تمتاز الأصناف المصرية باحتياجها لكميات ضخمة من المياه ونظرا لأن نصيب مصر من المياه ثابت كما أن المساحة المزروعة ثابتة تقريبا,واستهلاكنا من الأرز في تزايد مستمر بسبب زيادة السكان كان من الضروري التفكير بطريقة غير تقليدية في إنتاج أصناف من الأرز المصري تعطي نفس الإنتاجية وفي الوقت نفسه تستهلك كمية أقل من المياه. في عام1985 تقدم الدكتور سعيد سليمان الأستاذ في قسم الوراثة بكلية الزراعة جامعة الزقازيق بمشروع لاستنباط أنواع من الأرز قادرة علي تحمل الجفاف علي غرار الصين, وتم اختيار المشروع ضمن المرحلة الاولي من المشروع القومي للأبحاث الزراعية الممول من هيئة التنمية الدولية الامريكية ووزارة الزراعة المصرية, وتم التعاقد عام.1988 يتحدث الدكتور سعيد سليمان عن هذا المشروع قائلا: أجرينا تجارب التقييم علي كل السلالات والأصناف المصرية, وكذلك الاصناف الفلبينية واثبتت التجارب عام1988 و1989 أن هناك أصنافا مصرية متوسطة التحمل للجفاف واستمرت التجارب حتي1993 في خمسة مواقع بمحافظة الشرقيةوالدقهلية والاسماعيلية وكانت النتائج مبهرة. وما إن بدأت التجارب تؤتي ثمارها حتي بدأت العراقيل والمعوقات من رئيس قسم بحوث الأرز وتم وقف تمويل المشروع. يستكمل الدكتور سعيد سليمان حديثه الذي لم يخل من نبرة أسي وحزن: ولو أننا استكملنا التجارب الإرشادية في العام التالي لصنف الأرز المصري لكان لدينا الآن اصناف تتحمل الجفاف تغطي مساحة مليوني فدان. والآن وبعد20 عاما من التجارب والأبحاث, والكلام لا يزال للدكتور سليمان, استطعنا بفضل الله ثم جهود فريق العمل المكون من15 أستاذا ومساعدا التوصل الي صنف الأرز عرابي1 و2 الذي إن قارناه بأصناف الأرز التقليدية سنجد أنه يستهلك50% من المياه ويحقق إنتاجية أعلي بزيادة طن عن الأرز العادي كما يوفر450 جنيها من تكلفة السماد للفدان إذ يستهلك3 شيكارات بدلا من6 شيكارات سماد, بالإضافة إلي توفير نحو50 كيلو أرز تقاوي. عندما علمت جريدة الأهرام بهذه التجربة ذهبت لمشاهدتها علي أرض الواقع في محافظه الدقهلية مركز دكرنس عزبة الحسيني, حيث قابلنا أحد المزارعين هو الاستاذ محمود الحسيني الذي قال: زرعنا نحو75 فدانا حيث يستهلك الفدان3500 متر مكعب مياه مثل الذرة الشامية أي وفرنا نصف المياه كما وفرنا كذلك في السماد والتقاوي. يقول الحاج سعد العوضي أمتلك أربعة أفدنة وقابلت الدكتور سعيد سليمان وأخذت100 كيلو أرز حيث زرعت فقط فدانا ونصف وزاد المحصول بمعدل طن للفدان عن المحصول السابق من الأرز العادي, وبالنسبة لاستهلاك المياه فإني أروي الأرض كل18 يوما بدلا من6 أيام, ونناشد وزارة الزراعة والحكومة بتوفير تقاوي عرابي2 لزيادة محصول الأرز في مصر, وتوفير المياه وزيادة دخل الفلاح المصري الذي عاني الأمرين في العصر السابق وهجر الأرض بسبب انخفاض دخله. يقول الدكتور مدحت ميخائيل استاذ المحاصيل بالمركز القومي للبحوث نتيجة التغيرات المناخية في المستقبل, من المحتمل أن تتعرض مصر للفقر المائي, فبهذه الطريقة سيتم توفير نسبة من المياه, بالإضافة إلي تحمل نسبة من الملوحة, وسيؤدي هذا إلي إمكانية زراعة الأرز الجاف في المناطق المالحة. نداء إلي رئيس الجمهورية في نهاية هذه الجولة المبشرة بالخير للفلاح المصري وزيادة إنتاج الأرز يوجه الدكتور سليمان نداء خاصا للسيد الرئيس محمد مرسي والسيد رئيس الوزراء بحل لغز عناد وزارة الزراعة ومعهد البحوث الزراعية ضد18 كلية زراعة في مصر. يقول الدكتور سليمان في دهشة حزينة: لا يوجد سبب واحد لتأخير صدور قرار بتوفير تقاوي أرز عرابي1 و2 لجميع محافظات مصر حيث حصلت علي شهاده الإدارة المركزية لفحص واعتماد التقاوي, وهي إدارة مستقلة ومحايدة ومسئولة عن اعتماد جميع تقاوي وأصناف الحاصلات الزراعية. ولكن الوزير رضا اسماعيل ألغي قرار الوزير السابق أيمن أبو حديد وأعاده للجنة القديمة التابعة لمركز البحوث الزراعية رغم أني حاصل علي شهادة حماية للصنف أرز عرابي2 المقاوم للجفاف بتاريخ2011/12/29 بالرقم الدولي70, وهذه شهادة لحماية الصنف أرز عرابي2 لمده20 عاما بقرار وزاري برقم2251 بتاريخ12/26/.2011 المطلوب استكمال هذه الشهادة والتصريح بتداول هذا الصنف في جميع محافظات مصر حتي نزرع في عام2015 مليوني فدان لتوفير8 ملايين طن من محصول الأرز المقاوم للجفاف, ومن الممكن أن نصدر3 ملايين طن بسعر ألف دولار للطن من أجل توفير3 مليارات دولار من العملة الصعبة.