كتب ممدوح فهمي: بينما يتوارد الحديث صباحا ومساء عن أزمة الالتراس في مصر, والتي تجلت في الصدامات العنيفة بشوارع بورسعيد خلال الساعات الماضية, فان التعامل مع هذه الظاهرة في الدول الأوروبية وضع نهاية لها قبل أن تستفحل وحتي لا تمثل صداعا في رأس المجتمع, وحتي يعرف كل طرف حدوده بعيدا عن أي تطرف او خروج عن النص. علي الرغم من الحالة السيئة اقتصاديا واجتماعيا لليونان والعنف الذي شهدته خلال الفترة الماضية بسبب تراكم الديون عليها, فان الحكومة هناك لم تتهاون مع الخارجين وفي المقدمة من الالتراس, فقد قررت ايقاف انشطة جميع الجماعات المنتمية لها لمدة عام لوقف نزيف المشاكل المتعلق بالكرة اليونانية وكان في مقدمتها فضيحة التلاعب في النتائج ايضا. ولم تتوقف الاجراءات الرسمية عند هذا الحد بل انها شددت علي ايقاف نشاط مجموعات الالتراس رسميا علي جميع المستويات حتي الصيف المقبل علي ان تعود بعد ذلك علي شكل مجموعات صغيرة بسيطة تسيطر عليها الاندية. وحرصت الحكومة اليونانية علي اصدار تشريع من البرلمان بذلك, منعا لتحايل البعض عليه من خلال القضاء, حيث بات غير مسموح لهذه المجموعات بالسفر في شكل جماعي والامر سيكون قاصرا علي الرحلات الفردية. وقد جاء التشريع اليوناني من جانب الحكومة ليؤيد تحركها السابق باللجوء للسجن لكل من يلجأ للعنف في أي من الملاعب الرياضية, أو يحاول الاعتداء علي الآخرين. وفي بريطانيا.. غابت كلمة التراس عن الساحة الرياضية هناك بعد ان ضربت هذه الهوجة الوسط لسنوات بعد التعامل المتميز معها, وبات تركيز الجماهير علي مساندة فرقها بالاساليب المعروفة والتقليدية مثل الاغاني والهتافات فقط, ولم يعد حماسهم خارج الاطار الطبيعي, مع الالتزام بقواعد الجماعة التي تتضمن مساندة الفريق من بداية المباراة وحتي نهايتها.. الوقوف طوال الوقت في المدرجات. وفي ايطاليا.. كان التركيز علي فك هذه الروابط بشكل تدريجي وابعادها عن اقحام السياسة في الرياضة, ومواجهتها بالكثير من الحزم والقوة في حالة أي خروج منها النص, وحرص المسئولون علي الزام زعماء الروابط بتعديل اسلوب المشجعين في مساندة انديتها والالتزام بالنواحي الرياضية والابتعاد عن العنف والتعصب في المدرجات, وكانت التحذيرات واضحة وصريحة بعدم الانغماس في أي فوضي, لان العقوبات ستقتص من الخارجين علي القانون.