في مأساة إنسانية مروعة جديدة, اختطفت السكك الحديدية مساء أمس الأول أرواح19 شابا في عمر الزهور, وأسقطت118مصابا, لتبكي مصر من جديد أبناءها ضحايا حوادث القطارات. وقد تداعت مصر رئيسا وحكومة وشعبا لتواجه آثار الحادث الأليم, الذي وقع بالقرب من البدرشين, إثر انفصال عربتي قطار قادم من سوهاج إلي القاهرة, وعلي متنه مجندون. وخلال تفقده أمس أحوال المصابين في حادث قطار البدرشين بمستشفي المعادي, شدد الرئيس محمد مرسي, علي معاقبة ومحاسبة أي مسئول يثبت إهماله أو تقصيره, وكذلك من يثبت ارتكابه جرما, مشيرا إلي أن النيابة العامة تجري حاليا تحقيقاتها في الحادث. وأعرب الرئيس عن تعازيه لأهل مصر جميعا, وأهالي الشهداء, داعيا الله تعالي أن يتقبل الضحايا في الشهداء, وأن يمن علي المصابين بالشفاء, ووصف الحادث بأنه مصاب للمصريين جميعا, وقال: إنهم أبناؤنا وكانوا في طريقهم لأداء الواجب وخدمة الوطن, ولا تعويض لهذه الأرواح الطاهرة, وقال إن من يحتاج من المصابين للعلاج في الخارج فسيسافر فورا. وكان حوش محطة البدرشين قد شهد مساء أمس الأول واحدا من أسوأ حوادث القطارات, سقط ضحيته19قتيلا و118 مصابا, تم نقلهم إلي المستشفيات للعلاج, وتناثرت أشلاء وجثث الضحايا علي قضبان السكة الحديد. وقع الحادث المروع عندما كان1360 شابا تتراوح أعمارهم بين18و 20 وقد فوجئ الجنود بانفصال العربتين الأخيرتين من القطار المكون من12 عربة بعد أن انفصل الجزء السفلي للعربة الأخيرة, التي توجد بها مجموعة العجل, وظل المصابون يصرخون في العربتين ظنا منهم أن السائق سوف يشاهدهم, لكنه سار أكثر من كيلومتر دون أن يشعر بما حدث, وعندما بدأ يشعر انحرف بالقطار واصطدم بقطار البضائع, وتدخل القدر في منع كارثة محققة كان من الممكن أن يذهب ضحيتها جميع الركاب الموجودين بالعربات العشر الأخري. وأصدر الفريق أول عبدالفتاح السيسي القائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربي, تعليمات لقيادات المجمع الطبي للقوات المسلحة بالمعادي, بتقديم أعلي مستويات الرعاية الطبية للمصابين الذين يتم علاجهم بالمجمع, مع توفير الرعاية لأسرهم الراغبين في الاطمئنان عليهم. وعلي جانب آخر, أمر النائب العام المستشار طلعت عبدالله بتشكيل فريق مكبر من النيابة العامة, للتحقيق. وقرر الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء, صرف مبلغ30 ألف جنيه فورا لأسرة كل متوفي, ومبالغ مالية للمصابين وفق درجة الإصابة, بالإضافة إلي تعويضات من القوات المسلحة. كما قرر الدكتور حاتم عبداللطيف وزير النقل, صرف تعويض قيمته20 ألف جنيه لأسرة كل متوفي, بالإضافة إلي تعويضات أخري للمصابين تتناسب مع درجة إصابة كل مصاب. وقررت الدكتورة نجوي خليل وزيرة التأمينات والشئون الاجتماعية, صرف عشرة آلاف جنيه للمتوفي, وألفي جنيه للمصاب في الحادث. وطلبت سرعة دراسة الحالات المتضررة إنسانيا, واجتماعيا, لبحث إمكان مساعدتهم بكل السبل المتوفرة لدي الوزارة.