ملفات عديدة تنتظر وزير الطيران المدني الجديد المهندس وائل المعداوي, هذه الملفات تتطلب منه ترتيبا للأولويات في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها صناعة النقل الجوي في مصر حاليا. كما تحتاج إلي رؤية شاملة ومتكاملة لمعالجة هذه القضايا بما يحقق مصلحة مصر في مجال الطيران المدني ويحافظ علي مكانتها الإقليمية والعالمية التي وصلت إليها. في مقدمة هذه التحديات استمرار منظومة تطوير المطارات المصرية رغم تراجع الإيرادات, وهو ملف يتطلب اهتماما كبيرا, لأن الريادة والمكانة التي حققتها مصر في مجال الطيران لاتقبل التراجع, وهنا نقترح امكانية زيادة الحوافز لشركات الطيران سواء المنتظم أو العارض التي تنظم رحلات خاصة للمطارات السياحية مباشرة بخفض رسوم الهبوط والإيواء وغيرها لتنشيط الحركة الجوية والسياحية وضرورة الاستغلال الاقتصادي الأمثل للأنشطة التجارية بالمطارات دون مغالاة! مصر للطيران من الملفات المهمة التي يجب أن تحتل مكانة كبيرة من اهتمامات وزير الطيران والتركيز علي وقف نزيف الخسائر من خلال حزمة من الإجراءات الحاسمة لخفض النفقات والحد من المصروفات منها إعادة تقييم أوضاع المكاتب والمحطات الخارجية بمصر للطيران واستراتيجية تسويقية جديدة في القارة الإفريقية والتوسع في تطبيق التذكرة الشاملة مع مراعاة اسعار تذاكر شركات الطيران المنافسة, ورفع كفاءة اداء بعض شركات مصر للطيران مثل السياحة والأسواق الحرة والشحن الجوي. مطالب العاملين بالطيران ملف شائك يحتاج إلي معالجة متأنية تحقق طموحات ومطالب العاملين, ومن هنا فإن المسئولين وفي مقدمتهم وزير الطيران الجديد, مطالبون بالاستماع إلي آراء ومطالب واقتراحات العاملين للنهوض بشركاتهم وتحقيق الممكن منها في ضوء الإمكانات المتاحة, ولكن في الوقت نفسه فإن العاملين مطالبون أيضا بمراعاة الظروف التي تمر بها البلاد عند طرح مطالبهم. ملف آخر لايقل أهمية وهو سرعة التواصل مع مجتمع الطيران الدولي ممثلا في المنظمات العالمية والإقليمية لتأكيد دور مصر المحوري من خلال رؤية جديدة ومتكاملة لدي قيادات الطيران المدني المصري حاليا.. أيضا لابد من استعادة دور مصر الرائد في تنظيم المؤتمرات الإقليمية والدولية والذي تراجع كثيرا بسبب الأحداث التي تمر بها البلاد, لأن تنظيم هذه المؤتمرات يعد بمثابة رسالة طمأنة إلي العالم أن مصر آمنة, بما تستعيد الحركة الجوية والسياحية اليها, وكذلك في مجال التدريب علي أعمال الطيران, حيث سبقتنا بعض أكاديميات الطيران في الدول المجاورة, وهو أمر يجب تداركه سريعا. ومن بين الملفات المهمة أيضا التي تنتظر وزير الطيران تطوير منظومة الأداء البشري من خلال التدريب وزيادة الدورات التدريبية داخليا وخارجيا فهي عصب العمل مع ضرورة إعداد صف ثان قادر علي تولي مسئولية القيادة مستقبلا. أيضا الطيران الخاص الذي يعاني من أزمة كبيرة تهدد كيانه في ظل الأحداث التي تمر بها صناعة النقل الجوي في مصر يحتاج إلي تدخل من وزير الطيران من خلال حوار موسع مع مسئولي هذه الشركات لمساعدة هذا القطاع علي تجاوز الأزمة التي تهدد بقاءه! بقيت نقطة أخيرة لابد من الاشارة إليها وهي أهمية الدور الذي قام به سمير امبابي وزير الطيران السابق في قيادة منظومة الطيران المدني المصري في ظل ظروف بالغة الصعوبة, وهو ما يستحق منا أن نوجه له التحية والتقدير علي الجهد الكبير الذي بذله.