ما مدي أمان المحاصيل المهندسة وراثيا؟ وماهي إمكانية الاعتماد عليها لسد الفجوة الغذائية وإنقاذ الفقراء من شبح الجوع؟ تلك كانت الأسئلة الأهم التي دارت حولها نقاشات المؤتمر الدولي الأول للأغذية المحورة وراثيا بجامعة القاهرة. في البداية يقول الدكتور أحمد شرف رئيس المؤتمر الدولي للأغذية المحورة وراثيا وعميد كلية زراعة القاهرة إن خبرة المزارعين علي مدي العشرين عاما الأخيرة أكدت فعالية الأغذية المهندسة وراثيا في تأمين شريحة كبيرة من فقراء العالم ضد الجوع والبطالة في ظل توافر معايير للأمان الحيوي لنوعية هذه الأغذية صحيا وبيئيا. وخلال السنوات الماضية تمكن العلماء من إنتاج نوع من الموز مزود بلقاح ضد الفيروس الكبدي ب, وأرز ذهبي مزود بفيتامين أ أي أن أطعمة اليوم أصبحت غذاء ودواء! وعالميا كما يوضح الدكتور عز الدين أبو ستيت نائب رئيس جامعة القاهرة وعميد زراعة القاهرة السابق تبلغ المساحة المنزرعة بالمحاصيل المهندسة وراثيا حوالي400 مليون فدان يقوم بزراعتها18 مليون مزارع90% منهم من صغار المزارعين الذين ينتجون محاصيل تدخل في العديد من الصناعات مثل فول الصويا والذرة والقطن وبنجر السكر, والعديد من زهور الزينة التي يتم تسويقها عالميا. ووفقا للإحصاءات العالمية تمثل المنتجات الزراعية المهندسة وراثيا5% من مجمل المنتجات العالمية. وللتغلب علي الزيادة المضطردة في تعداد سكان الأرض والذي سيصل الي9 مليارات نسمة بحلول عام2050 فإنه من المهم زيادة الإنتاج الزراعي بنسبة70% مع مراعاة كافة العوائق الحالية من انخفاض مساحة الأراضي الصالحة للزراعة بنسبة55% وتبعات التغيرات المناخية من نقص المياه النقية وتصحر, لذلك فإن الزراعات المهندسة وراثيا هي الحل الأمثل لإنقاذ العالم من شبح الجوع. وحول فرص زيادة الاستثمار الزراعي في هذا المجال, تري الدكتورة هنية الأتربي, مستشار وزير الزراعة والرئيس الأسبق لمركز البحوث الزراعية, أنه يجب أن تطبق الدولة نتائج البحوث والدراسات المعنية بالمحاصيل المهندسة وراثيا وتنشئ آلية جديدة لتغيير وجه مصر الزراعي ليضاهي التجارب الناجحة في العديد من الدول النامية مثل الهند والبرازيل والصين, ففي الهند نجح العلماء باستخدام التكنولوجيا الحيوية في دخول السوق التصديرية العالمية بالقطن المهندس وراثيا عن طريق زراعته علي مساحة30 مليون فدان. وتقول الدكتورة نجلاء أحمد عبد المنعم رئيسة قسم الوراثة بزراعة القاهرة ومقرر عام المؤتمر إن قضية الأمان الحيوي من البذور المهندسة وراثيا تم دراستها باستفاضة وحاليا هناك سلالات لخضراوات وفواكه مقاومة للأمراض حيث تفرز هذه النباتات بروتينا ساما يبيد اليرقات والمفترسات الحشرية القاتلة لهذا النبات دون الإضرار بأي كائن حي آخر وأي جانب من جوانب البيئة. كما أن هناك بمصر لجنة قومية للأمان الحيوي منذ عام1995 تضم خيرة علماء مصر في هذا المجال, للتأكد من تطبيق المعايير الدولية للأمان والسلامة الإحيائية في كل خطوات الإنتاج لأي محصول قبل السماح بالتداول التجاري والاستهلاكي. لكل ما سبق فإنه لايوجد سبب في ألا تبدأ مصر استخدام تطبيقات التكنولوجيا الحيوية لسد الفجوة الغذائية وخفض50% مما يتم استيراده من منتجات زراعية.