هل الحوار الوطني هدف أم وسيلة, المنطق يقول إنه ليس هدفا بحد ذاته بقدر ماهو وسيلة للوصول إلي توافق عام حول القضايا المطروحة, بما يخدم المصالح العليا للوطن. وحتي يتحقق ذلك لابد من وجود قناعة تامة لدي كل المشاركين في الحوار بضرورته, وتحديد دقيق وواضح للقضايا التي ستطرح, ومنهج الحوار, وضمانات تنفيذ مايتم التوصل إليه وفق جدول زمني محدد ومعلن. وبدون ذلك سنكون أمام جولة جديدة من حوار الطرشان الذي عانينا منه كثيرا طوال الأشهر الأخيرة, فقد سبق أن جرت حوارات كثيرة, بعضها اقتصر علي أحزاب من توجه واحد, ورأينا محمود مكي يحاور محمود مكي علي طريقة جورج الخامس يفاوض جورج الخامس, وبعضها كان محاولة لفرض أمر واقع علي الأطراف الأخري, وبعضها لم يتم الالتزام بما جري التوافق عليه, مثلما حدث في مجلس الشوري عند مناقشة قانون الانتخابات. وأي دارس للعلوم السياسية يعلم جيدا أن الخلافات التي لا يتم حلها في القاعات المغلقة بشكل ديمقراطي, لن تجد أمامها سوي الشارع وهو سلاح ذو حدين لجميع الأطراف إذا اصبحت الوسيلة الوحيدة المتاحة لحسم الخلاف, خاصة في ظل وجود حكومة ضعيفة مثل حكومة الدكتور هشام قنديل. أما الفضيحة فتقع عندما يحاول البعض استغلال الحوار لتمرير سياسات معينة لا يرضي عنها الشعب, مثلما أعلنت الحكومة فجأة منذ أيام عن نجاح الحوار المجتمعي الذي أجرته حول الوضع الاقتصادي, وبدأت في استغلال ذلك كمسوغ لتمرير الزيادات الجديدة في الضرائب وأسعار السلع رغم أنه حوار لايعلم عنه المجتمع شيئا لأنه ببساطة حوار وهمي.. المزيد من أعمدة فتحي محمود