النوعية من البشر. وأضافت أن الحل يكون باحترام آدمية المواطن وليس اذلاله وحتي اذا تم القبض عليه يجب أن نعامله بانسانية لأنه اذا أهين لابد أن ينقلب وحشا معتديا بعد ذلك فالذي يظلم انسانا يخرب البلد لأن الظلم يأتي بالظلم وليس صحيحا أن من يتعرض للظلم يكون عادلا اذ احكم لأن عقله الباطن في هذه الحالة هو الذي يفكر ويؤثر في تصرفاته فلو أن رجل الشرطة نفسه حصل علي كرامته أمام رئيسه أو الدولة لما كان الظلم يصدر عنه فالذين يشكون من الظلم لا يلومون أنفسهم لأنهم هم الذين صنعوه مسبقا لأن العدوان يعود علي صاحبه في النهاية مهما طال الزمن ونحن نحصد الآن نتيجة ترسبات عنف في نفوس البشر يعبر كل منهم بطريقته. أما السيد أحمد بهاء الدين شعبان رئيس الحزب الاشتراكي المصري فيري أن العنف في الشوارع خطر حقيقي وأن الحوار الدائر حاليا ماهو الا تصعيد للمشكلات, خاصة من خلال الاعلاميين والسياسيين يسهم بالفعل في تأجيج الصراع والعنف والإرهاب دون إدراك لتداعيات ستحدث ضعفا في قوة الشعب المصري ذلك أن جوهر الأزمة سياسي بالدرجة الاولي فالدولة والحكومة والرئاسة لا تتيح فرص التواصل مع الجماهير والقوي السياسية مما جعل قطاعات واسعة في المجتمع تؤمن بأن الحكم في مصر فاسد ومستبد وقهري ولايعطي اهتماما لمطالب الشعب وأن الآذان صماء تجاه أصوات المواطنين, وهذه الحرب انعكاسات لشعور المواطن, ولها خطورتها علي الاقتصاد المصري دمرت فرص النظام في عقد أي اتفاق دولي لمساعدة مصر ماديا وآخرها في المانيا التي قابلت الرئيس المصري بالنقد الشديد ولم يوقع أي اتفاقية اقتصادية, كما سحبت المانيا تصريحاتها بإعفاء مصر من بعض الديون, كما أن البنك الدولي يدرس إيقاف القرض الذي تطالب منه منذ زمن طويل. وطالب رئيس الحزب الاشتراكي المصري بمبادرة القيادة السياسية فورا حتي لايتصدع النسيج الوطني للمصريين باقالة وزير الداخلية الذي يتحمل مع غيره دماء المصريين الشهداء في مواقع وميادين مصر خاصة في بورسعيد والسويس, وإقالة حكومة قنديل التي فشلت في كل أعمالها, والمبادرة بتشكيل حكومة وطنية تقدم حلولا عاجلة للاقتصاد المصري وتركز علي العدالة الاجتماعية والديمقراطية الحقيقية, فضلا عن ضرورة تشكيل هيئة لاصدار الدستور الجديد بما يتوافق عليه طوائف وقوي الشعب والأحزاب والهيئات وغيرها فإذا لم يحدث كل ذلك فورا الآن وليس غدا سوف تتضاعف المشكلات وتتعقد مع زيادة الأحداث والقتلي والشهداء من أبناء الوطن سواء من المواطنين أو رجال الأمن, ويكفي أن أحدا من الأخوان لايستطيع ان يسير في أي ميدان أو مدينة من مدن القناة الآن لأن وضعهم سييء. أما السيد مجدي أحمد حسين رئيس حزب العمل الجديد فيؤكد أن الصراع الحالي والحرب الدائرة لن تكون في صالح مصر بالتأكيد وأنها تدمير يومي لإمكاناتنا. وأن الجهات التي تدعوا لها لانفكر إلا في مصلحتها الشخصية لأن الهدم ليس سياسة وليس وسيلة بناء وأن علي جبهة الانقاذ الوطني أن تتجه للحشد للانتخابات المقبلة, بدلا من حوار حرب الشوارع. ذلك لأن الانتخابات هي الطريق الشرعي الوحيد لإثبات وجودهن في الشارع المصري والساحة السياسية, وعليهم أن يدركوا أن عصر الانقلابات انتهي بلا رجعة وأن جهودهم لتوريط الجيش لن تنجح بغرض الانقلاب علي الشرعية فهو يهمه الاستقرار السياسي والاجتماعي. وأضاف مجدي أحمد حسين أن لغة الشارع لايمكن أن تسود في هذه المرحلة مهما كانت هناك صدامات وعدوان علي الاتحادية أو في التحرير, وأنه مادامت هناك ديمقراطية وانتخابات قادمة فليست هناك ذريعة يمكن الارتكان عليها للانقلاب علي السلطة بعد أن جهزت الجبهة قوائمها الانتخابية بالفعل, كما أن القيادة السياسية استجابت للمطالب الأساسية الخاصة بقانون الانتخابات واجراء تعديلات علي القوائم بوضع المرأة في المقدمة, ومنع تغيير صفة وانتماء المرشح بعد نجاحه في الانتخابات, وفيما عدا ذلك يمكن الرجوع إلي الحوار البناء بين الطرفين إذا كانت هناك نية حقيقية لمصلحة البلد.