غلطة في زحمة الكتابة جعلتني هدفا تليفونيا طوال اليومين السابقين لسؤالي عن اسم محل الصرافة الذي باعني الدولار بستة جنيهات وعشرة قروش كما كتبت, بينما الصحيح أن السعر سبعة جنيهات وعشرة قروش مع احتمال الزيادة لا النقصان. وحتي أعتذر عن غلطتي أمضيت يوما في تعقب تاريخ النقود في مصر ووجدت أنه حتي تولي محمد علي لم تكن هناك نقود مصرية وإنما مسكوكات تركية وإنجليزية وفرنسية إلي أن بدأ محمد علي عام1834 إصدار أول عملة مصرية من الذهب والفضة فكان الريال الذهبي الذي يتم فكه بنحو15 ريال فضة. وفي عام1885 اضطر الخديو إسماعيل بسبب الأزمة المالية التي واجهها نتيجة الديون الخارجية التي علي مصر إلي إصدار قانون للإصلاح النقدي أصبح لمصر بموجبه لأول مرة عملة موحدة هي الجنيه المصري الذهبي وزنته8.5 جرام ويقسم إلي ألف مليم, وهو نفس وزن الجنيه الاسترليني الذهبي في ذلك الوقت مما جعل الجنيهات الاسترلينية الذهبية أداة للتداول في مصر. وبإنشاء البنك الأهلي جري التحول منذ1899 وكان بطيئا من العملات الذهبية والفضية إلي الأوراق النقدية. وكانت ورقة الخمسين قرشا أول ورقة مصرية تصدر بتاريخ أول يناير1899, وفي نفس الشهر تابع البنك الأهلي إصدار الأوراق النقدية الأخري فئة الجنيه ثم الخمسة فالعشرة إلي أن أصدر المائة جنيه( يوم15 يناير). وقد ظلت مصر نظرا لظروف الاحتلال الإنجليزي مرتبطة بالجنيه الاسترليني اعتباره أساس تحديد أسعار العملات الأخري, إلي أن كان العام1962 الذي تم فيه التحول إلي الدولار علي أساس أن يعادل الجنيه المصري دولارين و300 سنت بسعر43 قرشا للدولار. وهو سعر كان يرتفع كثيرا عما كان عليه من قبل, فحسب نشرة البنك الأهلي يوم8 سبتمبر1939 كان سعر الدولار25 قرشا. والله يرحم ففي عام78 قفز السعر إلي60 قرشا ثم إلي83 قرشا عام90 ثم إلي150 قرشا في آخر السنة حتي وصل اليوم إلي أكثر من سبعة جنيهات... ولسه!! [email protected] المزيد من أعمدة صلاح منتصر